نعم بدأت فقاعة الإعلام الفضائي الخاص تنفجر ولعدة أسباب، منها ما يسمى بالمنطقة الحرة الإعلامية التابعة لوزارة الاستثمار، وصولًا إلى أن الإعلام صناعة خاسرة في الأساس في مصر، بسبب اعتمادها على مصدر واحد من مصادر الدخل وهو الإعلانات.
بدأت الحكاية، مع فكرة أن يكون هناك قناة فضائية مصرية تنقل صورة مصر للعالم، من خلال برامج منتقاة يراها المصريون في الخارج لربطهم بالوطن، واطلاعهم على أحوال بلدهم في ظل صعوبة الاتصالات وقتها، أو على الأقل لم تكن هناك هذه الثورة التكنولوجية في الاتصالات، وتلتها بعد ذلك مدينة الإنتاج الاعلامي و النايل سات، ومن هنا بدأ التركيز على البث الفضائي في إطار التفاخر والموضة، وأوهمونا أن العالم أجمع يعمل بهذه الطريقة ولا بد من الانفتاح على العالم، مع أن هذه ليست الحقيقة ولا يعتمد سكان العالم على البث الفضائي في منازلهم حول العالم، بل أغلب الدول المتقدمة تعمل إما بنظام الكوابل التلفزيونية أو البث الأرضي المدفوع ضمن فواتير الاشتراكات، ولكن في الأساس هذه القنوات تهتم بالشأن المحلي وبالأقاليم الذي تمثله، وكانت هي نفس فكرة القنوات المتخصصة والقنوات الإقليمية، وهي كانت فكرة سليمة لكن كانت هناك عيوب في التطبيق، وهذا موضوع آخر ليس وقت الحديث عنه.
نرشح لك: محمود يوسف يكتب: ماسبيرو التريند الأعلى
دعونا نقيم التجربة هل نجحت القنوات الفضائية أم أن هناك قنوات ظهرت وأغلقت وما زال هناك قنوات ستغلق بسبب ارتفاع التكلفة وقلة الإيرادات؟ لأن الشبكات التلفزيونية حول العالم تعتمد في إيراداتها على مصدرين هما الاشتراكات والإعلانات، ولكن في قنواتنا الخاصة في الأغلب كان الاعتماد على الإعلانات فقط كمصدر للإيراد، مما جعل اليد الطولى للتأثير في صناعة الإعلام الفضائي للمعلن وبعدها شركات الإعلانات ومعها الإمتياز الإعلانى للقنوات و 0900 و المسابقات وحاجات كتير من مثل هذه النوعية؟
ونحن فى هذا المنعطف الخطير لصناعة الإعلام والمحتوى الصحفى واقتراب نهاية الصحف الورقية وظهور أنواع جديدة من الميديا تهدد كل من الصحافة والاعلام بشكله التقليدي، فإننا علينا أن نفكر بسرعة فى العودة إلى البث الأرضى ودمجه مع البث الرقمى من خلال اشتراكات سنوية تتيح التنوع للمشاهد المصرى وكسر الاحتكارات الموجودة وتقليل سيطرة شركات الإعلانات على الصناعة مع إعطاء تراخيص للقطاع الخاص للعمل من خلال البث الأرضى كما حدث فى الراديو وذلك وفقا للقوانين الإعلامية الجديدة واللوائح التى أصدرها المجلس الأعلى للإعلام بشان إصدار الصحف والقنوات، وأعتقد بمثل هذا نقلل تكاليف القنوات فالبث الأرضى أسعاره أقل وأيضا نستخدم البنية التحتية الموجودة فى الوصول إلى أقصى نقطة بحدود مصر بإعلام يتحدث داخليا لحل المشاكل الداخلية لا أن يبقى التركيز على التوك شو دون استخدام الإعلام فى تنمية المجتمع، كما أننا سنستطيع التركيز من خلال ثلاث أو أربع قنوات فضائية فى أن نعلن وجهة النظر المصرية بشكل ملائم كما نستطيع إيصالهم أى القنوات بتكاليف أقل إلى كل المصريين حول العالم.
هل نعى الدرس ونبدأ فى تصحيح أخطائنا ونتذكر على مدى سنوات ماذا فعلت الإعلانات بمحتوى القنوات الفضائية وما تقدمه وما نستطيع أن نغيره إلى الأفضل فى الإعلام والصحافة.
ويبقى أن نتساءل أيضا إلى أين يذهب أرشيف القنوات الفضائية التى تفتتح ثم تغلق بعد عدة سنوات والطريقة الوحيدة هى الإلغاء لأن القطاع الخاص لن يحافظ على هذا الأرشيف و ذا ما حدث ويحدث..
شاهد: مختلفة – طريفة – صادمة.. آراء المشاهير المثيرة للجدل