تخيل أنك تبدأ فيلم قال صناعه إنه أول فيلم رعب مصري 4d وتم الترويج بشدة لذلك الأمر مستخدمين عبارات جذابة عن تقنيات التصوير وبث إعلانات مشوقة رفعت سقف التوقعات لمستوى السينما العالمية.. ولكنك تفاجأ بافتتاحية أحداث الفيلم وأحد الأبطال يسقط متألما أثناء هروبه لأن “مسمار يدخل قدمه” ولتجويد المشهد يخلعه بيديه وبقوة دون “بنج” لبث مزيد من “الرعب” في نفوس المشاهدين! هكذا كانت افتتاحية فيلم 122 !
ربما سبب الإحباط الذي أصابني من المستوى الفني هو الدعاية الكبيرة والذكية التي رفعت سقف توقعاتنا كثيرا، ولذلك بدأت أراء الجمهور “السلبية” تظهر الآن عما شاهدوه.
الفيلم بعيدا عن دراما الرعب السينمائية التي نشاهدها بالسينما العالمية وهو أكثر يعتمد على الأكشن والساسبنس والمطاردات طوال الفيلم بين أبطاله والذين لم نعرف لهم قصصا “تفصيلية” عن حياتهم سوى فلاش باك سريع عن علاقة “نصر وأمنية” أنه أعجب بها في الشارع!
أركان القصة غير مكتملة والشخصيات لا بداية ولا وسط ولا نهاية ممكن أن تقول حلقة في مسلسل يوميات داخل تلك المستشفى، والتي يشار إلى أن بها مرضى وأطباء فتفاجأ بهم يختفون تماما عن مشاهد الأحداث تاركين “الخناقة” دائرة في تلك المستشفى بين ثلاثة أشخاص! ويكتفي سيناريو الفيلم بالدفع بطبيب وممرضة يتم قتلهم أثناء الأحداث!
معظم الأحداث داخل مستشفى “مجهولة” لا نعرف كيف تركت هكذا يمارس فيها الطبيب جرائم سرقة الأعضاء كما يشاء لدرجة أنه يحتفظ داخلها بثروته من تلك الجرائم، لم يكشف لنا سيناريو صلاح الجهيني الكثير عن الشخصيات الرئيسية مكتفيا بمتابعة المطاردات والأكشن “الساذج” في بعض المشاهد والذي وصل للأفلام الهندية فالأبطال يموتون ويعودون للحياة!
كذلك الحادث الرئيسي لأحداث الفيلم تم تنفيذه بشكل ضعيف فنيا رغم أنه حادث تصادم كبير بين ثلاث سيارات ولم يتم إخراجه بشكل جيد ومقنع، فقط نشاهد البطلة وهي تفقد الوعي فوق “الأسفلت” وأصوات حولها!
بالمناسبة هناك أفلاما منذ سنوات قدمت دراما نفسية أثارت الرعب في نفوس المشاهدين بشكل متقن فنيا مثلا فيلم “ضربة شمس” لمحمد خان كانت مشاهد القاتلة المحترفة تبث الرعب أكثر مما شاهدناه وبدون دماء! وكذلك فيلم “الانس والجن” لمحمد راضي، ولكن في 122 المخرج ياسر الياسري كان مشغولا كثيرا بإظهار أكبر كم من “الدماء”!
دعاية حققت هدفها
أحد أهم أسباب النجاح في الأسبوع الأول لعرض الفيلم الدعاية الجيدة جدا للترويج للفيلم بجميع الممثلين حتى “ضيوف الشرف” لدرجة أن الجمهور دخل ينتظر ويبحث عن احمد الفيشاوي ومحمد ممدوح بين أحداث الفيلم ومطارداته ولكنه فوجيء أنهما ضيفا شرف! كذلك ساهم في الإيرادات إستباقه للعرض في افتتاح الموسم منفردا بعدة أيام قبل باقي الأفلام.
على مستوى التمثيل أحمد داود أفضل ممثلي الفيلم وأيضا أمينة خليل قدمت أداءً جيدا وهنا لي سؤال ما الداعي لجعل الشخصية “صماء” لم يفيدنا ذلك بشيء ! هل زاد ذلك من الإثارة والرعب! في نفوس المشاهدين!؟ ربما جاء في مصلحة أمينة كممثلة فبذلت مجهودا أكبر يحسب لها وأيضا ظهرت بشكل جيد الممثلة المغربية جيهان خليل “الممرضة”.
أما طارق لطفي فعودة طيبة للسينما بعد غياب وهو أحد المشاركين في الفيلم الحدث الذي أسس لجيل سينمائي جديد “صعيدي في الجامعة الأمريكية”.
قبل أن انتهي من مقالي سؤال لم أجد له إجابة
كيف عاد نصر “أحمد داود” إلى المستشفى سيرا على الاقدام أم عدوا أم “اتشعبط في عربة الإسعاف”؟! وذلك بعد أن شاهدناه يلفظ أنفاسه الأخيرة للمرة الثانية خلال الفيلم! ولكنه فجأة عاد يتصارع بقوة لدرجة أنه قتل محمد ممدوح “تايسون” وفتك بالطبيب.
لا أتفاءل عادة بالترويج المبالغ فيه، المشكلة أن هناك جمهور كبير من الشباب حاليا يتابع بانتظام السينما العالمية وأفلام الرعب متواجدة في دور العرض بانتظام ولها جمهور كبير في مصر فلا يجب الاستخفاف بالمشاهدين والاستسهال في تنفيذ المشاهد كما شاهدنا فالجمهور يقارن دائما.
الفيلم تجربة يستحق التحية عليها فريق العمل اجتهدوا لصناعة عمل مختلف، عن السائد في السينما الحالية، ولكن “نتعب” شوية في تنفيذ المشاهد وإتقان سيناريو مقنع.
_ أخيرا رسالة لـ محمد ممدوح بالصدفة ثاني فيلم على التوالي أشاهدك “ضيف شرف”! ليس جيدا كثرة المجاملات.
أحمد فرغلي رضوان يكتب: الضيف.. مراجعات إبراهيم عيسى السينمائية!
شاهد: أبرز الأحداث التي شغلت الوسط الثقافي خلال عام 2018