محمد سلطان محمود
اسمه وحده يكفى ليتحدث عنه، فهو مؤسسة إعلامية مستقلة تسير علي قدمين.
أشهر مقدمي البرامج الحوارية مروا من بوابته السحرية، نحن نتحدث عن الرجل الذي غير شكل البرامج الحوارية في مصر إلي الأبد، و صنع موجة إذاعية جديدة في محطات الـFM.
بدأ عمرو أديب مشواره الإعلامى كصحفي لعدة سنوات، قبل أن ينتقل إلي تقديم البرامج.
و بدأ مشواره كمقدم برنامج في قناة أوربت الثانية من خلال برنامج “سواريه”، ثم إنتقل إلي تقديم برنامج “القاهرة اليوم” الذي يقدمه منذ عام 1998 و حتى اليوم.
و كان يقوم بتقديم البرنامج بالإشتراك مع نيرفانا إدريس حتى رحيلها عن القناة في عام 2005، ليبدأ أديب مرحلة جديدة من البرنامج مستمرة للعام العاشر علي التوالي، و هي مرحلة “الكرسي المجاور لعمرو أديب”.
في البداية كان أديب مشغول بالبحث عن بديل لنيرفانا إدريس، فتناوب علي مزاملته في تقديم الحلقات العديد من الفنانين و الصحفيين، قبل أن يدرك أديب أن تنوع زملاءه صنع نجاح أكبر للبرنامج، فقرر الإستمرار بسياسة التناوب حتى الأن.
القاهرة اليوم تخرج منه صحفيين تحولوا إلي مقدمي برامج، مثل خيري رمضان و أحمد موسي و محمد شردى و حمدي رزق و لميس الحديدي، زوجة أديب و أقل من شاركوه الظهور في البرنامج من الصحفيين.
و لكن كيف إستطاع أديب النجاح رغم تقديمه لبرنامج في شبكة تليفزيونية مشفرة؟
في بداية الألفينات، كانت شبكة أوربت التليفزيونية تقوم خلال شهر رمضان ببث برنامج القاهرة اليوم عبر قناتها العامة المفتوحة، و من خلالها تعرف المشاهد المصري لأول مرة علي عمرو أديب.
إستمرت علاقة عمرو أديب بمشاهديه الموسميين لبضعة سنوات حتى ظهر إختراع الوصلة، و بعدها أصبح أديب ضيف دائم لدى البيوت المصرية، يصل إلي جميع طبقات المشاهدين دون تمييز.
سرعان ما وصل أديب إلي القمة، كان أول إعلامي يكسر القوالب المعتادة لمقدمى البرامج الجادة، مقدمات منفردة تصل مدتها الي نصف ساعة، يتحدث فيها إلي مشاهديه يومياُ عن أهم قضية تشغل الرأى العام، سواء كانت إجتماعية او سياسية، او حتى رياضية، و موقع يوتيوب يمتليء بالعشرات من فيديوهات أديب الساخرة عن مشاعره كمشجع لفريق الزمالك و مدي غيرته من نادى الأهلي و مشجعيه.
و أثناء رحلة النجاح، قام عام 2003 بتأسيس أول محطة إذاعية خاصة ، و هي نجوم اف ام، التي ظلت تحت إشرافه حتى إنتقالها لتبعية شركة راديو النيل التابعة لإتحاد الإذاعة و التليفزيون، و من خلال تجربة أديب مع نجوم إف ام تألق العديد من المذيعين الشباب الذين إنتقلوا من الراديو إلي شاشات التليفزيون مثل يوسف الحسيني و أكرم حسني و أسامة منير.
و استمر نجاح أديب حتى أصبح القاهرة اليوم هو البرنامج الأهم في الإعلام المصري، لكن في النصف الثانى من شهر سبتمبر عام 2010 ، إختفي أديب دون مقدمات،و تناثرت الأقاويل عن منعه من رجال مبارك، لكن لم يتم إعلان الخبر صراحة.
و ظهر أديب في تلك الفترة كعضو لجنة تحكيم في الموسم الأول من برنامج المواهب Arab’s Got Talent، و إشتهر بتعليقه الذي يذكره به جمهور البرنامج “فلة، شمعة منورة”.
في تلك الفترة بدأت ثورة يناير 2011، و بعد أيام قليلة من بدايتها ، ظهر عمرو أديب عبر شاشة قناة الحياة الثانية برفقة رولا خرسا ليقدما برنامج يومى يغطي الأحداث في مصر، البرنامج حمل اسمه وحده “مباشر مع عمرو أديب”.
و لكن أشهر لحظات أديب في فترة الثورة كانت أثناء ظهوره كضيف مع يسري فوده، حين فقد التحكم في مشاعره لأول مرة علي الشاشة، فبكى و تفوه ببعض الكلمات التي لا تخرج من إعلامى علي الهواء، و لكنها ساهمت في إبقاء هذا اللقاء في ذاكرة المشاهدين.
و سرعان ما عادت قناة اليوم و عاد معها عمرو أديب إلى برنامجه، و لكنه لم يعد بنفس الإسلوب، أصبح أكثر أنفعالاً ، أعلي صوتاً، و أقل تحكماً في المشاعر و الألفاظ.
بالتأكيد لا يحتاج أديب إلي الإنفعال و السباب لزيادة نسب المشاهدة أو لفت الإنتباه علي الإنترنت، مثلما يفعل الكثير من مقدمى البرامج حالياً، لكن لا يوجد مبرر لما يحرص علي تكراره، حتى أصبح أداة من أدواته.
لماذا يفقد أديب التحكم في أعصابه علي الهواء و هو من يفخر دائماُ بأنه يقدم أقدم برنامج علي الشاشات العربية؟
و لماذا يتفوه بالألفاظ من يمتلك عدد ساعات هواء يفوق عدد ما قدمه نصف الإعلاميين المنافسين له مجتمعين؟ و هل لا يستطيع من يمتلك تلك الخبرة السيطرة علي مشاعره؟
يدرك أديب جيداً أنه يستطيع الإستحواذ علي نسبة كبيرة من مشاهدي العالم العربي لو قرر أن يقدم برنامجه عبر قناة فضائية غير مشفرة، و أثبت ذلك في تجربتيه القصيرتان مع قناة إم بى سي و قناة الحياة، لكن عشقه للرقم القياسي الذي حققه من خلال القاهرة اليوم قد لا يدفعه إلي تلك الخطوة قريباً ، و هو مايحرص أن يؤكده كلما أتيحت له الفرصة، بأنه لن يترك برنامج القاهرة اليوم حتى تطلب منه إدارة المحطة الرحيل.
عمرو أديب إحتفل منذ أيام بالعيد السابع عشر لبرنامجه القاهرة اليوم، و كعادته في كل إحتفال بالبرنامج، حرص أن يحتفل بجميع من شاركوه مشوار البرنامج منذ بدايته و حتى اليوم.