في الحلقة الأولى إتكلمنا عن البداية مع الإعلانات .. إزاي كنت شايفها و إزاي كانت حلمي أبقى واحد من كتابها و عن خطواتي الأولى فيها اللي ساهم فيها الحظ جدا و عن أول مقابله عن مدير الشركة و مديرة أعماله و الدروس اللي بدأتها معاهم .. النهاردة هنكمل …
كان الإختبار الأول لي في إعلان كريم بشرة لكلاس سي اللي هو إعلان موجه للطبقة الشعبية تحت المتوسطة .. لو شفت فيلم أحمد حلمي “جعلتني مجرما” هتفهمني … مع إعلانه عن كريم زحلقة …
بإختصار المطلوب كان أغنية من أغاني تامر تنفع يترقص عليها …
إخترت أغنية صحيت على صوتها .. و بدأت أركز على كلامها و أكتب ..و لك أن تتخيل إن السلوجان بتاع الكريم ده كان “بيرطّب و يطبطب” … قدمت الكلام ليه في مقابلتي التانية و هناك قابلت فتاه بائسة عاوز تشتغل موديل و معاها السيرة الذاتية بتاعتها …
أنا كمهندس كانت معلوماتي عن السيرة الذاتية إنها ورقتين و كام شهادة خبرة .. الموديلز سيرتهم الذاتية عبارة عن إسطوانة عليها صور ليها في أوضاع مختلفة و عادة بيبقى فيها تنازلات كتير و لو ليها سابق إعلانات بتتحط ع السي في .. كنت مستغرب جدا من الوضع ده بس إبتسمت جوايا و هو بيقلب فيها و قالها هنعرضها مع باقي الموديلز لو فيه إعلان جديد سابتنا و مشيت ..
الموديلز عادة بنات بسيطة عندها أحلام النجومية و الشهرة .. بتستنى الفرصة في إعلان عشان تتشهر .. الوسط ده مليان بلاوي و مليان إستغلال و تجارة بأحلامهم و دايما فيه رد جاهز .. إحنا ما أجبرناش حد على حاجة .. الشركة اللي كنت فيها كانت محترمة و ده ماكنش موجود فيها …
بعد ما مشيت غنيت ليهم الإعلان اللي كان راديو بس و وقتها علمني .. قاللي لازم نكسر التون كل إتنين تون عشان مانتعرضش للمسائلة القانونية .. دي حاجات إحنا عارفينها كويس و هنظبطها مع الأستاذ (…..) و وقتها ذكر إسم موزع مشهور .. سألته مش ده اللي كان في أول برنامج مواهب طلع في التليفزيون … قاللي أه … عموما كده دورك خلص .. هنعرضها عليه و بعدها على العميل و لو وافق هنكلمك تاخد فلوسك …
و قالي عاوزين نفكر في حملة لوزارة البيئة عن إعادة التدوير .. إبعتلي قبل يوم السبت الأفكار و هنزبطها مع مصمم الجرافيك …
و دارت الدايرة .. كان سعر الكتابه لإعلان راديو 500 جنيه و لفكرة إعلانات مطبوعه 300 جنيه … في شهرين كسبت 3500 جنيه كده و أنا قاعد مع أصحابي بهرج ..
عجبتني القصة .. أه مفيش ولا إعلان تليفزيون مهم عملته بس أنا كنت رقم واحد عنده و هما ماكنش بتجيلهم تليفزيون كتير …
ف يوم كلمني .. مينا سيب الهندسة و تعالى بضعف المرتب إحنا هنتوسع جامد و جالنا سلسة إعلانات لشركة سيراميك كبيرة… وقتها فكرت .. هكسب أكتر و راحة بال و شغل كله بنات حلوة و تهريج و بس ..
بس قولت و لو بكرة سابني هعمل إيه …؟ المهم رفضت و ده أثر فيه جداا…
حملة السيراميك راحت مني لواحد تاني و كان أغتت إعلان سيراميك نزل ليها رغم إنها شركة مشهورة بالنجوم في الإعلانات .. رجع كلمني و قالي عاوزين نصلّح العلاقة مع عضو مجلس الشعب المشهور ده .. وقتها كتبتله إعلان فيه نجمة بحبها و فهمت أكتر عن الإعلانات التليفزيونية …
مدة الإعلان يا 30 ثانية يا 45 ثانية .. الموديلز بيختارهم صاحب المنتج لو إعلان رقص .. بس طبعا ده بينطبق على الشركات الصغيرة .. شركات لبان مثلا بس الشركات الكبيرة قسم التسويق بيتابع أدق التفاصيل ..
النجم بيختلف سعره بس عموما أقل سعر كان 200 ألف جنيه في 30 ثانية …
الموديل العادية بتاخد من 500 جنيه ل 1000 جنيه و الموديلز الثانويين بيبدأوا من 100 جنيه و وجبة ..
وقتها كانت رقم واحد نرمين ماهر و صاحب الشركة ماكنش بيطيقها رغم إنها إتطلبت أكتر من مرة قدامي طبعا أسامي الموديلز المشهورة بعاد عن الحسبة دي .. ضيف ليهم بقى ملكات جمال مصر آخر سنين دول برضه بره الحسبة دي.
كتبت إعلان لشركة بطاطس شيبس و مطاعم مشهورة و حملات دعائية كتيرة و فجأة الثورة قامت …
طبعا ما أخدتش حاجة خالص … لمدة شهرين كان كل كلامنا إن شاء الله ربنا يسهل …
وقتها بدأ بيزنس جديد يبان بمكالمة مهمة جداااا …
-مينا تسمع عن د عبدالمنعم أبو الفتوح ؟
-أه دي قيادي في الإخوان و رئيس إتحاد الأطباء العرب باين
-بالظبط .. بص ده راجل محترم جدا و ناس حبايبه عاوزين نعمل ليه حملة لتشجيعه على الترشح .. عاوزين شعارات كتير كلها عن الوحدة الوطنية
-يا فندم الإخوان قالوا محدش منهم هينزل
-هو مش عاوز ينزل بقولك ناس حبايبه و من الآخر إنت مطلوب إنك تعملها
-قالوا مينا يعني ؟ أنا مش تميم يونس مثلا …
-لا ماقالوش مينا بس المستحب يبقى واحد مسيحي شوف عاوزين كام فكرة و كام شعار و الواحد بألف جنيه و بكررلك هوه مايعرفش عنها حاجه دول ناس حبايبه
-هفكر و أرد عليك
رفضت بسبب إحساسي بإنه في المجال ده بكل حاجة ممكن نتاجر فيها …
رفضت و بعدت و قلت مش هشتغل في المجال ده تاني.
مجال تجارة الأحلام… أحلام صناعها و أحلام مشاهديها … و أحلام أصحابها …
كانت رسالتي الأخيرة ليه و بعدها ماسمعتش أي رد.
و من يومها لما بشوف الإعلانات .. مابحسش بنفس البهجة ولا التشويق .. و لا إبهار.