بشهادة شقيقتها الكُبرى، كانت هي الأفضل في حفظ الأدوار وتجسيدها، وبفرصة أتاحها لها مدرس التمثيل في المرحلة الابتدائية، أصبحت ضمن أفضل ممثلي فريق المدرسة، وبعدما اجتازت مرحلة الثانوية، طلبت من قريبها الذي يعمل في مبنى “الإذاعة والتلفزيون”، أن يصطحبها معه وهو ذاهب لعمله، لتتعرف على ذلك المبنى العريق عن قُرب.
وساقتها الأقدار إلى “استوديو 10″، لتقابل الفنان نور الدمرداش، الذي علم من قريبها حبها للتمثيل، وبمنتهى التلقائية وخفة الظل قال لها: “تعرفي تقولي ورايا، أليست النظافة عنوانًا للظرافة”، ولأنها تفاجأت بذلك الطلب، كررت الجملة خوفًا منه، إلا أن ذلك الخوف حينها، كشف الستار عن موهبتها، التي تمتعت بها منذ نعومة أظافرها.
تبدد الخوف وظهرت السعادة على ملامحها الجميلة، بعدما أخبرها بأنها ستبدأ أولى خطوات مشوارها الفني من خلال مسلسل “بنت الأيام” مع الفنانة القديرة كريمة مختار، وتوقفت بعد ذلك عن التمثيل فترة قصيرة، بسبب إصرار والديها، بعدما التحقت بـ “كلية الزراعة”، لكن في مقابل ذلك، حصلت على وعد من “الدمرداش” و”مختار” بأن يساعدانها في الحصول على أحد الأدوار بمجرد إنهاء دراستها الجامعية.
– “ألو.. أنا دلال، فاكرني”.
وبوفاء الوعد؛ استأنفت الفنانة دلال عبد العزيز، مشوارها الفني من خلال مسلسل “أصيلة”، الذي تم إنتاجه عام 1980، وتوالت الأعمال الفنية عملاً تلو الأخر، ووصل مجموع هذه الأعمال حتى الآن إلى ما يزيد عن 200 عمل فني، في المسرح والسينما والتلفزيون، مُجسدة على مدار سنوات العديد من الشخصيات المختلفة، إلا أن السمة الأساسية التي غلبت على أدوارها مؤخرًا، هي “الأمومة” في شتى صورها.
تميزت أمومة “عبد العزيز” في أعمالها الفنية، بالصوت ذو النغمة الرقيقة، التي تمتلىء بالدفء والحنان، وبالقسوة التي تشوبها نبرة الخوف والنُصح في بعض الأحيان، تلك الأمومة التي تُشبه إلى حد ما أمومة “ماما كريمة” التي لا تزال مُترسخة في الأذهان حتى الأن، ولا ريب في ذلك، فحب “ماما كريمة” وحنانها فتح لها طريق النجومية.
وفي عيد ميلادها 17 يناير، يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز أدوار الأمومة التي أدتها الفنانة دلال عبد العزيز، خلال مشوارها الفني:
على غير العادة، جسدت من خلاله دور “الأم” التي تتشابه في معظم تفاصيلها مع أغلب الأمهات المصرية، فلا يمكن إنكار أن الملابس والديكور تم توظيفهم بطريقة أكسبت الشخصيات رونقها الواقعي، إلا أنها لونت دورها بمشاعر مختلطة سواء في تعاملها مع ابنتها أو مع جيرانها.
قدمت من خلاله نموذج للأم، تهتم بشؤون أولادها، لكن ليس على حساب راحتها ورفاهيتها، فالكسل كان سمتها الأساسية، وعلى الرغم من أن سمات تلك الشخصية كان مبالغ فيه بعض الشيء بالنسبة للواقع، إلا أنها تمتعت بخفة الظل، خاصة وأن أغلب مشاهدها كانت مع الفنان الكوميدي بيومي فؤاد.
العمل: فيلم “سمير وشهير وبهير”
الشخصية: سميرة سمير “في سن متقدم”
“سميرة” شخصية وصولية، لا تمانع أبدًا في تقديم بعض التنازلات من أجل تحقيق أحلامها، لكن مع مرور السنوات تضطر لارتداء قناع الأم الكادحة التي تعبت وسهرت وعملت من أجل راحة ابنها وسعادته، كل ذلك مع رفع شعارات الشرف وعدم التنازل عن المبدأ.
وعلى الرغم من صغر مساحة ظهورها على الشاشة، إلا أنها تمكنت من تجسيد كل هذه المشاعر في مشهد واحد فقط، من خلال مزجها بين الحب والخجل من الماضي، والانكسار، والخوف على مستقبل ابنها، وقسوتها في أسلوب نصُحها له.
العمل: فيلم “لا تراجع ولا استسلام”
جسدت من خلال ذلك الفيلم شخصية “ميار” الأم التي تُضحي بكل شيء من أجل بناء مستقبل ابنها، وراحته، يبدو الدور بالنسبة للبعض دورًا كوميديًا، إلا أنه يُشبه في الواقع حال الكثير من الأمهات.
العمل: مسلسل “حديث الصباح والمساء”
من منا لا يتذكر “نعمة” الصديقة، والحبيبة، والأم، والجدة؟، فذلك الدور لم يكن مقتصرًا على الأمومة فقط، وإنما جسد حياة كاملة لكثير من السيدات، فعلى الرغم من أن “عبد العزيز” كانت في سن صغير جدًا حينما، إلا أنها اتقنت كل المراحل سواء خلال فترة المراهقة أو النضج أو الشيخوخة.