أسماء شكري
23 عامًا مرت على العرض الأول لمسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” عام 1996، حافظ فيها على شعبيته، وشهرته، خاصة مع جيل “السوشيال ميديا”، الذي أحيا ذكرى أبطاله بطرقٍ مختلفة منها تدشين صفحات بأسمائهم، مثل “المعلم سردينة”، أو صناعة “كوميكس” مستوحاة من قصة حب “عبد الغفور وفاطمة”، أو أمومة “فاطمة” مع أبنائها.
في الذكرى 23 لعرضه على التلفزيون يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز 8 أسباب حافظت على نجاح “لن أعيش في جلباب أبي” فيما يلي:
(1)
محاكاة الواقع بمشاكله وهمومه وأحداثه الحقيقية، بعيدًا عن الخيال أو المبالغة، فقد لمس حياة الناس اليومية بتقديمه لشخصيات موجودة بكثرة في المجتمع، مثل شخصية “عبد الغفور البرعي”، الرجل الأمي الفقير الذي يسعى لكسب رزقه “بالحلال” ويواجه في سبيل ذلك ضغوطًا وعقبات كثيرة يحاول تخطيها بكل صبر وإصرار، وشخصية “فاطمة كشري” مثال الزوجة المخلصة التي تقف بجانب زوجها في أزماته.
(2)
استخدام لغة بسيطة وسهلة ودارجة بين شخصيات العمل، فلم يشعر المشاهد بحاجز بينه وبين أبطاله، حتى وإن كانت اللغة التي يتحدثون بها، لم تصبح لغة العصر الحالي، إلا أنها لغة شعبية ثرية، ظهرت فيها الأمثال الشعبية الشهيرة مثل “اللي عاجبه الكحل يتكحل” و”يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك”، وغيرها.
(3)
بالرغم من أن اختيار أسماء الشخصيات الرئيسية للمسلسل مثل “فاطمة كشري” و”الحاج سردينة” و”حمامة”، ليست مألوفة في الزمن الحالي، بعكس وقت عرضه، إلا أنها كانت موحية لشباب “السوشيال ميديا”، نجحوا في استخدامها لصناعة “الكوميكس”، وصفحات التواصل الاجتماعي.
(4)
قصص المسلسل المتداخلة، ومنها قصة نجاح “عبد الغفور البرعي”، الرجل العصامي المكافح، الذي عاش في شبابه حياة صعبة وظروفًا قاسية، لدرجة أنه كان ينام على الأرض ويأكل الخبز “الحاف”، ويرتدي جلبابًا متهالكًا، ولكن طموحه لم يكن له حدود، فاجتهد في عمله وأخذ يدّخر من أجره الضئيل، وبالصبر والمثابرة، نجح في أن يكون له عمل مستقل، أخذ ينمو ويتصاعد شيئًا فشيئًا، حتى كوّن ثروة ضخمة وأصبح ثريًا تتقرب له أسرة الوزير السابق لتناسبه، طمعًا فيه، كانت أحد العوامل أيضًا، فقصص النجاح غالبًا ما تُعطي أملًا غير مباشرًا للمشاهد، ما يجعله يتعلق بها، بالإضافة لحب “فاطمة” و”عبد الغفور”، وصراع “عبد الوهاب” الداخلي وتمرده على وضع أسرته، وعدم رغبته في أن يصبح مثل والده، وغيرها من العلاقات الإنسانية؛ القرابة والصداقة والحب والخيانة والطمع، جعل المسلسل حياة متكاملة.
(5)
أداء الممثلين كان بارعًا ومتقنًا وفي نفس الوقت بسيطًا، جعل المشاهد يتعلق بها لسنوات طويلة، حتى أنهم وبعد كل تلك الفترة يتذكرون أن نور الشريف هو “عبد الغفور البرعي”، وعبلة كامل “فاطمة كشري”، وعبد الرحمن أبو زهرة “الحاج إبراهيم سردينة”، وفاروق الرشيدي “فهيم أفندي”، وخليل مرسي هو “الريس مرسي”، وذلك الأمر ليس غريبًا على مسلسلات تلك الحقبة، لكنه أصبح نادرًا الآن بسبب زيادة عدد المسلسلات، وكثرة الأبطال والأحداث والاعتماد على الإثارة والأحداث المتسارعة، الأمر الذي وجه اهتمام الجمهور للأحداث أكثر من الشخصيات.
(6)
محاكاة أسرة “عبد الغفور البرعي” المكونة من أب وأم وولد وحيد و 5 بنات، لحياة غالبية الأسر المصرية، من مشاكل الأبناء في المدرسة، لمطالب الابن الوحيد “المدلل”، لعلاقة الأم ببناتها وابنها، التي تتسم بالحنان والدفء، وعلاقة الأب بهم والتي تتسم بالشدة والحزم في أغلب الأحيان، الشقيقات مع بعضهن، تعنت الأخ أحيانًا، وتفهمه ومحبته أحيانًا أخرى، حتى اختلافات شخصية الأشقاء أنفسهم.
(7)
تتري المقدمة والنهاية أحد عوامل استمرار نجاح العمل أيضًا، حيث علقا في ذاكرة المشاهد، لسنوات طويلة، بالرغم من اختلاف شكل الموسيقى، حاليًا عن الماضي، وكذلك الموسيقى التصويرية داخل الحلقات، ويرجع الفضل في ذلك إلى الموسيقار الراحل حسن أبو السعود الذي وضع للعمل موسيقى تتلاءم كثيرًا مع القصة والشخصيات.
(8)
الفجوة بين “عبد الغفور” الأب و”عبد الوهاب” الابن، أحد عوامل ارتباط فئة الشباب بالمسلسل، حيث إن تلك القصة باختلاف تفاصيلها، يعاني منها الكثيرون بسبب اختلاف الأجيال بين الآباء والأبناء، وكذلك المواقف الكوميدية التي كانت بين “فاطمة” وأولادها، والتي تشبه تمامًا المواقف الحياتية التي تتعرض لها الفتيات مع أمهاتهن.
نرشح لك: كيف طغت شخصية “ماما كريمة” على دلال عبد العزيز
شاهد: نهايات مأسوية.. عمر خورشيد قتلته السياسة