قل ولا تقل.. عرض وليست مسرحية “3 أيام في الساحل” !
كم الابهار الذي رأيته في عرض كايرو شو #CairoShowينهى حيرة أن تجد في مصر سهرة محترفة، ومحترمة، وفي مكان راقي، وبأسعار معقولة.
نرشح لك.. تعرف على مؤسسي كايرو شو
يعرف هذه الحيرة كل من يجد نفسه في استقبال أصدقاء غير مصريين، أو من يريد أن يرفه عن عائلته فيخطط لسهرة ممتعة؛ ولكن للآسف الخيارات قليلة بل شبه منعدمة، وما عدا دار الأوبرا، كل الخيارات إما باهظة الثمن، أو موسمية، أو غير مناسبة للعائلات.
ما رأيته في عرض “3 أيام في الساحل”، يدل على أننا بصدد تخطيط وتنفيذ من محترفين، وليس هواة، لا يمكن أن تخطأ العين أن هذا شغل “صنايعية”، لا يجمعهم قدراتهم المادية فقط، أكثر ما يجمعهم خبراتهم وتجاربهم التى بنيت عبر أعوام طويلة، وليس قبل عامين أو ثلاثة!
الاهتمام بالتفاصيل كان واضحا، بداية من الاجراءات الأمنية، وتنظيم عملية الدخول والاستقبال بسلاسة، ووضع عازفين ولوحات فنية حية في بهو الاستقبال الكبير، ما يعطى مساحة مفتوحة لتستمتع حتى فترة العرض، أو حتى لتلتقط صور للذكرى في هذا المكان، الذي يذكرك بخمسينيات وستينيات القاهرة؛ في الحقيقة كانت هناك خيارات متعددة قبل العرض، وحسنا فعلوا، خاصة مع طول فترة الانتظار، ولكن أعتقد هذا كان لظروف حفلة العرض الخاص.
عرض مسرحي أم مسرحية؟
يجوز أن نقول أن المسرحية من ناحية الفكرة والسيناريو والحوار والأداء كانت جيدة، ولكنها تحتاج جهد أكبر خاصة من ناحية “الورق”، لكي يتم تسريع الأحداث خاصة في الجزء الأول، واعطاء زخم أكبر بداية من التصاعد الدرامي الذي برر منطق اسم المسرحية “3 في أيام الساحل” وجاء في الثلث الأخير!، مع إثراء العرض بمواقف كوميدية أكثر من فكرة الآفيهات.
الصورة الكاملة، تضم ما سبق، وللدقة يضاف لها ما سبق التميز الشديد في تقنيات العرض المسرحي الرقمية والتى تظهر في مصر لأول مرة، والتى جعلتنا ننسى أننا نشاهد عرض على خشبة مسرح، الأمر أشبه بعرض حي يتم تصويره في استوديوهات ضخمة بمؤثرات صوتية وبصرية تحبس الأنفاس.
الجزء الأكبر من المتعة تمثل في الاستعراضات الموسيقية الراقصة، والتى زادت عن 7 طوال فترة العرض، وفي الحقيقية كانت نقطة تميز رئيسية، هي ما أوصلت العرض لهذه الدرجة من التميز، مع أكثر من 50 راقص وراقصة مصريين ومحترفيين.
ما رأيته في كايرو شو ليس بعيدا من ناحية التقنيات والعروض الموسيقية الراقصة عن ما ساعدني حظي ورأيته في مسرح برودواي في منهاتن، ولا عروض المسارح الملحقة بفنادق لاس فيجاس، والتى حضرتها في أكتر من مناسبة؛ الأمر كان مشابه جدا للعروض الفنية التى تقوم بها mbc في برامجها الغنائية، وما تقدمه بيروت في “ميوزك هول”، أو دبي في “زاي أكت” وكازينو 360.
إخراج مسرحية “3 أيام في الساحل” -باكورة ما انتجته شركة “كايرو شو”- بهذا الشكل الرائع، وكبداية، يجعلنا نؤمن أننا بصدد نواة لمشروع ترفيهي مصري ضخم قادر على إعادة صناعة متعة الفن والترفيه العربي لمكانته الطبيعية في القاهرة.
شاهد: لقطات لـ أسطورة الكوميديا.. سمير غانم