“هاي بقولك أنت” .. هل تتذكر هذه الجملة التي كان يرددها الكابتن ممدوح فرج فى برنامجه “المصارعة الحرة” ، جيد فهذا سيدخلنا سريعاً إلى موضوع مقالي اليوم ..
برنامج “مصارحة حرة” الذي تقدمه الإعلامية “منى عبد الوهاب”
ومن إخراج “هادي الباجوري” ..
يبدء البرنامج بمقدمه سينمائية عالية الجودة، و”منى عبد الوهاب” ترتدي روب المصارعين وفي الخلفية موسيقى تصويرية تيمة
” الأثارة والتشويق ” المعتادة ..
ثم تنتقل بضيفها إلى مسرح أشبه بحلبة المصارعة، لكن مع تغيير حرف “ع” بحرف “ح” لتصبح “مصارحة” ..
تبدء الجولة الأولى تحت مسمى” الوجه والوجه الآخر” لتطلق “منى” نحو ضيفها أولى لكماتها القوية، والعنيفة بأسئلة مباغتة، وضربات متتالية تحت الحزام، وفى مناطق حساسة للغاية فى حياة هؤلاء النجوم، ليقف الضيف مكتوف الأيدي فيجد نفسه محاصراً، أو بمعنى أصح “مزنوقاً “، ولا يجد أمامه سوى حلاً واحداً .. إما الصراحة أو الفضيحة دون توقف مسبق بكلمة” stop” وهذا هو المثير فى الأمر أن البقاء ليس للأقوى بل للأكثر صراحة ..
فبين “غادة عبد الرزاق” وحديثها عن الفارق بين “الكومبين” و”قميص النوم”، و”محمد فؤاد”وبكائه المتكرر، وأسرار “طوني خليفة” تحت الكوبري، وصولاً إلى النجمة “ريهام سعيد”، والحلبة التي كانت مشتعلة إلى أبعد الحدود .. إلى حد أن “ريهام حاولت الهروب من كثرة الضربات المتكررة بجملة “جبتي لي صداع يامنى وطي صوتك شوية” لكن بدون أي رحمة أكملت عليها “منى” بضربتها القاضية وسؤالها “الناس بتقول عليكى أنك بتمثلى” لتجد “ريهام” نفسها تواجه مصيرها المحتوم، وهو الخسارة فى حلبة أساسها المصارحة ولا مكان للخدع الإعلامية ولا الإجابات الملتوية ..
أما الجولة الثانية “هل تجرؤ” فهى بمثابة الجولة التي تحاول فيها أن تستنفذ طاقة النجوم لتختبر قوة أحتمالهم، وهل سيكملوا المصارحة أم سيتوقفوا بمجرد طرح تلك السؤال عليهم ..
والآن نأتى إلى آخر الجولات جولة “لمس أكتاف” التي تحاول فيها “منى” القضاء على الضيف، أو يقضي عليها هو بصراحته .. فإذا هرب تباغته بسؤال الضربة القاضية لتقضي عليه تماماً دون أن تترك داخله نفساً واحداً ومنهم من ينسحب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة..
أخيراً رغم إعجابي بالفكرة أتحفظ كثيراً على شكل النزاعات التي حدثت، لقد شعرت في بعض الأوقات ببعضاً من الدوشة والإنزعاج، محتمل لأنني رأيت رؤوساً لمجموعة نجوم قد تطوحت وحان وقت طيرانها .. لكن فى المجمل استمتعت بالفكرة وتنفيذها وتمنيت لو تحولت تلك المصارحة الحرة إلى العالم أجمع، فلن نحتاج حينها إلى حبوب الصراحة التي ألقى بها فؤاد المهندس في مياه النيل للشعب دون أن يدري فرأى عجب العجاب ..