سعادة المرأة أكثر ما يشغل بال “خير”، وكان السبب الرئيسي في إصدارها كتاب “أنثى سعيدة” مؤخرا عن دار بتانة للنشر والتوزيع، والذي يشارك حاليا في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي ينعقد في الفترة من 23 يناير الجاري وحتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.
أقام “إعلام دوت أورج” ندوة لـ “خير”، السبت الماضي، تحدثت فيها عن كواليس تحضيرها لمؤلفاتها الأدبية السابقة، وأعمالها المقبلة، وما تؤمن به تجاه المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع، واَرائها تجاه الحرية والعديد من الظواهر التي طرأت على المجتمع مؤخرًا، وغيره من التفاصيل نبرزها خلال التصريحات التالية:
1- نشأت في منزل لا يفرق بين الرجل والمرأة؛ لأب مثقف وأم قارئة، كنت محظوظة بمكتبة أبي الكبيرة، وهو ما ساعدني على الاطلاع على الكثير من الأعمال الأدبية والصحفية الهامة وقتذاك وأنا لم أتجاوز الـ 7 سنوات تقريبًا؛ وهو ما جعلني أحسم قراري بأن أكون كاتبة وصحفية في هذا السن.
2- المجتمع يفرض بعض التحديات على المرأة، ولا بد ألا يقتصر دوره فقط على نظرته لها أو القوانين التي تحفظ حقوقها، بل يجب عليه تأهيلها قبل تكوين أسرة، لكي تمارس دورها الذي فرضه عليها؛ حيث إن المجتمع لا يعطي لها فرصة اختيار توقيت زواجها أو إنجابها؛ بحسب ما يجبر الكثيرون على اتخاذ القرارات السريعة من أجل مواصلة روتين الحياة السريع. فهناك بعض الضغوطات التي يفرضها المجتمع على المرأة تجعلها تنسى “أنوثتها” وتبتعد عنها وسط زحمة الحياة.
3- جاءتني فكرة تأليف كتاب “أنثى مع سبق الإصرار” للتأكيد على أنوثة المرأة، فقد عانيت كثيرا خلال إنحاب ابنتي الأولى، وشعرت بأنها نقطة تحول في حياتي واختلفت تمامًا عما كنت عليه قبل الزواج والولادة؛ فالحمل والولادة والعناية بطفل جديد أثر بشدة على وتيرة وعدد ساعات عملي، إلى جانب صحتي وقدراتي الشخصية على مواكبة العمل لفترات أطول.
4- كتاب “أنثى سعيدة” كتبته من قلبي لكل أنثى، ويضمن قصص وحقائق كثيرة رأيتها بنفسي من نماذج حقيقية وخلاصة تجارب ثم استوحيت منها تحليلاتي، ولم أتوجه به للسيدات فقط بل للرجال أيضًا، فالرجل الحقيقي هو من يهتم أيضًا بكيفية إسعاد الأنثى، وهو ما سيعرفه جيدًا من قراءته للكتاب.
5- “أنثى سعيدة” له أصداء جيدة جدًا داخل مصر وخارجها في الدول العربية، هكذا أيضًا كتاب “أنثى مع سبق الإصرار”، فعلى سبيل المثال تلقيت رسالة من إحدى دول المغرب العربي، اخبرتني فيها إحدى القارئات أنها تضمنته ضمن رسالة الماجستير الخاص بها.
6- كنت سأصدر كتاب “أنثى سعيدة” بعنوان آخر هو “دليل المرأة الغبية”، ولكنني غيرته لأن هذا الاسم كان سيعطى انطباعًا وكأنه كتاب إرشادي وتنمية بشرية، لكنه كتاب أدبي في الحقيقة.
7- سبب اختيار وصف الأنثي بـ “سعيدة” في عنوان الكتاب؛ لأن النفس البشرية تتطلع دومًا للسعادة كأكبر حلم وهدف؛ قد تكون السعادة في الزواج أو النجاح أو الحب أو غيره، لكن “السعادة” هي هدف وهذا ظهر أيضًا في مناقشات قديمة منذ القرن الماضي. واخترت التأكيد على لفظ “الأنوثة” في كتابي “أنثى سعيدة” بعد “أنثى مع سبق الإصرار”، وكأنها ثنائية للتأكيد على أهمية تمسك المرأة بأنوثتها في طريقة تعاملها واختيارتها في الحياة.
8- اخترت اسم “أنثى مع سبق الإصرار”؛ لكي أقول إن أنا “أنثى” مع سبق الإصرار، لا أخجل من أنوثتي ولا اتخلى عنها، وأريد كل سيدة أن تفخر بها، فضلاً عن طرح تلك التحديات في حوار مجتمعي، لخلق بيئة أفضل.
9- “أنثى مع سبق الإصرار” نشر في 2014، بعد كتابته بـ 10 سنوات؛ لأنني أخشى عملية النشر سريعًا، وأتريث جيدًا قبل تسليم النسخة النهائية من مؤلفاتي لدور النشر.
10- كتبت مجموعتي القصصية الأولى “معزوفات قصيرة في الطريق” في 1999، ثم كتبت بعدها مجموعة قصصية أخرى في عام 2004، لم تُنشر بعد؛ بسبب انشغالي بالعمل الصحفي أكثر، حيث كان أصدقائي يقولون لي اَنذاك “أنتِ أديبة، سرقاكي الصحافة”، وبعدها بفترة كتبت “أنثى مع سبق الإصرار” و”رسائلي إليه” و”أنثى سعيدة” وسعدت بما حققوه لدى القراء وردود الأفعال الإيجابية عليهم.
11- سبب غيابي في النشر الأدبي كل تلك السنوات، لانشغالي في عملي الصحفي ثم اهتميت بدوري كأم أكثر ورعاية أولادي، حيث كان هدفي في ذلك الوقت أن أحافظ على مكانتي في عملي الصحفي إلى جانب تطوير مهاراتي.
12- زيادة إقبال الكاتبات على تأليف الكتب الأدبية في الوسط الثقافي حاليًا، له جانب إيجابي حيث إنه يعطي انطباعًا مميزًا عن إقبال الشباب على القراءة وانجذاب الفتيات للكتابة والنشر والتي تعد ميزة أخرى، أمًا ما نتج عنه من سلبيات هو انتشار الكتابة المتدنية، ولكن في النهاية التاريخ سيخلد الكتابات التي تعبر عن طموح النساء، وتبرز التحديات التي واجهت المرأة في مثل ذلك العصر فقط، واستطاعت أن تعبر عنهن جيدًا.
13- فعل الكتابة أمر خطير ومخيف؛ فكلمتك ستأثر في عقل وكيان وفكر ومستقبل من يقرأ لك، وهو ما يجعلني أشعر دومًا بالمسؤولية الكبيرة تجاه ما أكتبه.
15- لست شخصية صدامية بطبعي، ولكني اتحمل الصدام الذي تخلقه الكتابة؛ يعني أنني عندما أكتب، أخلص جيدًا لما أكتب ولا أفكر في تبعات ذلك.
16- مصطلح “استرونج اندبندنت ومن” فيه تسفيه وتسطيح لاستقلالية المرأة ودورها وقدراتها؛ وفكرة الاستغناء عن الآخر والتفريط بسهولة في العلاقات أمر مخيف .
17- أستهدف كل النساء في كتاباتي، لا سيما الفتيات الصغيرات التي ما زالت في سن المراهقة أو الشباب، لأن هذا هو العمر الذي يشكلن فيه المبادئ والأفكار اللائي يقتنعن بها ويكملن بها باقي الحياة.
18- أشعر وكأني ورثت حبي وإخلاصي للكتابة الأدبية من الأدباء والكتاب الذين قرأت لهم قديمًا، مثل: طه حسين، ومحمد حسين هيكل، ويوسف إدريس، وإحسان عبد القدوس، ويحيى حقي، وغيرهم من كُتاب هذا الجيل، إلى جانب دور أبي وأمي في تنمية عقلي ووعي الثقافي. وأطمح أن تترجم مؤلفاتي لكل اللغات، وتصل للأكثر مبيعًا عالميًا.
19- أكثر الكاتبات اللاتي تأثرت بهن: لطيفة الزيات، وسهير القلماوي، واَمينة السعيد؛ حيث كنت اقرأ لهن أسبوعيًا، أثناء دراستي الإبتدائية والإعدادية.
20- فخورة بالشكل الحضاري لتنظيم اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فهو يليق بنا وبمصر وبمكانة المعرض الدولية، وسعيدة جدًا بالإقبال والزحام عليه من قِبل الناشرين والقراء، والتنظيم وخدمات المواصلات الجيدة.
21- أهتم كثيرًا بشراء الكتب الصوفية من المعرض، كما أنني أحرص على الاتجاه لجناح الهيئة العامة للكتاب، ونهضة مصر للنشر والتوزيع، بالإضافة إلى شراء كتب مترجمة لابنتي.
22- لا أقبل بالاستغناء عن أي كتاب من مكتبتي لأي شخص، والرواية الوحيدة التي كنت أهديها للأشخاص كانت رواية “الخيميائي” لـ باولو كويلو.
23- أحب كتابة النصوص العابرة للنوع، وأعشق القصص القصيرة، كما لدي مشروع روائي مقبل، أعمل عليه الاَن، فأنا أحب الكتابة عامة وأخلص لها أيًا كان النوع الذي تنتمي إليه أدبيًا. وأعمل حاليًا على تحضير وتنفيذ عدة مؤلفات أدبية مختلفة، حوالي 5 أعمال جديدة.