بما إن موقعنا متخصص بالأساس في مجال الميديا، ويعاني يوميا من أجل البحث عن أفكار جديدة لتغطية هذا المجال المتشعب والمتكرر في تفاصيله في آن، فأنني بالتأكيد تلقيت من أكثر من محرر اقتراحا برصد قائمة الفنانين الذين توفوا بعد قليل من ظهورهم في برنامج تلفزيوني، رفضت التنفيذ لأسباب مهنية وعقلية و”عقائدية” أجد نفسي مضطراً لنشرها بعد ظهور التقرير نفسه على أكثر من موقع مؤخراً .
أولاً: حول أحد التقارير المنشورة الملاحظة إلى “لعنة” من القناة التي ظهر عليها خمسة فنانين ثم توفوا بعدها، وكأنها “لعنة الفراعنة مثلا” وهو أمر لا يليق ويتعارض مع قواعد “الذوق العام” وهل سيرفض أي زميل صحفي أو قيادة في هذه الجريدة أو تلك الظهور على القناة نفسها خوفا من أن تطارده اللعنة أيضا؟
ثانياً : نعم توفى خمسة نجوم في أقل من سنة بعد ظهورهم في برنامجين تحديدا، لكن هناك عشرات الضيوف الذين عادوا للأضواء عبر نفس البرنامجين .
ثالثاُ: إذا توفى أحد النجوم بعد غياب طويل عن الأضواء ستجد من يخرج مولولاَ لأن الصحافة والإعلام لم يهتموا به قبل وفاته، وإذا تذكر برنامج ما النجم المنزوي في الظل ثم توفى بعدها بأسابيع يتحول الأمر إلى “لعنة” ..ما هذا الهراء؟
رابعاً : نفس هذه المواقع تهرع بعد وفاة النجم لاعادة نشر أخر حواراته التلفزيونية، فكيف الحال إذا لم تكن هناك برامج تستضيفهم من الأساس، ماذا كنا سننشر، إن التعامل مع البرامج باعتبار أن “شكلها وحش” ونحن كصحفيين نستفيد منها لا يمكن أن نصفه سوى أنه “قلة أصل”، أخد منك اللي أنا عايزه واصفك بالبرنامج النحس في الوقت نفسه .
خامساً : تكشف هذه النوعية من التقارير حجم الأزمة التي تعاني منها الصحافة المصرية، خصوصا الإلكترونية فيما يتعلق بتوليد أفكار كثيرة كل ساعة من أجل ضخها في “السيستم” وتقديمها للقراء، وهذه الأزمة يبدو أنها مستفحلة لدرجة تجاهل قواعد حياتية وعقائدية كتلك الموضحة في النقطة التالية.
سادساً وأخيراً وقبل كل شئ : الأعمار بيد الله ، هل وصلنا لمرحلة أننا بحاجة لإعادة شرح هذه القاعدة؟
ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم