خمسون عاما كانت كفيلة بأن يكون صاحب بصمة في مكتبات المثقفين المصريين والعرب، فالجميع يعرف موعده وينتظر رحلته السنوية إليه ليعود محملا بالكتب هو معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي وافق هذا العام احتفاله باليوبيل الذهبي على انطلاقه، الأقدم عربيا وأفريقيا. أحمد فرغلي رضوان عن معرض الكتاب
بخلاف تلك المناسبة كان هناك تطورا “لافتا” في المعرض أقلق الكثيرين وهو انتقال مقره بعد سنوات طويلة لمكان جديد أحدث وأكثر تطورا وهو أهم قرار لصالح إعادة الحياة للمعرض العريق من جديد، بالطبع الجميع كان خائفا ومستاءً من نقل المقر إلى مكان على أطراف القاهرة بعيدا وهو ما سيحد من وصول الجمهور إليه ولكن المفاجأة منذ اليوم الأول زحف جماهيري “غير طبيعي” وتجاوز ربع مليون زائر في اليوم! وهو ما جعل مخاوف المثقفين تتلاشى سريعا فكلمة السر لنجاح أي فاعلية هي “الجمهور” ويعلن معرض القاهرة للكتاب عن إعادة اكتشاف نفسه سريعا في مقره الجديد.
أعتقد أن التطور ‘اللوجيستي” الذي حدث مهم جدا ويجعله في مستويات أهم المعارض العالمية ولكن يتبقى العمل على “المحتوى” بخطط أكثر فاعلية على المستوى الدولي، والتسويق له لجذب أسماء عالمية في مجال الأدب والنشر، وألا نكتفي بالأسماء المعتادة !
يجب تنظيم جلسات نقاشية وحضارية يديرها مشاهير إعلام الثقافة على مستوى العالم لضمان تغطية إعلامية دولية.
ما حدث خلال معرض الكتاب كان بمثابة “ثورة” ثقافية قام بها مئات الآلاف من الجماهيري بشكل يومي كان مشهدًا ثقافيًا ناجحًا بامتياز جعلني أنسى ما مر به المعرض خلال السنوات الماضية من إهمال “رسمي” وتراجع كاد يعصف به، ولكن هذا العام عاد معرض القاهرة بقوة، وكنت سعيدًا بردود الأفعال التي لمستها من لقائي بعدد من الأصدقاء العرب والذين “تربوا” على كتب معرض القاهرة، حيث كانت رحلتهم الاهم كل عام السفر لمعرض القاهرة والعودة محملين بحقائب الكتب، ولذلك أسعدهم ما شاهدوه هذا العام في المقر الجديد، والذي أتمنى المحافظة عليه بكل “حسم” ومنع تجاوزات العارضين و أيضا أصحاب الأماكن “الخدمية” وسأذكر واقعة حدثت وكنت طرفا فيها في بداية المعرض كنت ذاهب لمنطقة المطاعم والكافيهات لأجلس في أحد الأماكن وفوجئت وأنا سعيد بالمنظر الحضاري الرائع الذي بدى عليه المعرض، بأحد المطاعم وقد وقفت فتاة “مغنية” أمامه وسط موسيقى صاخبة تغني وبدأ الجمهور يتجمع حولها، وفكرت فقررت إرسال رسالة بما شاهدته لوزيرة الثقافة، والحق ردت بعد دقائق تخبرني أنه تحدثت مع المختصين للتصرف سريعا وبالفعل اختفى المشهد غير اللائق وأعتقد يجب العمل بشكل صارم مع مثل هؤلاء، حتى لا ينتشر ما يشوه مقر المعرض الجديد.
مرة أخرى سعيد بنجاح معرض القاهرة الدولي للكتاب بإعادة اكتشاف نفسه بعد أن عاد ملايين الجمهور إليه بعد غياب وبمقر جديد يليق بتاريخه العريق.
نرشح لك: رضوى زكي تكتب: اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب.. متجمعين في القاهرة
شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي