توفي لبناني متأثرا بجروحه، بعد أن أقدم على إضرام النار في نفسه، أمس الخميس، أمام المدرسة التي تدرس فيها ابنته في الكورة شمالي البلاد، بسبب تردي أوضاعه المعيشية وعدم قدرته على دفع الأقساط الدراسية. انتحار أب بسبب مصاريف الدراسة
وأثار الحادث سخطا واسعا على المستويين الشعبي والحكومي في لبنان، وعبر متابعون عن امتعاضهم مما جرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين ما حدث بـ”المأساة الحقيقية التي قد تحدث لأي مواطن نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء المعيشة وارتفاع الأقساط المدرسية بشكل خيالي”.
وغرد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب السابق وليد جنبلاط، قائلا: “مواطن في الكورة يذكرنا بالبوعزيزي” في إشارة إلى التونسي الذي أشعل شرارة الاحتجاجات في تونس عام 2010، بينما قال قائد تيار المردة المحامي سليمان فرنجية: “جورج زريق عينة يومية بلا نار لا يرصدها أحد”.
أما وزير الداخلية السابق أشرف ريفي، فقال: “جورج زريق أحرق نفسه لأنه عجز عن تأمين أقساط أولاده. أي عار هذا على فاقدي الضمير والأخلاق والإنسانية؟ هذه جريمة قتل وليست انتحارا. ارفعوا الصوت أيها اللبنانيون وقولوا كفى حتى لا يقتل جورج مرتين. قولوا لا بصوت عال قبل أن تأكلكم حيتان الجشع والفساد”. بينما تساءل المخرج لوسيان بو رجيلي، بقوله: “30 مليون دولار لعائلات نواب سابقين سنويا. وأب ينتحر حرقا لأنه عاجز عن دفع قسط ابنته”.
ودفعت قسوة الحادث، الذي هز الرأي العام في لبنان، وزارة التربية والتعليم العالي والمدرسة إلى الرد. وأعلن مكتب وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب في بيان، أنه “تبلغ بكل أسف وفاة المواطن جورج زريق الذي أشارت وسائل الإعلام إلى أنه أقدم على إضرام النار بنفسه أمام مدرسة خاصة في منطقة الكورة بسبب أوضاعه الاقتصادية التي عجز نتيجتها عن دفع أقساط أولاده المدرسية”.
تابع: “أوعز وزير التربية والتعليم العالي بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة”، وشدد على أن الوزارة “التي استوعبت خلال العام الجاري في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوان يوما عن منح الطلاب الإفادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقا من حق الوصول إلى التعليم للجميع”. وأعلن الوزير أنه سيتولى متابعة تعليم ولدي زريق، وتأمين المنح اللازمة لهذا الهدف.
لكن وسط موجة التنديدات، أوضحت مدرسة بكفتين الثانوية، حيث تدرس ابنة جورج زريق، أن الأب معفى من الأقساط، مشيرة إلى أن “كل ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة بصلة”.
وقالت الثانوية، في بيان لها: “يهم إدارة الثانوية أن تشرح الظروف التي رافقت الحدث الأليم، وتبين للرأي العام ولوسائل التواصل الاجتماعي حقيقة ما جرى، لأن ما يتم التواصل به والإعلان عنه لا يمت للحقيقة بصلة، إذ إنه تم التركيز على أن المرحوم، ونتيجة مطالبة إدارة الثانوية له بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزامه، هددت بطرد ابنته، الأمر الذي دفعه لإحراق نفسه”.
وأضافت: “إنه لأمر معيب أن يتم التداول بهذا الأمر وبهذه الخفة، إذ أن إدارة الثانوية، وتبعا لأربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي، طلبت من أولياء الطلبة الحضور إلى المدرسة لتسوية أوضاعهم المالية والإدارية الخاصة بأولادهم، ولم يصدر عنها إطلاقا أي تهديد بطرد أي تلميذ، كما أن إدارة الثانوية، وتوضيحا لما حصل، سوف تكشف أن المرحوم وبسبب أوضاعه الاقتصادية تعاطفت معه منذ تسجيل ولديه سنة 2014- 2015 على إعفائه من دفع الأقساط المدرسة، باستثناء رسوم النقلية والقرطاسية والنشاطات اللاصفية، وعليه فكل ما يتم التداول به هو غير صحيح ولا يمت إلى الحقيقة بصلة”.
وبسبب تردي مستوى التعليم في بعض المدارس والثانويات الرسمية، يشتكي اللبنانيون الذين يعلمون أطفالهم في المدارس الخاصة ارتفاع أقساط المدارس سنويا. ويضطر العديد من الأهالي إلى سحب أطفالهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية لعجزهم عن تحمل أعباء المدارس الخاصة.
نرشح لك: بسبب الثأر.. قتلى ومصابون أثناء صلاة الجمعة بالقوصية
شاهد: يحدث في مصر في 2019