الحقيقة إني كنت مشدود وقلقان بقالي شهور طويلة من ساعة الإعلان عن تغيير مكان معرض القاهرة الدولي للكتاب من أرض المعارض بصلاح سالم للمكان الجديد، وده كان باين جدا من محاولاتي دايما لفتح الكلام عن المعرض واستقراء آراء الصحاب والمعارف والزملاء كل ما أقابل حد فيهم، اتكلمت مع أكثر المتفائلين وأكثر المتشائمين وما بينهما وكنت حريص جدا في ردودي إني ولا مع ولا ضد التغيير ولكن دايما اللي بيشغلني التطبيق العملي على أرض الواقع.
كان سبب القلق هو شدة التغيير وليس التغيير نفسه؛ بمعنى إن المعارض دائما بتقوم على حاجتين هما المكان والفلسفة، وكان رأيي ان التغيير يكون في إحداهما، أما شدة التغيير فكان في الاتنين في نفس الوقت. وللأمانة كنت مشفق على الأصدقاء دكتور هيثم الحاج علي، ودكتور شوكت المصري، وكل المنظمين من صعوبة التطبيق بسبب اللي سمعته عن بعد المكان، وبسبب اختفاء الأجواء الكرنفالية والعروض المكشوفة اللي كلنا حافظين أماكنها وفين الشروق وفين الكرمة وفين تويا وفين دوّن، واختفاء سور الأزبكية والفود كورت الشعبي والطابور على فنجان قهوة دلّه.
هتنقل الملايين ازاي للمكان البعيد ده؟! وهتحط ناشرين مصر كلهم ازاي في قاعة واحدة زي ما سمعنا؟ ووو…. كانت الخلاصة اللي وصلت لها في خيالي إنها الدورة الأولى للمعرض في احتفاليته بخمسين سنة على إنشائه.
وبدأ المعرض وكان لازم أروح واشوف بنفسي واسأل بنفسي كل الأسئلة اللي سألتها في نص المقال اللي فوق و للأمانة فرحت جدا.. هو فعلا معرض جديد وفلسفة جديدة زي ما توقعت إنما هو معرض ناجح جدا وأكتر مما توقعت أنا أو توقع أكثر المتفائلين.
الناس أو بمعنى أدق محبي الثقافة المصريين نصفوني ونصفوا أي حد بيكتب أو بينشر في بلدنا، الناس راحت وبأعداد غفيرة واشتروا وحضروا الندوات واستمتعوا بالفود كورت الجديد وبالنظام وبالنضافة وبمجهود الناس اللي تعبت عشان المعرض يطلع حلو كده من منظمين ومتطوعين وناشرين وكتّاب ومبدعين وكانت أيام جميلة فعلا وتفرح.
من النقط المضيئة جدا واللي برغم بساطتها كانت مدعاة للتفاؤل بالنسبالي مشروع أرشيف صور صناع الثقافة في مصر واللي فكر فيه وتعب فيه جدا الأصدقاء سامح فايز وعلاء فريد وكانت فعلا مهمة محترمة وجديدة.
وإذا كان ليا أن أهمس في ودن السادة القائمين على التنظيم ونظرا لأني حضرت معارض كتير بره مصر ومش بس معارض كتاب فاقول لهم بمنتهى الحب إن الناشر أو صاحب الجناح من حقه داخل مساحته يعمل التصميم اللي يوفر له جذب أكتر وطريقة أكثر سلاسة للبيع وخدمة أفضل لرواد الجناح الخاص بيه بدلا من التشابة الشديد و الصارم لكل الأجنحة بلا استثناء.
أما الطوابير الطويلة وأماكن انتظار السيارات فأنا متأكد إنها هتتحل السنة الجاية إن شاء الله بعد ما عرفنا جميعا إن الناس بتيجي وهتيجي وهتزيد كمان بإذن الله.
مبروك كل هذا النجاح للمعرض الأول الخمسيني وكل عام وكل محبي وصناع الثقافة في مصر بخير..
نرشح لك: محمد عبد الرحمن يكتب: بدون مقدمة عن معرض الكتاب 2020
شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي