نرمين حلمي 10 مشاهد لا تنسى في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب
قراء.. وكُتَّاب.. وناشرون.. وصحفيون.. وفنانون.. وغيرهم الكثيرين، ينتظرون دومًا العرس الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا، من أجل التواصل مع بعضهم البعض بصورة حضارية وفريدة.
انعقاد اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة بين 23 يناير الماضي وحتى 5 فبراير الجاري لعام 2019، بأرض المعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، كان له بريقًا خاصًا يليق بمكانته الدولية، لا يختلف عليه أحد من زواره.
تختلف تجربة زيارتك عن الاَخرين، كما تختلف تجربتي أيضًا، وما ستقرأه عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة، خلال السطور التالية، هم 10 مشاهد لا تنسى في رحاب اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب، خلال 6 زيارات مختلفة على مدار الـ 14 يومًا:
1-زحام شديد حول أجنحة دور النشر خاصة، حتى ولو قلً حجم الإقبال على المعرض كلية عن الأعوام الماضية، ويمكننا الاستدلال بالطوابير الطويلة، لتثبت برهان تلك الظاهرة، التي كانت تصطف بدرجة قد تتجاوز طول الرصيف الواحد، أثناء انتظار رواد المعرض في طابور التفتيش “للمرة الثانية” بعد تفتيش البوابة الرئيسية، قبل دخول الصالات مباشرة.
2- حماس كبير للمشاركة، من الصغار قبل الكبار؛ مثلما أعربت طفلة صغيرة، لا يتجاوز عمرها الـ 5 سنوات تقريبًا، عن سعادتها، وهي تشير بيدها اليمنى إلى بوابة صالة (2) وممسكة بأطراف أصابعها اليسرى، يد والدها؛ وتقفز مهللة “الباب أهه..الباب أهه”؛ فرحة بوصولها قرب البوابة، بعد قضائها فترة لا بأس بها، تتراوح ما بين النصف ساعة والساعة إلا ربع، وسط زحام شديد في طوابير الصالات بالمعرض.
3-الأطفال متواجدين بقوة.. وفرت بعض دور النشر خصومات تصل لـ 70 % على كتب الأطفال خاصة، بالإضافة إلى تخصيص ركن خاص للأطفال، خاص بالورش الفنية وعروض الأراجوز والفرق الاستعراضية للأطفال، في ظاهرة الأولى من نوعها ضمن فعاليات معرض الكتاب لهذا العام، فمبجرد وصولك هناك، ووقوفك ضمن الألوان المبهجة والطراز الطفولي، تشعر وكأنك في قلب طراز أحد معارض الكتب الدولية التي كانت تقيم في الأعوام الماضية، بإحدى الدول العربية الشقيقة.
4-تنسيق خاص ساعد على إرساء قواعد المساواة بين أغلب دور النشر المشاركة؛ بالاستغناء عن المخيمات المقسمة مثلما كانت تتواجد دور النشر في الدورات السابقة للمعرض، واتباع أسلوب خاص بتقسيم أجنحة دور النشر داخل الصالات، وترتيبهم أبجديًا، وتوحيد اللافتات الخاصة بمعظم دور النشر سواء من حيث اللون أو الحجم الذي تستدل منه علي وجودها، باستثناء بعض دور النشر الخاصة؛ التي رسمت جداريات ورسومات مختلفة؛ جذبت انتباه الحاضرين عن الأغلبية السائدة.
5-عشوائية السلوكيات البشرية..اندهشت كثيرًا حينما رأيت بعض المصلين الرجال، يصلون داخل الأروقة المخصصة للكتب، بجانب أجنحة دور النشر، على الرغم من وجود مصلى خاص بالرجال والسيدات بطابقي مبنى البلازا المتواجد بين كل صالتين بساحة المعرض، سواء كانت 1 و2 أو 3 و4، ومما لا شك فيه أن عدم الالتزام بالقواعد يعيق المشهد الحضاري بعشوائيته.
6- كُتَّاب عند الاستعلامات!!
استكمالا للنقطة السابق ذكرها، على الرغم من تجاوز بعض الكُتَّاب ، بإقامة حفلات توقيعهم بأجنحة دور النشر، بعكس المفترض أن يكون داخل القاعات المخصصة بذلك، امتد الأمر، لتجد الكُتَّاب يجلسون عند ركن الاستعلامات باصطحاب قرائهم؛ من أجل توقيع أعمالهم، داخل ساحة بهو الصالات؛ تطبيقًا لفرضية “يلا أهه كرسي فاضي نقعد ونوقع”.
7-التطور التكنولوجي والإنترنت شارك بكثافة داخل ساحة المعرض، حيث تميز اليوبيل الذهبي بمشاركة كبيرة لخدمات الكتاب الصوتي من قِبل 3 شركات مختلفة؛ وهم “”Storytel و”كتاب صوتي”، واقرأ لي”، بأركان مختلفة خاصة بهم بجانب أجنحة دور نشر الكتب الورقية، بالإضافة إلى نظارات الواقع الافتراضي وخدمات الشاشات ثلاثية الأبعاد في جناح السعودية، والتي كانت تهدف لإثراء الوعي المعرفي بسيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
8-العمل التطوعي ظهر بكثافة في الدورة الخمسين للمعرض؛ حيث تواجدت مبادرة “فوتو بوك”، في ساحة بلازا (1)، باستوديو فريق “”ISO، المكون من المصور علاء فريد وأحمد صلاح ونهى عياد ومحمود مسعود بالتعاون مع الصحفي سامح فايز، المجهز لتصوير كافة الصحفيين وصناع الثقافة في مصر، بشكل مجاني، متحملين كافة المعدات والكاميرات على نفقاتهم الخاصة، بالإضافة إلى فريق المتطوعين، الذي قام بدوره على أكمل وجه، متى سألت أحدهم عن مكان ما سواء داخل الصالات أو خارجها؛ كانوا يجاوبون بكل صدر رحب وبمعلومات دقيقة.
9-المعرض نخبوي شعبي؛ فطرازه الذي يميل إلى الرقي والابهار، بعيدًا عن تصميم المخيمات، قد ينقل لك هذا الشعور تلقائيًا، أمًا لو اتجهنا للعناصر المادية الملموسة، فقلة مشاركات سور الأزبكية، مقارنة بالأعوام السابقة، أدت إلى انحصار عدد الأجنحة التي توفر كتب بأسعار مخفضة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الروايات والكتب وفقًا للتغيرات الإقتصادية الحالية، وهو ما جعل بعض دور النشر توفر خصومات متنوعة على إصدارتها.
10-الثقافة ليست كتبًا فحسب..توسعت الأنشطة والفعاليات الثقافية في المعرض لهذا العام، لتشمل مفهوم “الفنون” بدرجة أوسع وأشمل، تضمنت عروض مسرحية مختلفة ومتنوعة، إلى جانب عروض سينمائية لأفلام هامة ومؤثرة، فضلاً عن ندوات مختلفة مع لفيف من الفنانين المتنوعين؛ شاركوا جمهور المعرض الاحتفال بالدورة الخمسين للمهرجان، وتحدثوا عن ثقافتهم الفنية من منظورهم الخاص، بداية من الحديث عن بدايات مشوارهم الفني سواء من خلال السينما أو الدراما أو المسرح، وصولاً إلى ما وصلوا إليه من نجاحات.
أخيرًا.. دورة اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب فاقت كل التصورات المحبطة بعد نقله؛ سواء من حيث المشاركة أو الإقبال، لكافة الأجيال، لاسيما جيل التسعينيات الذي تربى عليه في أروقة أرض المعارض بمدينة نصر، قبل جيل الألفينات الذي ينشأ لأول مرة وسط بريق نقلة حضارية بإمتياز، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، مسدلاً الستار على دورة الخمسين بدعوة اَملة أن يظل المعرض الدولي محافظًا على شعلة ريادته في السنوات المقبلة.
نرشح لك: الأكثر مبيعًا بـ 40 دار نشر في معرض الكتاب 2019
شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي