يبدو أن صاحب المقولة الشهيرة “اعرف عدوك” كان بحاجة لتفصيلها بالشكل الكاف حتى لا يصل الأمر إلى مرحلة “اعرف بنات عدوك”، مناسبة هذه المقدمة نشر موقع مصري ممول من الإمارات هو “دوت مصر” لخبر بعنوان “صور ..ملكات جمال إسرائيل 2015” نقلا عن صحيفة يديعوت أحرونوت التي نشرت صور المتسابقات الـ 17 في مسابقة هذا العام ، وكل ما فعله “دوت مصر” هو إعادة نقل الصور كما هي في واقعة هي الأولى من نوعها حيث لم يسبق أن تهتم مواقع وصحف مصرية بنقل تفاصيل وصور المشاركات في مسابقة ملك جمال إسرائيل وإنما اقتصر الأمر دائما على انتقاد ملكتي جمال مصر ولبنان بسبب التقاط صور تذكارية مع ملكة جمال إسرائيل في كواليس مسابقة ملكة جمال العالم، وظل التقاء بنات مصر ولبنان مع الفتاة الإسرائيلية أمر مثير للجدل كل سنة قبل أن تكسر “دوت مصر” هذا الحاجز وتدعو جمهورها في مصر والدول العربية لتأمل الفتيات الإسرائيليات واختيار أجملهن.
الموضوع المشار إليه منشور ضمن قسم “الجوار” الذي يشهد تغطيات مكثقة لما يجري في عدة دول مهمة لمصر مثل تركيا وأثيوبيا وإيران ، لكن اللافت أن تندرج أخبار إسرائيل تحت لافتة “الجوار” فهل الهدف أن الاهتمام بها يأتي في اطار أنهم من الدول الجيران لمصر فحسب، دون الوضع في الاعتبار العداء التاريخي بين الدولتين؟
تحليل العديد من عناوين وموضوعات الباب الخاصة بإسرائيل يطرح تساؤلات عدة، فالمفترض أن قاعدة “اعرف عدوك” تقتصر على التعرف على ما يجري في المجتمع الإسرائيلي المحتل للأرض العربية واتجاهات الأحزاب هناك وكيف يتم تدمير الهوية الفلسطينية، لكن الملاحظ أن معظم التقارير تتكلم عن المجتمع الإسرائيلي وكأنه بالنسبة لنا دولة عادية يجب التعرف عليها مثل تقرير بعنوان ” الحشيش في إسرائيل حلال على أعضاء الكنيست حرام على الشعب” و” سوق متعة إسرائيل ..عري وتبادل زوجات ضد الإسلام المتشدد” ويغلب على عناوين التغطية للموضوعات الإسرائيلية “هوس الترافيك” الهادف لجذب أكبر عدد من القراء العرب، وهو ما يمكن أن يبرر أيضا نشر صور “جميلات إسرائيل” لكن في الوقت نفسه تخلو نصوص المواد المنشور عن الدول العربية في باب “الجوار” بدوت مصر من أي تعبيرات مثل “الصهيونية” و” دولة الإحتلال” و”فلسطين المحتلة” إلا فيما ندر .
أما الفيديو الخاص بإسرائيل والذي يفخر به “دوت مصر” كثيرا، فكان على طريقة “الكاميرا الخفية” من خلال ارتداء أحد المحررين لملابس حاخام إسرائيلي وتجوله في الشوارع للسؤال عن عنوان المعبد اليهودي، وبالقطع نال “المحرر – الحاخام” الكثير من الإهانات من الناس البسطاء الذين وقعوا في “الفخ” لتنقل صحف عبرية وتركية الخبر لاحقا باعتبار أن الفيديو يثبت “همجية” المصريين !!
الجدير بالذكر أن موقع “دوت مصر” هو الوحيد الذي نشر مقالا يرفض اعتبارا إسرائيل عدو لمصر كتبه أحد القياديين بحزب المصريين الأحرار وذلك خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.