نرمين حلمي إيهاب الملاح عن شغف القراءة
طرح حديثًا بالمكتبات، كتاب “شغف القراءة” للناقد والكاتب الصحفي إيهاب الملاح، عن دار الرواق للنشر والتوزيع، بعد مشاركته في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
يهتم الكتاب بتقديم جرعة تثقيفية مبسطة إلى كل الشغوفين بـ فعل “القراءة”، ويوضح “الملاح” في تصريحات خاصة لـ “إعلام دوت أورج“، أن “شغف القراءة” يضم مجموعة من الموضوعات والقراءات الخاصة بالأدب والنقد؛ في محاولة لتقديم قدر من المعرفة، بعيدًا عن الأسلوب الأكاديمي، بصورة سهلة وبسيطة ولكنها لا تخلو من عمق واتساع خاص.
لفت إلى أن “شغف القراءة”، ينتمي إلى تراث من الكتب، غايتها الأساسية تثقيفية وليست تعليمية، محتذيًا بتجارب رواد كبار سابقين في النصف الأول من القرن العشرين، وصولاً إلى المعاصرين، مثل مؤلفات الكاتب الصحفي بلال فضل وغيره؛ موضحًا أن الغاية الأساسية من طرح تلك النوعية من الكتب، التي تضم حصيلة خبرات مع القراءة أو المعرفة؛ هو أن يتوجه إلى القاريء بصفة عامة؛ ويجعله قادرًا على التوسع في دائرة البحث والمعرفة، متمنيًا أن يساعده الكتاب على تنظيم قراءاته وإثراء معرفته.
أضاف أنه موجه للشباب بصفة خاصة؛ مشيرًا إلى أنه انشغل بذلك في المقام الأول أثناء عمله مع دار النشر لإخراج محتوى الكتاب بالشكل المرجو، ومتوجًا بالغلاف الذي صممه الفنان كريم اَدم، لافتًا إلى أن هناك عدد كبير من الشباب أصبح مقبلا على القراءة، ولديهم حماس كبير نحو المعرفة، ولكنهم يبحثون دومًا على ما يعاونهم على تنظيم القراءة وترتيب أولوياتهم، واصفًا إياه بـ “المتوسطات القرائية”؛ التي تحاول أن تساعد القراء في توسيع وتنظيم المجال المعرفي الذين يريدون أن يطلعوا عليه، بداية من البحث في موضوعاته، وصولاً إلى مرحلة كيفية اقتناء الطبعة الأنسب للكتاب ذاته.
وفي سياق متصل، أوضح أن الكتاب يتعرض لما لا يقل عن 150 عنوانًا مختلفًا؛ منها كتب تتصل بالتراث وأخرى مترجمة، وغيرها لها علاقة مباشرة بأعمال عظيمة في التراث الإنساني، مستشهدًا بالباب الثاني في الكتاب، الذي يتحدث عن تاريخ الأدب، ويتناول أصل وبدايات ظهور طبعات مختلفة لـ إصدارات كتاب “ألف ليلة وليلة”، مشيرًا إلى أن هناك الكثيرين الذين يسمعون عن الحلقات التلفزيونية لـ “ألف ليلة وليلة” ولكنهم لا يعلمون ماهيته الأدبية.
أشار “الملاح” إلى أن هذا الكتاب يعد حلقة في مشروع أدبي خاص ما زال قائمًا، لافتًا إلى أنه قد يظهر في هذا المشروع كتب أخرى تمثل حلقات متنوعة فيه؛ موضحًا أن كل كتاب يمكن أن يهتم بتقديم فصول “شغف القراءة” كمواضيع منفصلة مستقلة خاصة بذاتها، مثل كتاب عن تاريخ الأدب أو النقد بصفة خاصة؛ موضحًا أنه فضل أن يستهل أبواب الكتاب الأربعة بـ “بهجة القراءة” وهو عنوان الباب الأول أيضًا، الذي يقدم خدمة القراءة كخبرة موضوعة للدراسة، وكيف تحدث الكثيرون عن القراءة بشكل مشوق في الثقافتين العربية والغربية.
تابع موضحًا أن الباب الثاني يأخذك إلى الأدب وتاريخه، محاولاً أن يقدم معرفة معقولة لبعض الموضوعات المتعلقة بالأدب، في الوقت الذي يشهد الإقبال على قراءة الأعمال الأدبية سواء القصة أو الرواية أو غيره، لكن يغيب الوعي بمفهوم الأدب كنشاط ومعرفة، مشيرًا إلى أن هناك حاجة بالاطلاع على كتب تاريخ الأدب العربي والموسوعات المختلفة، واصفًا إياهم بأنهم كتب تأسيسية لا يمكن الاستغناء عنها، ومن ثمً الحديث عن النقد وتذوق النصوص وكيفية التعامل مع الأعمال الأدبية قراءة وكتابة في الباب الثالث، إلى أن يأتي الباب الرابع والأخير بعنوان “تاريخنا تراثنا”.
وعن دور النقاد في المشهد الثقافي الحالي، أوضح “الملاح” أنه لا يتفق مع مقولة “أن الشباب لا يقرأ”، مشيرًا إلى أنهم يقرأون بكثافة طول الوقت، بمساعدة الوسائل الحديثة والسوشيال ميديا، إنما هناك فجوة بين النخبة المثقفة وبين الشباب لأسباب كثيرة، لافتا إلى أن النقاد يجب أن يقدموا خبراتهم بأسلوب بسيط وسلس، بعيدًا عن الغموض؛ وهو ما سيساعد الشباب على المعرفة والاطلاع بدرجة أكبر وأشمل، موضحًا أن هذا هو الإطار الذي يسعى في الاستمرار فيه، مبرهنًا على صحة ما يقول من خلال ردود أفعال الشباب ذي السن الصغيرة وتفاعلهم مع “شغف القراءة” بعد قراءته.
أمًا عن الكتابة النقدية، أشار إلى أنه من أهم العناصر التي تساعدك على الكتابة الجيدة؛ هي الاهتمام بتكوينك الثقافي، ومن ثمً التعبير بأسلوبك وتجربتك الخاصة، موضحًا أن العِبرة ليست بالـ “كم” إنما بكيفية القراءة وأن تحسن استثمارها، منوهًا على أن القاعدة هي أنك “لا تقرأ حتى تستعرض المعلومات، ولكنك تقرأ لتكن أفضل”.
نرشح لك: إيهاب الملاح يكتب: “كيميا.. في البحث عن ابنة مولانا!”