فاتن الوكيل
ليس عيبًا أن يستضيف الإعلامي ضيفًا “مغمورًا”، طالما كان له ثقله، ومتخصص في مجاله، لكن الآن، ومع حالة “الفوضى الإعلامية”، ظهر على الشاشات، ضيوف هبطوا على المشاهد بـ”الباراشوت”، دون أن تكون لهم صفة، ليقدموا آراءهم “السياسية الإستراتيجية العسكرية…!”، على أنها خطط وأفكار حقيقية.
فالإعلامية أماني الخياط، التي أثارت الجدل مؤخرًا حول تصريحاتها ببرنامجها “من القاهرة”، على قناة “القاهرة والناس”، حول إمكانية تحول مصر إلى السيناريو السوري، واغتصاب النساء، في حال سقوط الرئيس السيسي، لم يلتفت الكثيرون إلى أن هذه التصريحات جاءت على لسان ضيفها المغمور، عمرو عمار، والتي اعتادت استضافته منذ أن كانت تقدم برنامج “صباح أون”، على قناة ontv.
وبالرغم من وجود شريحة لا يستهان بها من الجمهور الذي يحمل أفكارًا تعادي ثورة يناير، كما يعاديها ضيف أماني الخياط الدائم والحصري، والذي أصدر كتابًا باسم “الاحتلال المدني- أسرار 25 يناير والمارينز الأمريكي”، إلا أنه لم يستطع حتى الوصول لهذه الشريحة، وظل محصورًا في برامج أماني الخياط بين ontv وأماني الخياط، أو برامج قناة “الفراعين” وبعض برامج “صدى البلد” .
الضيف المغمور اعتادت البرامج على أن تعرفه بـ”العقيد عمرو عمار”، وكأن كونه عقيدًا يسمح له بتقديم تحليلات سياسية معتمدة، ويبدو أن بعض الإعلاميين مثل أماني الخياط قرروا أن “يتبنوه إعلاميًا”، ليصرح بـ”كلام كبير”، ربما لمساعدة الإعلامية في محاولات التواجد والبقاء على الساحة الإعلامية.
أما نحن فلم نجد في سيرة “عمرو عمار” ما يؤهله للظهور على الشاشة سوى كتابه اليتيم، لتصبح هذه هي الوسيلة الأسهل للجلوس أمام مذيعة كالخياط، إطلاق كتاب عن حروب الجيل الرابع والطابور الخامس ثم اخرج وقل ما تشاء للجمهور، وتحديدا “أهالينا في البيوت” كما تركز أماني وضيوفها.
عمار مجرد وجه في سلسلة من الضيوف المغمورين الذين لا يخرجون إلا مع مذيعين يبدو أن الضيوف المعروفين قد نفروا منهم، هذا أولا، وثانيا هم مذيعون لا يتكلمون إلا في موضوع واحد هو ” إحنا أحسن من سوريا والعراق” وهو موضوع لا يتخصص فيه إلا عمرو عمار ورفاقه.