نقلا عن مجلة صباح الخير
إذا كان وجود اسم “بكير الحلواني” في عنوان المقال فتح لك الطريق عزيزي القارئ لمعرفة عن أي مسلسل أتحدث، فهذا دليل على اتفاقنا مبدئيا على أن “طلعت روحي” من الأعمال التي نجحت في اكتساب أرضية واسعة بين الجمهور في الأسابيع الأخيرة بعد بدء عرضه عبر شاشة سي بي سي بعد شهور من عرضه مشفرا، أما لو أنك لم تسمع الاسم من قبل، فأنا أنصحك بمتابعة هذه الشخصية وزملائها في المسلسل المكون من 45 حلقة والمقتبس عن المسلسل الأمريكي Drop Dead Diva .
غير أنه من الواجب التأكيد على أن الإشادة بأداء تامر فرج لشخصية “بكير الحلواني” لا تعني أنه البطل الأوحد للمسلسل، لكن “طلعت روحي” عمل جاء ليؤكد أن الاهتمام بتكوين فريق العمل يشكل نصف فرص نجاح المسلسل حتى قبل بداية تصويره، وأننا عدنا للأعمال التي لا يتعارض وجود أبطال أساسيين لها، مع قدرة باقي الممثلين على الإبداع وفتح الأبواب لهم لدخول ذاكرة الجمهور، لا أقصد المقارنة مع عمل بحجم “ليالي الحلمية” لكن كلنا نعرف أنه بطولة الثلاثي يحيي الفخراني وصفية العمري وسليمان غانم، لكن ذلك لم يمنع المعلم “زينهم السماحي” أو الراحل سيد عبد الكريم من صناعة اسم عبر هذه الشخصية.
“بكير الحلواني” فتح طريقا أوسع لقدرات تامر فرج الكوميدية، وهو الذي ظهر أولا من خلال برامج ومسلسلات مثل “أسعد الله مساءكم” و”فيفا أطاطا” و”ريح المدام” لكن بمساحات أقل من “طلعت روحي” كما قدم شخصية درامية لافتة في “هذا المساء”.
على الخط نفسه، خط حسن اختيار فريق العمل وهو ما يحسب للشركة المنتجة والمخرج رامي رزق الله، فاجأت دنيا ماهر الكثيرين بشخصية “فتنة” ولم يعرفها الجمهور الذي عاني من النكد الذي سيطر على أدائها في مسلسل “سجن النسا”، أما إسلام إبراهيم، أو المحامي “تيسير” فلم يعد بحاجة للمزيد من الإشادة، واعتبره الأكثر نجاحا وانطلاقا من برنامج “snl بالعربي” الذي قدم أيضا موهوبين مثل محمود الليثي وأحمد سلطان وتوني ماهر.
الظلم سيكون بين، لو أن استراحة المشاهد هذا الأسبوع ركزت فقط على أبطال الصف الثاني لهذا المسلسل، فإنجي وجدان نجحت في أن تطور كثيرا من أسلوبها أمام الكاميرا، وخرجت أخيرا من عباءة “تامروشوقية” و”إتش دبور” ، فيما يواصل نيقولا معوض تأكيد حضوره في الدراما المصرية، وإن كانت شخصيته في “سابع جار” قد منحته فرصا أفضل للأداء عكس “طلعت روحي” بسبب حصره في دائرة الشاب الحزين على وفاة خطيبته، وقد تساعد الحلقات المقبلة شخصية “نديم” على التحرر من ملامح الشاب الحزين والخجول في آن. الإشادة مستحقة أيضا بهبة عبد العزيز وميار الغيطي وإن كان عليهما الهروب من حصار هذه الشخصيات في الأعمال القادمة، فيما حقق حمدي عباس نضجا ملحوظا وبات وجوده يمنح كل مشهد بسمة مميزة سواء كحارس أمن في “هبة رجل الغراب” أو محامي يرتدي البدلة والكرافتة في “طلعت روحي” .
ولأن الكتابة هي أساس كل شئ، والأعمال المُمصرة دائما ما يتهم مؤلفوها بالاستسهال، لكن ورشة وائل حمدي وشريف بدر الدين بذلت مجهودا واضحا في أن يتغاضى الجمهور عن البداية الخيالية، حيث دخول روح “داليدا” في جسد “علياء”، والتركيز مع المواقف اليومية للأبطال والتي تجمع ما بين الكوميديا وبحث كل شخصية عن حياة أفضل، وهو ما يلمس قطاعات كبيرة من الجمهور، وعدم الاستسهال حتى في اختيار ضيوف الشرف، حيث ساهمت خبرات رجاء الجداوي وإنعام سالوسة وحنان مطاوع وغيرهن في دعم بكير الحلواني وشركاه.