محمد حسن الصيفي كليب ناسيني ليه
يعيش الفنان تامر حسني واحدة من أفضل لحظاته الفنيّة بألبوم يعتبر الأنجح بين ألبومات الصيف الماضي، وبفيلم حقق إيرادات قياسية في الفترة نفسها، قبل أن يعود من أسبوع ليقدم كليب “ناسيني ليه” بمشاركة النجمة السعودية أسيل عمران، محققًا نجاحًا وتأثيرًا كبيرًا على مواقع التواصل لا يزال صداه حتى الآن وبمشاهدات تخطت 12 مليون مشاهدة قابلة للزيادة بكل تأكيد، وهو ما يطرح السؤال لماذا يعيش تامر حسني واحدة من أفضل لحظاته الفنية؟ ولماذا حقق الكليب هذا التفوق في وقت قصير جدًا؟
1- المرحلة الأخيرة تشهد عمل تامر حسني بحالة من النضج والهدوء اللازمين للنجاح، إذ قدم ألبومًا مميزًا ومتنوعًا وذلك للمرة الأولى من خلال شركته الخاصة، قام فيه بتصوير العديد من الأغنيات، قبل أن يطرح “ناسيني ليه” بالشكل الجديد من خلال إضافة بعض الكلمات، وبإخراج سعيد الماروق الذي قدم أداءً مميزًا ورؤية جيدة ساعدت على نجاح الفكرة.
2- قبل الدخول لأجواء الكليب؛ يُحسب لتامر حُسني إعادة أحياء فكرة القصة في الأغاني المصورة في الفترة الأخيرة من خلال أغنيات الألبوم الأخير أو حتى كليب 180 درجة قبل ثلاث سنوات وهو ما أطلقت عليه أسيل عمران “الفيلم القصير”.
3- يعرف تامر حسني الآن معنى الجماهيرية، يستخدمها بشكل صحيح في تمهيد الطريق لنجومية تعيش أطول. أيضًا الذكاء منحة إلهية، وتطويع الأدوات والتركيز يأتي بالخبرة، ومن ضمن تلك الأدوات، طريقة التصوير التي جاءت بتقنية الـ4k، وهي التي منحت الكليب ميزة مبدئية “فتح شهية المتفرج”، مسألة تشبه المدرس الذي يقوم بتصحيح ورقة امتحان مكتوبة بخط جميل.
4- التقنية والجودة تخطف العين، لكن ما الذي يضمن استمرارية عملية الاختطاف؟ الضامن الأكثر راوجًا وضمانة هذه الأيام العودة للكلاسيكية والنوستالجيا، الإسكندرية، المطر، التاكسي الإسكندراني بلونه الأصفر الشهير، قصة حب مؤثرة.. خلطة ناجحة.
5- الفكرة تبدو عادية، من الوارد أيضًا أن تقول أنها بسيطة، والبساطة تكسب على الدوام، الصورة ناطقة، والبطلة جميلة ومتمكنة لحد بعيد.
6- أسيل عمران، وجه جديد على الجمهور المصري، بأداء واثق ومتمكن وانسجام واضح مع تامر، ملامح جميلة وبسيطة وجديدة على المشاهد، أو باللغة الدارجة “وجه غير محروق” وهي للأمانة معادلة صعبة التحقق هذه الأيام، لكنه فعلها ببراعة، أسيل مطربة سعودية صدر لها ألبومان وممثلة شاركت بالعديد من الأعمال الخليجية، لكن كليب “ناسيني ليه” هو “القطفة الأولى” ونقطة البداية في مصر.
7- أحداث الكليب سلسة، سهلة، قصة حب فشلت، يتذكر البطل عن طريق فلاش باك طويل يكون حاضرًا فيه بنفسه كدليل على تدفق التفاصيل والذكريات بدقة وشعوره بالندم على كل اللحظات الجميلة التي مرت بينهما، يبدأ الكليب بخطوبة البطلة من شخص آخر لا يظهر؛ قبل أن تغلق عليها الباب وتدخل في نوبة بكاء طويلة، في تلك الأثناء يقوم البطل بالاتصال من داخل تاكسي في أجواء شتوية عاصفة وممطرة.. ليبدأ بعدها في تذكر التفاصيل التي تجمعهما سويًا.
8- الكلاسيكية تحكم، الإسكندرية كعاصمة لقصص الحب المصرية، المطر، الألوان الداكنة، خاصة اللون الأزرق الساحر الذي كان حاضرًا في المشاهد الداخلية بقوة، عكس مشاهد الشاطئ والتي ارتدى فيها الثنائي الملابس البيضاء.
9- اللقطة التي تعد الأبرز؛ مرور البطلة عبر البطل وحركة الشفاه “لو مشيت دلوقتي مش هتشوف وشي تاني” ووقوعه في الحيرة أو محاولة اجترار لحظات الماضي حتى يعود ليتمسك بها أو يصحح الموقف. ثم عتابه الشديد لنفسه على ضياعها منه للأبد، قبل أن يقابلها في مكتبة الإسكندرية مع ابنتها ويحتضنها في خياله للحظات قبل يتلاشى الاثنان.
10- وإمعانا في الكلاسيكية يظهر اسم نجيب محفوظ مرتين في الكليب، مرة وهو يتذكر لحظاتهم الجميلة على الشاطئ، وكذلك حين قابلها بعد أن تزوجت وأصبح لديها طفلة جميلة، إشارة إلى الروائي الأشهر مصريًا وعربيًا؛ والذي كان هو الآخر يحب الإسكندرية وحريص على زيارتها والكتابة عنها، ربما إشارة إلى الأصالة والتاريخ، وأن الذكريات لا تُنسى، أو ربما تشجيع على القراءة كما أشار البعض من خلال إبراز المكتبة واسم نجيب محفوظ.. في كل الأحوال ليست صدفة كما أنها جاءت موفقة لحدٍ بعيد في إضفاء لمعان على عروس البحر المتوسط ومكتبتها العريقة.
نرشح لك: تامر حسني يشكر صنّاع كليب “ناسيني ليه”
شاهد: يوم مش عادي في ضيافة الإعلامية رنا عرفة