تحت رعاية وزير الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، يفتتح الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، مؤتمر مستقبل الكتاب المطبوع والرقمي والتفاعلي، وذلك بمقر المجلس الثلاثاء القادم بمشيئة الله، حيث يطرح المؤتمر محورين للنقاش، يتعلق الأول بمستقبل الكتاب، ويناقش مستقبل الكتاب المطبوع، الإنتاج الفكري التفاعلي للأطفال، تطبيقات الكتاب المسموع على التليفونات الذكية، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي في الكتب التعليمية، بينما يتصل المحور الثاني باقتصاديات النشر الجديد، ويتناول اقتصاديات النشر الإلكتروني، تسويق المحتوى الرقمي وانعكاساته على الاقتصاد، مستقبل القراءة في ظل التحول الرقمي، وأخيراً تطبيقات الواقع الافتراضي والمفهوم الشامل لناشر الكتب التفاعلية، الكتاب الصوتي موضوع الساعة الآن في الوسط الثقافي. زمن الكتاب المسموع
تحويل الكتب المقروءة إلى مسموعة هو الحل، هكذا طرحت جيهان الغرباوي الموضوع، في تحقيقها بملحق الجمعة الماضية من جريدة الأهرام، في محاولة للإجابة على أسئلة تفرض نفسها، في مواجهة صوت الكتاب المسموع على الساحة، أسئلة الغرباوي تتعلق بارتفاع سعر الورق، بعد تحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، ومعه ضيق الوقت، بما لا يسمح بتخصيص بعضه يومياً للقراءة، أو لعلها سطوة وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي جعلت التطبيقات الرقمية وفي مقدمتها شبكات التواصل الاجتماعي، أحد أهم مقومات الحياة اليومية للبشر على اختلاف أنماطهم، هذه المقدمات في مجموعها، ساهمت في تراجع سوق الكتاب المطبوع، ودفعت في اتجاه البحث عن بدائل.
أجنحة منصات الكتب الإلكترونية، والمسموعة منها على وجه التحديد، تواجدت في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، صحيح أن الإقبال عليها لم يكن كمثيله على أجنحة الكتب المقروءة، إلا أنها كانت بداية تبشر بتواجد أكثر فاعلية بمرور الوقت، خاصة وأن معدلات قراءة النسخ الإلكترونية من الكتب، سواء في صورة المحتوى المنسوخ كصورة بتقنيةPDF أو نظيره المنشور عبر تطبيقات النشر الإلكتروني e-publishing، متنامية في السنوات الأخيرة، وهو ما دفع معظم دور النشر، إلى الاهتمام بتسويق نسخ إلكترونية من إصداراتها، بجوار النسخ التقليدية المطبوعة منها، مما زاد من تهيئة الأجواء، لتقبل تقنية الكتاب المسموع، الأسهل بالمقارنة في كل الأحوال.
قراءة الكتاب في شكلها التقليدي، أو في إطارها الأحدث عبر النسخ الإلكترونية، تظل فعلاً يتطلب أن تنفرد بالكتاب بين يديك متفرغاً لبعض الوقت، مطبوعاً كان على ورق أو منسوخاً على أجهزة إلكترونية، أما الكتاب المسموع، فهو باختصار يغير في أصل مفهوم القراءة، الفعل معه في الأساس فعل سمع، وهو ما تنتفي معه ضرورة الجلوس إلى كتاب أو جهاز إلكتروني، الكتاب المسموع يشغل في المقام الأول أوقات وطاقة الناس المهدرة في ساعات الانتظار وقيادة السيارات واستخدام وسائل المواصلات، مما يضيق بوقت وجهد القراء منهم عن فعل القراءة، ولعله يزيد من مساحة الاهتمام بها، بعدما تزول معه حجج ضيق الوقت وذات اليد.
نعم ضيق ذات اليد، فالكتاب المسموع لن يرهق ميزانية المستمع، اشتراك شهري بسيط بثمن كتاب مطبوع واحد، يكفي لسماع عدداً كبيراً من الكتب، بل وتحميلها للاحتفاظ بها إذا أردت، ومع الوقت حتماً سوف تتطور إصداراته، بما يضمن ليس فقط صوتاً نقياً وإلقاءً حسناً، وإنما أداءً أتوقعه درامياً معبراً إذا كان محتوى الكتاب رواية أو مجموعة قصص قصيرة أو سيرة ذاتية، كما أتوقع أن تتضمن إصداراته تعليقاً عليه أو حلقة نقاش مصاحبة له، عجلة الكتاب المسموع دارت، ومستقبله آتٍ بقوة إيقاع العصر وآلياته، أما أنا، فلا أقرأ الكتب إلا مطبوعة، وأستعد من الآن بذخيرة من الإصدارات الورقية، لمواجهة زمن الكتاب المسموع.
نرشح لك: حسين عثمان يكتب: 3 مؤشرات لتقييم معرض القاهرة الدولي للكتاب
شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي