مصطفى خضر يكتب: أنت.. أتسمعني؟ أنا أفكر جديًا في الموت

صديقي، أؤمن جدًا بنظرية “البروفا” فعلتها أكثر من مرة، اختبرتها في العمل وكانت النتائج هائلة فـ أنا بالأرقام إنسان ناجح، وفي العلاقات الشخصية أيًا أنجحتني فأصبح كل من هو مقرب مني “حقيقي” وكل المزيف قد ذهب بلا رجعة، حتى على الهواء كنت أقدم الحلقات في مخيلتي أولاً وكنت أسميها “البروفا الداخلية”. مصطفى خضر

في العادة خيالي يضع سيناريوهات مرتبة للغاية لكل احتمالات ممكنة في أي موقف، حتى لو كان تافهًا، فأنا أعرف كيف أستفيد من أصغر المواقف، أبني نظرياتي على التوقع وأحاول أن تسير الأمور كما أتوقع، ودائمًا ما كان الله كريمًا معي، عظيم الكرم، عنده فيض من الكرم، كما أظن به دائمًا لا يخذلني أبدًا، ولكن هل ستخلى حياتي يومًا من الصراعات؟ القراءة والمعايشة والمعاينة وسماع الحكايات وغيره، أكد أن الصراع هو أساس الحياة سواء أكان داخليًا أو خارجيًا، مع نفسك أو مع الآخرين، مع صديق تحول لعدو، أو عدو من أول لحظة كنت تخاله صديق، الحياة درامية إلى أبعد الحدود، فقط أنظر عليها من الخارج، وهذا أمر في منتهى الصعوبة ولكنه يحدث أحيانًا، يحدث بعد ما تضغط الحياة عن طريقة الدراما الحياتية في “البروفا الإجبارية”.

“بروفا الموت” كل ما في الحياة هو مجرد احتمال، لا شئ مؤكد إلا الموت، وهذا سبب أدعى للحياة والاستمتاع بها على أعلى المستويات وبأعلى قدر ممكن، ولكن تكملة لكرم الله الفائض أن يضعك في “البروفا الحقيقة” لتكون مستعد كالعادة، فكيف أهدر الوقت في كل هذه البروفات بتغطية كل هذه الاحتمالات وأنا أملك شيئا مؤكدا للغاية!! أملك الشئ الأكثر تأكيدا في الدنيا، وفيما هو أبعد من الدنيا.

أنعم الله علي كعادته، ببروفا وأكثر على الموت، جعلتني أرى الدنيا من الخارج، رأيتها ببساطة رغم عمق الموقف، فقررت أشرح ذلك بهذه السذاجة، بدون تورية، أو محسنات لفظية، أو ألعاب لغوية جميلة، قررت أن أشرحها ببساطتها، لأنني اكتشفت أننا نغوص في أعماق الاحتمالات لننسى الأكيد، نعيش في الاستثنائات ونترك الأصل، نعشق الفروع وننسى الجذر، الشئ الوحيد الأكيد هو “الموت”، وهو لا يبعث إلا على الاستمتاع، على النجاح، على البناء، على الحب، على السعادة، على الرحمة، على التكامل، على التسامح، على الحياة.

أعتقد أنني ما زلت أدرس التجربة ولم أنجح بنسبة كبيرة، ولكني على الأقل فهمت الأهداف الحقيقة، وقوانين العمل على الوصول إليها، وبعض الطرق، لكنني لم أفهم السر حتى الآن، ولا أعرف إذا كنت سأصل إليه هنا أم هناك! هناك عندما تكون قد انتهت “البروفا”.

أحمد فرغلي رضوان يكتب : Bohemian Rhapsody.. التمثيل يكفي

شاهد: بالعقل حلقة 7.. للنساء فقط

مصطفى خضر