نرمين حلمي سعاد مكاوي
عُرف عن الفنانة الراحلة سعاد مكاوي تميزها في أداء المونولوج الكوميدي، وكانت من ضمن أكثر الفنانات، اللائي اشتهرن بتميز صوتهن في الساحة الفنية. جسدت الكثير من الثنائيات الغنائية “الدويتو” مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين، منذ أن التقت به لأول مرة في منتصف القرن العشرين؛ ليكون فيلم “بنت المعلم” هو الانطلاقة الحقيقية لأعمالهما الفنية معًا إلى الجمهور.
دخلت سعاد محمد سيد مكاوي إلى عالم الفن من أوسع ابوابه؛ فهي من عائلة فنية كبيرة؛ فوالدها الملحن الراحل محمد مكاوي، فضلاً عن زيجاتها الثلاث من داخل الوسط الفني؛ حيث تزوجت من الفنان محمد الموجي، وانفصلت عنه لعلاقته بوداد حمدي، والمخرج عباس كامل، والثالثة من الموسيقار محمد إسماعيل.
ظلت تنتقل بين الأعمال الفنية السينمائية والغنائية، ما بين أدوار التمثيل أو الغناء، إلى أن عانت من الوحدة الفنية وتجاهل الوسط الفني لها سواء من صناعه أو جماهيره؛ وهو الأمر الذي بات لا مفر من الاعتراف به، بعدما أقامت حفلات غنائية ولم يقبل عليها أحد، فآثرت الاستقرار في منزلها حتى توفت في العشرين من يناير عام 2008 عن عمر يناهز الـ 70 عامًا، إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.
اتسمت علاقة الفنان إسماعيل ياسين و”مكاوي” بالغرابة والغموض الفني؛ حيث إنه قد صرح في أوج مشوارهما الفني؛ بأنه لا يرغب في تقبيلها في أي من أعمالهما الفنية السينمائية، التي جسداها معًا، وفقًا للأدوار اللائي كانا يجسداها معًا كرجل وخطيبته أو كحبيبه في معظم أعمالهما الفنية؛ حتى أن الموضوع كاد يخرج من إطار الدعابة إلى معضلة فسخ عقده في تلك الأعمال الفنية، والابتعاد عن المشاركة فيها.
علمت “مكاوي” معنى الشهرة والنجاح جيدًا؛ وهما اللذان اصطحابها في مشوارها الفني الغنائي، الذي تميزت به عن طريق تقدمها للعديد من المونولوجات الكوميدية المتميزة في تاريخ السينما المصرية، أغلبهن مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين،
1- “عايز أروح”
نالت كواليس علاقتهما الحقيقية بعضًا من الكوميدية التي اتسمت بها أغلب مشاهدهما السينمائية؛ حيث روت “مكاوي” في إحدى لقاءتها التليفزيونية، مع المذيعة أحلام شلبي، أنها كانت محل إثارة غضب “ياسين” في موقع التصوير وقتئذ؛ حيث إنه كان دائم السخرية من الوقت الطويل الذي كانت تستغرقه في وضع المكياج الخاص بها، قبل بدء التصوير، حيث إنه في مرة دخل عليها أثناء استعدادها، وسألها: “أنتِ لسه؟” فأجابته بالإيجاب متسائلة عن سبب السؤال، فأجابها ممتعضًا “علشان نروح”، فولدت روح المونولوجات الكوميدية من تلك المناوشات الدعابية الصغيرة؛ مثلما شهدناه في مونولج “عايز أروح” في فيلم “المليونير”.
2- “طربوش أخويا”
قدمت “مكاوي” مع “ياسين” في فيلم “منديل الحلو” ثنائي غنائي بعنوان “طربوش أخويا”، وامتاز بالعفوية الشعبية لبعض الجمل الرومانسية؛ المؤداة بشكل يتسم ببعض من الكوميديا، التي تميزت بها أغلب مونولوجاتهما معًا، وهو الأمر الذي كان يُصدر للمشاهد فيجعله داخل بؤرة أحداث الفيلم دون ملل أو حوارات رتيبة.
3- “قطر الندى”
لم تقتصر مونولوجات “مكاوي” و “ياسين” على الأداء الثنائي فقط، بل توسعت لتشمل تقديم أوبريت مع الفنانين: عبد العزيز محمود وتحية كاريوكا، في فيلم “منديل الحلو”، حيث حمل الأوبريت نفس اسم بطلة العمل “قطر الندى”.