ميمي شكيب
رباب طلعت
خلال سنوات نجوميتهم، جسدوا قصصًا فنية، لم يتخيلوا أن ترقى قصة موتهم أن تكون واحدةً منهم، فالنهايات المأساوية التي واجهها عدد من نجوم الفن، من قتل وفقر وغرابة، يمكن أن تتجسد في أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية، يرصد “إعلام دوت أورج” أبرزها.
من القاتل؟ يظل السؤال المطروح لليوم، واللغز الخفي وراء مقتل ميمي شكيب، في 20 مايو 1983، بإلقائها من شرفتها، لتلقى حتفها بضجة إعلامية، تختتم بها حياتها الصاخبة، والشائكة، والمليئة بالأحداث.
نرشح لك: نهايات مأساوية (1).. وداد حمدي
تناولت الصحف المصرية عام 1974، قضية النيابة العمومية رقم 169 سنة 1974 جنح آداب القاهرة، المعروفة وقتها، بـ”قضية الرقيق الأبيض”، أو “قضية الآداب الكبرى”، المتهم فيها ميمي شكيب، زعيمة الشبكة التي تضم 8 فنانات وأخريات من خارج الوسط الفني، منهن آمال رمزي، وكريمة الشريف، وفيري، وسامية شكري، وزيزي مصطفى، وميمي جمال، وسها عزت، وعزيزة راشد، وناهد يسري، والتي حكمت فيها محكمة الآداب بالقاهرة بجلستها العلنية، رقم 7116 سنة 1974 برئاسة القاضي أسعد بشاي، ومحمد حسنين وكيل النيابة، وصلاح النادي أمين السر، بإخلاء سبيلهن بدعوى عدم ضبطهن متلبسات، وكونهن كن في جلسة عادية لشرب القهوة، أو كما أُشيع وقتها بتورط عدد من رجال السياسة ورموز الدولة فيها، ما دفع القاضي لجعل جلساتها سرية، ومن ثَم حِفظ القضية.
عصفت القضية بشهرة “شكيب” التي قضت فترة التحقيق كاملة في السجن، ما أصابها بالصمم والبكم، لبكائها المستمر وتأكيدها على براءتها، وتلفيق القضية لها، فحكم البراءة والإفراج عنها لم يكونا كافيين لتبرئتها في أعين جمهورها، فظلت مدانة، لتدخل في حالة نفسية سيئة أجبرتها على تلقي علاج نفسي في أحد المصحات، عدة أشهر، بحثت بعدها عن فرص للعمل إلا أن المخرجين والفنانين تهربوا منها، فظهرت في أعمال فنية لا تليق بتاريخها، آخرهم “السلخانة”، عام 1982، قبل مقتلها بعام.
لم يقتصر تأثير القضية على “شكيب” ابنة الثراء، التي تربت في القصور، ورافقت أصحاب القامات العليا في مصر، وفتن كثيرًا منهم بها، إلى هذا الحد فقط، بل جبلها ضيق العيش للتقديم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين في وزارة الثقافة، خلف الأضواء، التي لم تعد تلاحقها إلا بالتهمة التي أصبحت لصيقة بها، لتتحول إلى مقتلها الدرامي المأسوي بإلقائها من شرفة منزلها، في نهاية شبيهة بسندريلا السينما المصرية سعاد حسني، ما دفع البعض بتلفيق التهمة بعد ذلك لوزير شهير، ذاع صيته، وظهر في الحياة السياسية، بعد موتها مباشرة، أما البعض الآخر فادعوا أن السياسيين أو أحد رجال الدولة المهمين، المذكور اسمه في القضية هو من تخلص منها، لتنقطع بذلك الألسن عن ذكرها مجددًا، ولكن تظل كل تلك الاتهامات مجرد تكهنات وتحليلات شعبية لا دليل على صحتها، وتظل الحقيقة التي سجلتها النيابة هو إغلاق قضية مقتلها “ضد مجهول”.
نرشح لك: نهايات مأساوية (2).. سيد درويش
ولدت أمينة مصطفى شكيب، وشقيقتها زينب الشهيرة بـ”زوزو شكيب”، لأب ثري، من أصول شركسية، وأم ارستقراطية، تتقن عدد من اللغات التي تعلمت بناتها بعضها، بالإضافة لتعليمهن في مدرسة العائلة المقدسة، وعشن في القصور والسرايات في حياة مرفهة، إلى أن مات الأب وترك “ميمي” في الـ12 من عمرها، ليحرمها أهله من ميراثها بعد رفض والدتها بالتخلي عن بناتها للعائلة وإصرارها على تربيتهن، والعمل لسد احتياجاتهن، تزوجت من أحد الأثرياء، الذي تربطه قرابة بإسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء وقتها، إلا أنها انفصلت عنه لزواجه من أخرى بعد 3 شهر من زواجهما، وإصابتها بشلل مؤقت وهي حبلى في ولدها الأول، دخلت الفن عن طريق نجيب الريحاني الذي علمها مخارج الحروف وإتقان الأدوار حتى أصبحت نجمة فرقته، دخلت في علاقات عاطفية عدة كان أبرزها مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، ولكنها لم تستمر معه بعد تهديد الملكة نازلي لها، لتتزوج من رجل الأعمال جمال عزت، وتتركه لغيرته الشديدة، لتحب سراج منير الذي يتزوجها، وتحيى معه في سعادة 15 عامًا تجعلها ترفض الزواج بعد موته.