إبراهيم أبو بكر الصديق نتفليكس
بعد فيلم “روما” قد يتم عرض فيلم The Irishman بشكل واسع في السينمات وذلك كما يطالب منافسي نتفليكس، (العضو الجديد في جمعية الفيلم الأمريكي)، لكي يتم معرفة إيرادات شباك التذاكر: “يجب أن تلعب نتفليكس بنفس القواعد التي نلعب بها جميعا”.
كانت الاحتفالات مستمرة في يوم 24 فبراير الماضي -بعد حفلة الأوسكار- عندما عرضت نتفليكس على مشاهدي حفلة الأوسكار أول نظرة على موسم الجوائز في العام القادم، تم عرض إعلان تشويقي لفيلم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي The Irishman، والذي تدور أحداثه في أجواء العصابات وتم عرض الإعلان خلال البث التلفزيوني لحفل الأوسكار، مع جملة بسيطة بعد عرضه: “في السينمات الخريف القادم”؛ هذا تغيير بسيط في اللغة التي استخدمتها نتفليكس في الإعلان التشويقي لفيلم “روما”، وهي “في سينمات محددة” واختيار الكلمات يشير إلي أن نتفليكس التي كانت تتجنب عرض أفلامها في صالات السينما تخطط للتطوير من أجل أكبر أفلامها حتى الآن وهو The Irishman.
مارتن سكورسيزي يريد عرض واسع في السينمات لفيلمه الذي تبلغ تكلفة إنتاجه أكثر من 125 مليون دولار أمريكي، وقد أخبرنا اثنين من مصادر صناعة السينما على علم بالمفاوضات بين نتفليكس ومالكي السينمات، أن نتفليكس تعمل على أن يحصل مارتن سكورسيزي على ما يريده؛ ولفعل ذلك يجب أن تقوم نتفليكس بتوسيع فترة الثلاث أسابيع التي تعرض فيها أفلامها قبل أن تعرضها علي منصتها الرقمية، وكانت نتفليكس أول من يقوم بهذا الأمر الذي أثار جدل في موسم الجوائز هذا العام وسوف يكون على نتفليكس أن تسمح لمالكي السينمات بالكشف عن إيرادات أفلامها وما لم تفعله مع فيلم “روما”.
“نتفليكس تريد أن يكون لفيلم The Irishman تأثير قوي”، “لقد وضعوا أنفسهم في وضع -بسبب مساندة هذه النوعية من المخرجين- يجبرهم على التعامل مع أصحاب السينمات وكيف يعمل هذا القطاع”.
نتفليكس تواجه ضغط من مجموعات صناعية أخرى لكي تُوفق أوضاعها مع معايير هوليوود بطريقة أكبر مما فعلت نتفليكس مع فيلم “روما” لأفونسو كوارون، والذي فاز بثلاث جوائز أوسكار (أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي وأفضل تصوير سينمائي)، ولكن نتفليكس خسرت أوسكار أفضل فيلم لصالح يونيفرسال بيكتشرز والتي فاز فيلمها Green Book، وذلك لأن المصوتين على الأوسكار عاقبوا نتفليكس بسبب طريقة عملها، وفقًا لمقابلات صحفية مع العديد من أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.
بالإضافة إلي فيلم The Irishman نتفليكس تعيد النظر في استراتيجية عرض أفلامها في السينمات من أجل 5 أفلام أخرى على الأقل من ضمنها فيلم The Laundromat لستيفن سودربرج، و The King للمخرج ديفيد ميشود، و The Last Thing He Wante للمخرجة دي ريز، و The Pope للمخرج فرناندو ميريليس، وفيلم للمخرج نواه باومباخ لم يتم الاستقرار على اسمه من بطولة سكارليت جوهانسون وآدم درايفر.
تسعى مجموعة من أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة يقودها فرع المخرجين تحت قيادة المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرج، لتغيير قاعدة في الأكاديمية تتطلب عرض الفيلم بشكل خاص لمدة أربع أسابيع على الأقل لكي يكون الفيلم مؤهل للمنافسة على جوائز الأوسكار الرئيسية، “أتمنى أن يواصل جميعنا الاعتقاد أن أعظم إسهام يمكن أن نفعله كصانعي أفلام هو منح الجمهور تجربة مشاهدة الأفلام في السينما”، هذه ما قاله ستيفن سبيلبيرج قبل إسبوع من حفلة الأوسكار عندما كان يتسلم جائزة من Cinema Audio Society في ما يعتبر نداء إلي زملائه لمقاومة نتفليكس وقوتها المتزايدة في هوليوود. وأضّاف ستيفن سبيلبيرج قائلًا: “أنا من أشد المؤمنين بأن دور السينما يجب أن تكون موجودة إلى الأبد”.
القاعدة الحالية في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والتي تم إقرارها في عام 2012 لا تتطلب فترة زمنية معينة للعرض الخاص للفيلم، “لدى الناس شعور قوي جدًا أن استمرار هذه الثغرات قد تؤدي إلي تدمير مفهوم السينما بالكامل”، هذه ما يقوله أحد أعضاء الفرع التنفيذي في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، إذا ناقشت الأكاديمية ذلك الموضوع، فإن ذلك سوف يكون في إجتماع لجنة القواعد في الربيع القادم.
في عام 2017 بعد فوز الفيلم الوثائقي O.J.: Made in America المكون من خمس أجزاء بأوسكار أفضل فيلم وثائقي، قامت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بتغيير قواعدها خلال ستة أسابيع بعد فوز الفيلم لكي تتأكد أن الأفلام الوثائقية المكونة من عدة أجزاء لن تكون مؤهلة للمشاركة في الجوائز، “لن يتم هذا الأمر بنفس السهولة والسرعة التي حدثت مع فيلم O.J.: Made in America”، ذلك ما يقوله عضو في الفرع التنفيذي للأكاديمية، الذي أضاف قائلًا: “سوف تحدث معركة كبيرة لأن عدد كبير من أعضاء الأكاديمية آرائهم متعارضة”.
داخل جمعية الفيلم الأمريكي MPAA حيث تم الترحيب بنتفليكس العضو الجديد في شهر يناير الماضي، نجد أن الاستوديوهات السينمائية الكبرى تطالب نتفليكس بأن تكون صريحة فيما يخص أرقام شباك التذاكر الخاصة بها، “بما أن نتفليكس عضو في جمعية الفيلم الأمريكي الآن، يجب على نتفليكس أن تلعب بنفس القواعد التي نلعب بها نحن”، هذا ما قاله أحد المديرين التنفيذيين لاستوديو عضو في جميعة الفيلم الأمريكي.
يوجد مؤيدين من نقابتي المنتجين والمخرجين يقوموا بالضغط على تلك المنظمات لكي تتعامل مع دور نتفليكس في صناعة السينما، روما فاز بأكبر جائزة من نقابة المخرجين الأمريكيين وكان مرشح لجائزة نقابة المنتجين الأمريكيين ولكنه خسرها لصالح فيلم Green Book في تكرار لما حدث في ليلة الأوسكار.
مثل فيلم روما، سوف يطالب فيلم The Irishman بمعاملة خاصة ولكن من المرجح أن يجذب الفيلم جمهور أكبر بكثير من فيلم ألفونسو كوارون والذي نجح بسرعة وكان مترجم للغة الإنجليزية وأبطاله ليس بهم أي نجوم؛ فيلم The Irishman مقتبس من كتاب I Heared You Paint Houses الذي صدر عام 2004 للكاتب تشارلز براندت، الفيلم يحكي قصة حياة رجل عصابات على فراش الموت والذي يدعي “أن” له دور في اختفاء جيمي هوفا، وهو سائق وزعيم اتحاد عمال ورئيس سابق لجمعية سائقي الشاحنات في أمريكا اختفى في ظروف غامضة عام 1975.
في البداية باراماونت بيكتشرز كانت سوف تقوم بإنتاج الفيلم قبل أن تؤدي التكاليف الإنتاجية الضخمة للفيلم لتراجع الاستوديو عن ذلك، فيلم The Irishman من بطولة روبرت دي نيرو، وآل باتشينو وجو بيشي وهارفي كيتل وقام بكتابة سيناريو الفيلم ستيفن زايليان والذي كتب سيناريو فيلمي Gangs of New York و Schindler’s List، مارتن سكورسيزي قام بتصوير The Irishman بطريقتين هما الطريقة العادية، والديجيتال” ويعتمد سكورسيزي على المؤثرات الخاصة لكي تعود بالزمن بأبطال الفيلم في مشاهد الفلاش باك.
الإعلان التشويقي لفيلم The Irishman الذي تبلغ مدته 60 ثانية والذي تم عرضه خلال حفل الأوسكار يشير إلي أن الفيلم يتمتع بأولوية عالية لنتفليكس -شبكة قنوات ABC كانت تسعى للحصول على 30 ثانية إعلانية خلال حفل الأوسكار مقابل مبلغ يتراوح ما بين 2 مليون دولار أمريكي و3 مليون دولار أمريكي-، عندما تم عرض الإعلان التشويقي للفيلم، قام تيد ساراندوس مدير المحتوى في نتفليكس، وسكوت ستوبر مدير الأفلام الأصلية في نتفليكس بالقيام من مقعديهما في مسرح دولبي وذهبوا لمشاهدة الإعلان على شاشة التلفزيون.
فيلم Mudbound للمخرجة دي رييز والذي قامت بإنتاجه نتفليكس وحددت تاريخ عرضه في السينما، لم يتمتع الفيلم بجماهيرية لدى المصوتين للأوسكار ولكنه حصل على أربع ترشيحات للأوسكار وفيلم المخرجة الجديد The Last Thing He Wanted المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للصحفية جوان ديدون صدرت عام 1996، يقوم ببطولة الفيلم آن هاثاوي وتلعب دور صحفية ترعى والدها الذي يحتضر (والذي يقوم بدوره ويليم دافو المرشح للأوسكار).
وهناك فيلم للمخرج الشهير ستيفن سودربرج من إنتاج نتفليكس وهو فيلم The Laundromat، وتدور أحداثه عن وثائق بنما والذي يقوم ببطولته الثنائي الحاصل على الأوسكار ميريل ستريب، وجاري أولدمان، وأنتونيو بانديراس.
قامت نتفليكس بإرسال بريد إلكتروني إلى مشتركيها في 25 فبراير الماضي تدعوهم فيه “للاحتفال بالفوز التاريخي للأوسكار مع نتفليكس!” عن طريق مشاهدة فيلم روما والفيلم الوثائقي القصير Period. End of Sentence الذي حصل على الأوسكار أيضًا، والذي قامت نتفليكس بشراءه؛ مشتركي نتفليكس الذين يبلغ عددهم أكثر من 136 مليون مشترك حول العالم لم يكونوا الجمهور الأكثر أهمية لذلك الإعلان الترويجي، وذلك كما يلاحظ مايكل باشتر المحلل في شركة ويدباش سيكوريتيز المتخصصة في الخدمات المالية، “جوائز الأوسكار مهمة للموهبة” كما يقول مايكل باتشر، مُضيفًا: “نتفليكس تقول وتوضح للموهبة أنها لن تضيع إذا ظهر عملك الأول في نتفليكس، نتفليكس سوف تستخدم ذلك الطريق لجذب المزيد من المواهب لأن النجاح يولد نجاح”.