عبد العزيز أحمد
فى عصر الإعلام الذى يعلو فيه صوت الإعلام فوق صوت أى معركة .. يجب عليك أن تسأل نفسك سؤالاً مهماً .. هل أنت من محبي برامج التوك شو وتظل بالساعات تنتقل من توك شو إلى آخر لمتابعة نفس الأخبار لكن مع تغيير شخصية المذيع .. أذن أنت مصرى صميم ويجب أن تفتخر أنك الوحيد على مستوى العالم الذى يتحمل كم هذا التهليل والتطبيل دون أن يشعر بأى إنزعاج أو توتر ..
لكن إذا أردت بعضاً من الهدوء النفسى والسلام الإعلامى المفقود أنصحك بمشاهدة برنامج “ممكن” للرزين دائماً “خيرى رمضان” أو كما يطلقون “أبو صدر واسع” فهذه حقيقة وليست مجرد سخرية .. فعندما جلست وشاهدته يدير مناظرة “إسلام بحيرى” و”الحبيب على الجفرى” و”الشيخ أسامة الأزهرى” وجدته هادئاً حتى فى أحلك المواقف الخلافية .. وزاد أعجابى به عندما شاهدت حلقة أول أمس يتحدث فيها عن عيوب الإعلام حاليا مع ضيوفه “خالد صلاح” و “يوسف الحسينى” و”وحيد عبد المجيد” والعك الذى يُطبخ للمشاهد يومياً .
“خيرى رمضان” استطاع أن ينال إحترام وإعجاب المشاهدين برغم كل شئ .. وأقتنعت تماماً بعد مشاهدة عدة حلقات له أن البرامج التى يقوم بها الضيوف برشق بعضهم البعض .. بالشتائم والمياه وأكثر من ذلك لدرجة رفعهم المقاعد التى يجلسون عليها .. إنما هو نابع من أداء مذيع قرر”تسخين” الموقف وإثارة الذعر بين الضيوف لينتقل فى غضون لحظات إلينا كمشاهدين من ثم يعم هذا الفيروس فى أرجاء المجتمع ..
وعودة لخيرى رمضان إختلفت أوإتفقت معه هو إعلامى وسطى يعلم قدراته جيداً ، ثابت وهادئ ، لا يمتلك حنجورية “إخوانا إياهم” يسعى للإصلاح وليس للخراب ، لا يبحث عن جنى يخرجه من باطن فتاة ليحقق أعلى نسبة مشاهدة ، أويحاور “راقصة” بحجة مواجهة الإسفاف والإبتذال.
أخيراً أتمنى أن يعى أي إعلامي أن الجمهور لا يغفر لمن يتلاعب به، وكما قال الكينج “محمد منير” أسكن بيوت الفرح أه ممكن ومع خيرى العقل أيضاً ..