أسماء شكري عبد الرحمن أبو زهرة
فنانٌ من طرازٍ خاص، عاش العصر الذهبي للمسرح الذي تربّى فيه، وتتلمذ على أيدي كبار نجومه، ينتمي لمدرسة الاندماج في التمثيل، برع في أداء الأدوار التاريخية فعَشِق اللغة العربية، أمتع الجمهور على مدى أكثر من 50 عام، برصيدٍ هائل من الأعمال في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، التي يعتبرها عشقه وبيته الأول.
عبد الرحمن أبو زهرة، درويش الفن، والذي ولد في مثل هذا اليوم 8 مارس، من عام 1934، قدّم أدوارًا كثيرة عَلِقَت في ذهن الجمهور، يرصد إعلام دوت أورج أبرزها كما يلي:
يُعتبر أشهر أدواره على الإطلاق، قدّمه في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، ولا يزال الجمهور يناديه بـ “المعلّم سردينة” حتى اليوم رغم مرور 23 عامًا على عرضه، فقد تعلّق الناس بشخصية المعلّم الطيب الخلوق، الذي يعطي خبرته وخلاصة تجاربه في الحياة والعمل لـ “عبد الغفور البرعي” الشخصية الرئيسية في المسلسل، ووصلت درجة ارتباط المشاهدين بـ “المعلّم إبراهيم سردينة” إلى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحمل نفس الاسم، ويتابعها مئات الآلاف، حتى عبد الرحمن أبو زهرة نفسه اعترف أنه يتابعها وسعيدٌ بفكرتها.
قدّمها في المسلسل التاريخي “عمر بن عبد العزيز”، فبرع فيها بلغته الفصحى السليمة، وامتلاكه مفاتيح الشخصية المكتوبة، ومن الغريب أنه جعل الناس تتعاطف معها وتتذكرها حتى اليوم، على الرغم من اتفاق العديد من المؤرخين على أن “الحجاج” كان سفّاكًا للدماء محبًا للقتل، ويحكي “أبو زهرة” أنه عندما وافق على أدائها، بدأ في القراءة عنها بنهَم، حتى أصبح لديه ركنٌ في مكتبته الخاصة أسماه “ركن الحجاج”.
قام بأدائها ضمن النسخة المدبلجة للعربية من فيلم الكارتون الشهير “الأسد الملك”، ارتبط الأطفال بـ “سكار” عم “سيمبا” الشرير، الذي قتل أخيه “موفاسا” ليستولي على حكم الغابة، ومزج فيها “أبو زهرة” بين الشر وخفة الظل في نفس الوقت، ويحكي أنه عقب أدائه لها، رفعت شركة “ديزني” أجره عن الدور، وبعثت إليه بخطاب قالت فيه إنه أفضل من أدّى شخصية “سكار” في جميع النسخ المترجمة للفيلم.
بالرغم من قلة مساحته، إلا أنه يُعتبر من أهم أدوار الفيلم، فما زال الجمهور يتذكر مشهد “الصفعة” بين “أبو زهرة” و “أحمد زكي”، الذي يُعد مباراة قوية في الأداء التمثيلي بينهما، وهو أهم مشاهِد الفيلم والذي يكتشف فيه “آدم” ضابط الشرطة الذي أصبح تاجر مخدرات دون قصد، أنه ظل طوال خمسة عشر عامًا يبعث بخطاباتٍ تحتوي على أسرار خطيرة، إلى مجرد موظف بريد “موسى”، وليس أحد رؤسائه، فيقوم بصفعه بقوة وتهديده بالمسدس فوق رأسه.
بمشهدٍ وحيد، استطاع “أبو زهرة” أن يترك بصمته في فيلم “حب البنات”، بشخصية “مجدي” محامي “مصطفى أبو حجر” الأب، وهو الدور الذي ساهم في تحريك دفة الأحداث، وجمْع الشقيقات الثلاث في منزلٍ واحد لأول مرة في حياتهن، رغم نفورهن من بعض، وقام بأداء أدوارهن كلٌ من ليلى علوي، حنان ترك، وهنا شيحة.
بمشاهِد قليلة في بداية فيلم “تيتة رهيبة”، استطاع “أبو زهرة” التأثير على المشاهدين بدور “رُمّان”، الجد الموسيقِي الرقيق والساخر، العاشق للحياة، والذي يحاول تغيير شخصية “رؤوف” الإنطوائية الخجولة التي تتسم بالجُبْن، في محاولة لتحريره من تأثير سيطرة وقهر جدته “راوية”، وهو الفيلم الذي أعاد “أبو زهرة” للسينما بعد سنوات غياب طويلة.
نرشح لك: 87 عامًا على ميلاد سميحة أيوب التي وجد فيها “سارتر” ضالته