تطل علينا اليوم قمة الكرة المصرية بين الزمالك والأهلي في ظروف لم يعتاد عليها عشاق الفريقين في السنوات الأخيرة.
فلأول مرة يدخل الفريقان المباراة في ظل تنافس شديد بينهما على قمة المسابقة وتقارب كبير في المستوى الفني مما يجعل التكهن بالنتيجة درباً من دروب المستحيل.
ولذلك سنحاول سوياً في السطور التالية أن نبحر في صفوف الفريقين لعلنا نستطيع أن نقترب من شاطئ نتعرف خلاله على أسرار المباراة.
وسنبدأ رحلتنا بأهم المحطات الفنية في المباراة وهي الأطراف.
يبدو صراع الأطراف هو الصراع الأقوى والأشرس في المباراة نظراً لتميز الجبهتين في الفريقين واعتماد جروس و لاسارتي اعتمادا كلياً على الأطراف في الوصول لمرمى المنافسين.
وباعتبار الزمالك صاحب الأرض سنبدأ بالجبهة اليمنى للزمالك والتى من المتوقع أن يشغلها حمدي النقاز وأحمد سيد زيزو. والآخير تحديداً نجح في إضافة صلابة دفاعية لهذه الجبهة ووصل لحالة جيدة من التفاهم مع النقاز تجعله يعرف جيداً متى يضم للداخل ليخلي مساحة ينطلق فيها الظهير الدولى التونسي، وأحياناً أخرى يقوم زيزو بالتغطية خلف النقاز الذي لا يستطيع العودة سريعاً للمناطق الدفاعية ولذلك أصبح جروس مؤخراً يفضل البدء بزيزو على حساب إبراهيم حسن.
الجبهة اليمنى في الزمالك يقابلها الجبهة اليسرى في الأهلي التى تضم أهم لاعبى المارد الأحمر ومفتاح لعبه الرئيسي وهو الظهير الأيسر علي معلول، الذي يقدم مستويات رائعة مؤخرا ويتسم بالثبات الإنفعالي والقدرة على اتخاذ القرار السليم في المواقف الصعبة فضلا عن دقه عرضياته التى تشكل دائماً خطورة بالغة.
لكن يبقى التساؤل من سيرافق علي معلول في الجبهة اليسرى للأهلي؟
شخصيا أفضل جونيور أجاي لأنه متفاهم جداُ مع على معلول، ويستطيع أن يواكبه في السرعة وأكثر تعاونا في أداء الواجب الدفاعي، على النقيض من رمضان صبحي الأكثر ميلاً للعب الفردي والإختراق بالكرة، مما يعيق تقدم على معلول ولا يتيح له المساحات التي يحتاجها فضلاً عن عدم إجادة رمضان صبحي للواجب الدفاعي.
بصفة عامة؛ يبقى الصراع بين الجبهة اليمنى للزمالك واليسرى للأهلى صراع متكافئ تحسمه حالة اللاعبين على أرضية الميدان والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
بالانتقال إلى الجبهة اليسرى للزمالك المتوقع أن يشغلها الثنائي عبد الله جمعة وكهربا، وهى الجبهة المتفوقة هجومياً بشدة نظراً لسرعة عبد الله جمعة وقدرته على الاختراق والتوغل في عمق دفاعات المنافس، فضلاً عن دقه عرضياته، أما كهربا فهو مميز جداً في التوغل إلى داخل منطقة الجزاء، ليصبح مهاجم ثاني أو شادو سترايكر بلغة كرة القدم، وهذه التحركات بلا شك تربك دفاعات المنافس.
لكن تبقى المشكلة الكبرى لهذه الجبهة هي النواحي الدفاعية، نظراً لعدم قيام كهربا بواجبه الدفاعي، وحتى عندما يرتد إلى نصف ملعبه يكتفي بالتواجد فقط دون ضغط على المنافس، أما عبد الله جمعة فبالرغم من كونه أحد أفضل لاعبي الموسم الحالي في الدوري المصري، إلا أنه لديه مشاكل واضحة في موقف واحد ضد واحد دفاعيا، وأدعوك عزيزي المشاهد لتذكر مباريات الزمالك أمام جورماهيا الكيني في كينيا، ومباراة بترو أتلتيكو ببرج العرب، ومباراة الاتحاد السكندري في البطولة العربية، لكى تصل إليك فكرتي واضحة.
ستزداد متاعب الجبهة اليسرى للزمالك في حالة اشتراك جيرالدو أمام محمد هاني في الجبهة اليمنى للأهلي نظراً لتمتع الثنائي بالسرعة الشديدة، فضلا عن مهارة جيرالدو وقدرته على تغيير الاتجاه أثناء التحرك بالكرة، مما يجعله قادراً على استغلال المساحات الناتجة عن تقدم عبد الله جمعة.
الآن ألمحك عزيزي الأهلاوي قارئ هذا المقال تتعجب من اختياري لجيرالدو وأجاي على حساب حسين الشحات ورمضان صبحي القادميين بالملايين، ولذلك سأذكرك بأن أجمل وأقوى عروض الأهلي هذا الموسم كانت عندما تواجد الشحات ورمضان على مقاعد البدلاء في مباراة بتروجيت التي حسمها الأهلي بالأربعة، لذلك أرى أن الصراع بين الجبهة اليسرى للزمالك واليمنى للأهلي يميل لمصلحة الأهلي.
ونصل إلى ثنائي الإرتكاز في وسط الملعب، وهنا دون شك سيكون ثنائي الزمالك طارق حامد وفرجاني ساسي أكثر تفوقاً على ثنائي الارتكاز في الأهلي سواء لعب عمرو السوليه وأحمد فتحي أو عمرو السوليه وحسام عاشور.
لكن في حالة عدم مشاركة طارق حامد المتأثر بالإصابة، واشتراك محمود عبد العزيز بدلا منه، ستتساوى الكفتان في وسط الملعب، نظراً لأن ما يقوم به طارق حامد من ضغط على المنافس وسرعة في استعادة الكرة، لا يستطيع أن يقوم به أي لاعب آخر.
باقى المراكز بداية من حارس المرمى وقلبي الدفاع وصانع الألعاب والمهاجم الصريح أرى أنها متكافئة تماما في الفريقين، وحتى في حالة غياب محمود علاء للإصابة، فإن محمد عبد الغني قادر على تعويض غيابه بعد العروض الجيدة التى قدمها في الفترة الأخيرة.
ونصل إلى الكرات الثابتة وهنا سنقسمها إلى نوعين؛ الأول هي الكرات الثابتة من الأطراف، وهو ما يتميز فيه الزمالك وسجل منها أهداف كثيرة هذا الموسم، بفضل تألق محمود علاء في ضربات الرأس، أو انشغال المدافعين بمراقبته، مما يتيح الفرصة للاعبين اخرين مثلما فعل محمود حمدي الونش في مباراة المقاولون.
أما الكرات الثابتة المواجهة للمرمى التى يمكن تسديدها مباشرة، فيتميز فيها الأهلي بفضل تواجد علي معلول المميز جدا في التسديدات بعيدة المدى.
ننهى هذه الرحلة بإلاشارة إلي حالة أرضية ملعب برج العرب السيئة، التي من وجهة نظري ستكون ضد فريق الزمالك، الذي تعتمد طريقة لعبه على الكثير من التمريرات بين خطوط المنافس واستخدام المهارات الفردية للاعبيه، وهو ما يتطلب أرضية ملعب جيدة لا تتوافر حالياً في ملعب المباراة، عكس فريق الأهلي الذي يميل إلى التمريرات المباشرة العميقة، محاولا الوصول للمرمى بعد قليل من التمريرات مستغلاً سرعة وليد أزارو ولذلك سيكون تأثره أقل بسوء أرضية الملعب.
وفي النهاية نتمنى أن نستمتع بمبارة تليق بسمعة الفريقان، وإمكانيات اللاعبين، وأن يفوز من يستحق في النهاية.
نرشح لك: توقعات 5 إعلاميين رياضيين لـ مباراة القمة بين الأهلي والزمالك
شاهد: يوم مش عادي في ضيافة الإعلامية سالي عبد السلام