اهتمت الصحف الألمانية، اليوم الأربعاء، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأولى إلى ألمانيا، حيث نشرت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه»، صفحة كاملة عن العلاقات بين مصر وألمانيا في أرقام وأبرز التطورات على الصعيدين الاقتصادي والتجاري والسياحي، تضمنت تقريراً بعنوان «السيسي في برلين.. قوة السياسة الواقعية» قالت فيه إن ألمانيا تستقبل الرئيس المصري “على الرغم من عدم تنفيذه الإصلاحات الموعودة وذلك بسبب نفوذه الواسع في المنطقة”، مشيرة إلى أن الموقف الرسمي الألماني من السيسي تغير بعدما كانت المستشارة أنجيلا ميركل تمتنع عن توجيه الدعوة له لزيارة ألمانيا لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
وأضافت الصحيفة، أن “مصر ترى مشهداً رمزياً الآن، فبينما تجري عملية هدم مبنى الحزب الوطني الديمقراطي القديم الذي كان يتزعمه الرئيس الأسبق حسني مبارك، فأفراد نظام مبارك مازالوا متواجدين حول السيسي في السلطة”، مشيرة إلى وزيرة التعاون الدولي السابقة فايزة أبو النجا، والتي تتولى حالياً منصب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي.
ويعرف الإعلام الألماني «أبو النجا» جيداً منذ دورها في تفجير القضية المعروفة إعلامياً بـ«التمويل الأجنبي للمنظمات»، والتي تم توجيه أصابع الاتهام فيها إلى منظمتين ألمانيتين هما «كونراد أديناور» و«فريدريش ناومان»، وحكم غيابياً بسجن مدير مكتب الأولى بالقاهرة.
وتابعت الصحيفة: “من بين الأسباب التي دعت ألمانيا إلى تغيير موقفها والترحيب بالسيسي، اعتبارات سياسية حقيقية، في ضوء الأهمية السياسية الإقليمية لمصر في بيئة حاشدة بالصراعات، مثل ظهور تنظيم داعش في العراق وسوريا، والأحداث في اليمن، والصراع بين إسرائيل وفلسطين، والصراع الداخلي الفلسطيني، والأوضاع المتوترة في ليبيا”، لافتة إلى أن “مصر ذات صلة بكل هذه الملفات، رغم أنها في مسألة حماس وفتح لم تعد تلعب دور الوسيط بسبب تحفظ حماس على نظام الحكم الحالي”.
بينما اختارت صحيفة «زوددويتشه تساتونج» المضي قدماً في نشر تقارير تنتقد إدارة السيسي للبلاد، من خلال نشرها تصريحات للنائب السابق محمد العمدة الذي أطلق منذ عدة أشهر مبادرة للصلح بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان، مع تأكيده أنه لا ينتمي للجماعة.
قالت الصحيفة على لسان مراسلها بالقاهرة بول أنطون كروجر إن “الإحصائيات الرسمية تشير إلى رضا 84.6% من المصريين عن أداء السيسي بعد نحو عام من حكمه، إلاّ أننا نشعر بخيبة أمل كبيرة من الناس في عمل الرئيس وقمع النظام”.
ونسبت الصحيفة إلى «العمدة» قوله “الأغلبية مع السيسي وأكثر الناس يحبونه، لكن المعارضة تعيش أسوأ عهودها على الإطلاق، ونظام الحكم يكتسب كل يوم أعداء جدد ليسوا فقط من معسكر الإسلاميين”.
من جانبها، نشرت صحيفة «شبيجل» تقريراً تحليلياً هاجم الزيارة أيضاً، وانتقد ما وصفه بـ”بيع مبادئ ألمانيا تحت مسمى الواقعية السياسية، وفي ظل صفقة سيمنز التي تصل قيمتها إلى 10 مليارات يورو”، معتبرة أن “استقبال ميركل للسيسي هو صفعة على وجه الليبراليين في مصر”.
وذهب التقرير لأبعد من ذلك مؤكداً أن “الحكومة الاتحادية تفضل على ما يبدو الربح السريع لإحدى الشركات الألمانية الكبرى في مجالات الطاقة والتوربينات وطاقة الرياح، بدلاً من أن تأخذ الحكومة وقتها في التدرج خلال الطيف الواسع من التحركات السياسية بين المقاطعة الكاملة وتطبيع العلاقات”.