خصَّصت مجلة “الثقافة الجديدة” عددها الجديد، أبريل 2019، للاحتفال على طريقتها بأعياد “شم النسيم”، حيث أعدت المجلة ملفًا خاصًا عن “شم النسيم”، شمل عدة قراءات في طقوس هذا العيد واهتمام المصريين به.الثقافة الجديدة
وفي افتتاحية العدد كتب رئيس تحرير المجلة الشاعر مسعود شومان تحت عنوان “ولاد اللذين الذين حرموا النيروز”، قائلًا: “مَن قال إن الدين قرين سفك الدماء؟! دماء الإنسان وبهجته، ومعاني أعياده الممتدة في راقاته الثقافية، ألا يدركون أن الإباحة هي الأصل، وأنه لا تحريم إلا بنص، وأن السعادة والطمأنينة أحد أهداف الأديان؟!، حين نتأمل بعض عناصرنا الثقافية سنجد اشتباكًا بل انصهارًا لمكوناتها اللغوية والاجتماعية والجمالية لتخرج لنا في منظومة من القيم التي عبرت السنين، وتصلنا حاملة جذرها دون أن تمنع الجماعة من الحذف والإضافة، فها هي أعياد شم النسيم تلقي بنا في معجمها الحاشد بالمفردات، وكل مفردة تلقي بنا في ظلالها التاريخية وحكاياتها وأحداثها ومباهجها التي لا تكف عن إشاعة الفرح، هنا تتحول الكلمات إلى أفعال فتستدعي تاريخًا محكم الحلقات: النَوْروز – النَيروز- الناروز – الناروزة – نيلوس – نى بارؤو- النيرو- نيارو إزمورووؤو – شِيُّمو (shemo) – الربيع – شم النسيم- أدونيس- أمير النيروز- توت- الضوء- هالة النور على رءوس الشهدا”.
وفي ملف شم النسيم، كتب أشرف أيوب معوض عن “روح أوزوريس تطل من نباتات الأرض”، وتناول عبده العباسي احتفالات بورسعيد بهذه المناسبة تحت عنوان “شم النسيم يرسم خريطة لبورسعيد المقاومة”، وتأملت دعاء صالح “طقسية الحياة المبهجة في “أربعاء أيوب”، وتناول نشأت نجيب فكرة تجريس الظلم تحت عنوان: “فرجة شعبية ساخرة تقوم على تجريس الظلم”، وفسرت الدكتورة جاكلين بشرى كيف يتشكل العالم مع سعف النخيل والورود.
كما نطالع في العدد مجموعة من القراءات النقدية المهمة، بدأت بمقال عن تجربة الشاعر أشرف يوسف، ومقال تحت عنوان “مقهى صغير لأرامل ماركس.. شعرية العزلة والتمرد” للكاتب محمد الغريب، وكتب الدكتور محمد سليم شوشة عن رواية القحط تحت عنوان “مشهد كابوسي من أيام الشدة المستنصرية”،
وقرأ الدكتور خالد فهمي “شعرية القدر المحاصرة وخطاب التشكيل الجمالي”، وكتب الروائي محمود الغيطاني تحت عنوان “حين تؤسس التفاصيل للسرد في حياة امرأة”، وكتب الدكتور مختار عطية عن “ظاهرة أدبية مدهشة ترصد النصوص الشعرية في وصف الحسان”، وتناول الدكتور يسري العزب عن الشاعر محمود درويش تحت عنوان: “جدارية شعرية ترسمها الصورة ولغة السحر”، وكتب الروائي عبد النبي فرج عن الروائي السوداني المصري طارق الطيب تحت عنوان :”تعرية الذات والعالم.. الكشف عن الجانب المظلم للحضارة الغربية”، وكتب الشاعر مصطفى جوهر عن “محنة الراوي العليم بين الأقنعة الحياتية والجمالية”، أما عاطف عبدالعزيز الحناوي فرسم لوحة تدور حول “حالات من الوحدة وأساليب لتصوير التهميش والتجاهل” وكتب الدكتور شريف حتيتة الصافي عن “جدلية التاريخ والمتخيل ولعبة المفارقة الساخرة” د. شريف حتيتة الصافي، وتناول الدكتور شعبان عبد الحكم محمد تاريخ كتاب القصة والرواية في محافظة المنيا، في مقال بعنوان: “كتاب القصة والرواية في المنيا من البوقرقاصي إلى أيامنا”.
وفي إطار اهتمام المجلة بعمل مشروع وصف مصر الآن على صفحات المجلة، خصصت المجلة عددها لأدباء محافظة المنيا، حيث استضافت لوحات الفنان التشكيلي الفطري حسن الشرق، وأجرى رئيس التحرير معه حوارًا مطولًا، قال فيه الشرق: “دخلت متحف اللوفر وفي إيدي أبوزيد الهلالي” واختارت لوحتين له على غلاف المجلة، الأمامي والخلفي، خصوصًا أن لوحات حسن الشرق تمتليء بالروح المصرية العريقة، التي تحتفي بألوان الحياة، تلك الألوان التي يلون بها المصريون حياتهم في عيد “شم النسيم”.
ضمَّت المجلة مجموعة متنوعة من القصائد والقصص القصيرة، حيث نطالع قصائد لعدد من الشعراء، وهي “أشرح نفسي للوردة” للشاعر نصر جميل شعث، و”خط النهاية” للشاعر سالم أبو شبانة، و”أول دقيقة من السنة” للشاعر أحمد ربيع الدخاخني، و”فاصلة تتبعها أخرى” للشاعرة عبير يوسف، و”ردود” للبنى عطا، و”أبى” لمحمد محمدين، و”الهامش” لعاطف الشيمي، و”بجوار حبات من الفول الناعم” لعماد قضاوي، و”سِفر العودة من الحرب” للشاعرة ديمة محمود، و”مشيتُ والسماء” لمحمد جلال الأزهري، و”بوحُ الجداول” لسامي أبو بدر، و”قصائد” للشاعر محمد الحديني.
ونشرت المجلة مجموعة من القصص القصيرة، فنقرأ “فأر وامرأة ورجل” لماهر طلبة، و”دقات قلبي.. دقات الساعة” لعصام زكي عمار، و”الأرض” للسيد الزرقاني، و”أسياد الروح” لسهى زكي، و”الأبواب البيضاء الثلاثة” لفكري عمر، و”شرفة بيت قديم” لأيمن الدكر، و”خدام المَضيفة” لمحمد شلبي أمين، و”الحريق” لشريف عبد المجيد، و”ذراع يحمل الفاكهة” لممدوح عبد الستار، و”قصص” لهدى توفيق، و”رسائل مخيمر علوان” لعبد العزيز دياب.
أما في باب “الصوت واللون والحرية” فقد جاء حافلًا بالترجمات والحوارات، فضلًا عن المتابعات الميدانية وتغطية لصالون الثقافة الجديدة في محافظة المنيا؛ ففي باب الشاطيء الآخر نقرأ قصة “قرية بعد الظلام” للكاتب البريطاني من أصول يابانية كازو آشيجورو ترجمة ياسر سعيد أحمد، ومجموعة من قصائد من الشعر الفرنسي تحت عنوان “أصعد إلى السماء رغم خطاياي” ترجمة عاطف محمد عبد المجيد، وأعدت هيئة التحرير ملفاً خاصاً بصالون الثقافة الجديدة في المنيا، ونقرأ في الحفر باللون: “رانيا أبو العزم تنقب عن الأشياء المنسية” للكاتب علي حامد.
وفي باب من فات قديمه نقرأ: “جماليات فن الأراجوز المصري ومسرحه المتفرد” لناصر عبد التواب، ونطالع في دقات المسرح: “سأموت في المنفى مونودراما فلسطينية بنكهة إنسانية” لعبد الكريم الحجراوي، ونقرأ في رحيق الكتابة: “مقولات النقد الثقافي” عرض محمد صلاح غازي، و”دين الإنسانية” عرض سمير فوزي، و”قراءة في كتاب علم نفس بيئي” عرض رجب سعد السيد، و”تفاعل الأنواع في أدب لطيفة الزيات” عرض سوسن الشريف.
وفي عطر الأحباب نقرأ “وسام الدويك.. الصاعد للسماء مكبلا بالمحبة والياسمين” كتبه الشاعر أشرف ضمر.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفني الفنان إسلام الشيخ.