للتواصل مع الكاتب اضغط هنــــا
“أنا أقوم بتسليتك بأقل تكلفة وأقل قدر من التنازلات.. لا أريدك أن تهرب مني.. هناك عبارة يقولها (ر. ل. شتاين): أريد أن يكتب على قبري”جعل الأطفال يقرأون”، أما أنا فأريد أن يُكتب على قبري”جعل الشباب يقرأون” وأنا من موقعي وطبيعة عملي وحبي للراحل الكبير، أضيف أنه جعلهم يسمعون كتبه أيضا، إنه الدكتور أحمد خالد توفيق عراب الأدب الحديث، ورائد فن رويات الرعب العربية، الرجل الذي أثر في ثقافة وتفكير جيل كامل من القراء الذين ارتبطت مرحلة طفولتهم وشبابهم بقلمه وكتابته.محمود ربيعي
فعندما يتحول بطل رويات “جيب” إلى شخصية مؤثرة ولها متابعين بالآلاف، وتكون هناك اعتراضات على مواقع التواصل، ومنصات كثيرة لها علاقة بالكتابة، وتوسلات للكاتب بأن لا يفعل، لمجرد أن ألمح العراب إلى أنه قرر أن ينتهي من السلسلة وهي في عددها الثمانين، وينهي حياة البطل رفعت إسماعيل، فإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على قلم رشيق ومبدع ويصعب فراقه والابتعاد عنه.
فقد سأله الإعلامي خيري رمضان في أحد اللقاءات “كيف تقرر أن تنهي حياة رفعت إسماعيل البطل الذي له شعبية كبيرة من القراء، على الأقل من الناحية التجارية، ألا ترى أنه قرار خاطئ؟؟ ليرد عليه الدكتور أحمد خالد توفيق “بالعكس لأنني أريد أن أوضح أنه ليس عملا تجاريا، بالإضافة إلى أنه استمر لسنوات طويلة، وأنا أفضل أن ينتهي وهو على القمة”.
ونحن في ذكرى رحيل هذا الرجل الذي ساهم في تشكيل ثقافة الكثير منا وتذوقنا للكتابة بشكل عام، وكما اعتدنا أن نتحدث عن الكتب الصوتية، فسنفعل هذا اليوم، ولكن قررت أن أفعل هذا فقط من خلال الحديث عن الكتب الصوتية التي سجلت للراحل الكبير الدكتور أحمد خالد توفيق، لكي أكون مساهما ولو بشكل بسيط، في إحياء ذكراه، ونشر أعماله لعدد أكبر من المستمعين للكتب الصوتية.
لم أكن من سجلت بصوتي لكن أشرفت واستمعت وتشرفت واستمتعت، بأكثر من ثلاثة عشر عملا من أعمال العراب وهم ” السنجة، فقاقيع، قصة تكملها أنت، الآن نفتح الصندوق 1، الآن نفتح الصندوق 2، الآن نفتح الصندوق 3، حظك اليوم، غرفة ٢٠٧، عقل بلا جسد، زغازيع، وقهوة باليورانيوم، هادم الأساطير، أفراح المقبرة”، ومازلت أتمنى أن أكون مساهما ولو بشكل بسيط في تسجيل السلاسل العظيمة التي قدمها لنا، وتحديدا ما وراء الطبيعة.
وفي النهاية لا أجد ختاما للحديث عن الكاتب الكبير إلا بعض من كلماته.. “أنا يا رفاق أخشى الموت كثيراً، ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون في فخر بطولي، نحن لا نهاب الموت، كيف لا أهاب الموت و أنا غير مستعد لمواجهة خالقي، إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان”، فوداعا أيها الغريب، كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة، عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا.. وداعا أيها الغريب.
نرشح لك: محمود ربيعي يكتب: الكتب الصوتية في معرض الإسكندرية للكتاب