للتواصل مع الكاتب اضغط هنـــا
“والله وشبت يا عبد الرحمن…عجزت يا واد؟…ما اسرع؟… ميتى وكيف؟…عاد اللي يعجز في بلاده…غير اللي يعجز ضيف!!”…إذا وجدت نفسك يوما تردد كلمات باللهجة الصعيدية المصرية، فتأكد أن حديثنا اليوم عن واحد ممن ساهموا في جعل الكثير من المصريين يزدادون حبا لهذه اللهجة، ويرددون كلمات منها سواء من خلال أغنية أو مقدمة مسلسل أو قصيدة شعر، فهو واحد من أشهر شعراء العامية في مصر والعالم العربي، إنه الخال عبد الرحمن الأبنودي، والذي يحل اليوم ذكرى ميلاده في 11 من أبريل من عام 1938، والذي توفي في نفس الشهر في 22 أبريل من عام 2015، ليترك لنا إرثا عظيما من القصائد والأعمال الفنية التي شكلت كثير من وعينا وثقافتنا، والتي تمثل شهادة على سنوات عاشها الشاعر الراحل.محمود ربيعي
اليوم سأتحدث عن كتاب من ضمن سلسلة كتب بعنوان “شاهد على العصر” التي قدمها الإذاعي الكبير عمر بطيشة، والذي استضاف قامات كبيرة، وتم تحويل هذه الحوارات الإذاعية إلى كتب، جاء من ضمنها كتاب عن حوار مع الخال عبد الرحمن الأبنودي، يمكنكم الاستماع إليه على تطبيق كتاب صوتي.
في هذا الكتاب والذي حاولت فيه أن أؤدي صوتًا مختلفًا يقارب صوت الخال، كي يتخيل المستمع الحالة، والكلام الذي يخرج على لسانه، ويتخيل أنه يستمع إلى الحوار بين الأستاذ عمر بطيشة والشاعر الكبير، وقد استمتعت بالكثير من المعلومات التي رواها لنا الشاعر الكبير، عن مراحل هامة ومؤثرة في تاريخ بلدنا الحبيب مصر.
يبدأ الكتاب بمقدمة سريعة لحياة الشاعر الكبير، ويبدأ الحوار عن القرية التي نشأ فيها الخال، وعن زيارة الملك فاروق لهذه القرية أثناء طفولة الأبنودي، كما يحكي لنا عن الكُتَّاب الذي كان يحفظ فيه القرآن، وكيف ساهم هذا الكُتَّاب في بناء وتعليم الكثير من المثقفين وهو منهم، وأنهم يفخرون بأنهم من أبناء الكُتَّاب ، ثم ينتقل إلى الحديث عن الزعيم جمال عبد الناصر وثورة يوليو، وعن الحضارة الزراعية في أبنود وصعيد مصر، وعن اللغة العربية واللهجة العامية المصرية، والمقاهي الأدبية، وعن علاقته بالفنان الكبير عبد الحليم حافظ، وعن أيام البحث عن السيرة الهلالية، كما يتنوع الحديث في الكتاب عن أمور كثيرة، ووجهات نظر الشاعر الكبير في أمور مختلفة في حياتنا.
“عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، أنا كل ما أقول التوبة، على حزب وداد، عيون القلب، آه يا أسمراني اللون، مقدمة مسلسل ذئاب الجبل”، كلها أعمال من إبداعه، دعونا نتذكره بسماعها، ونحن في الشهر الذي ولد وتوفي فيه، الخال عبد الرحمن الأبنودي، رحمة الله عليك.