نقلًا عن صباح الخير محمد عبد الرحمن عن منى الشاذلي
لا يحقق المذيع نجاحا إذا تغيرت الشاشة، قاعدة نرددها كثيرا دون النظر لاستثناءات تتكرر كل فترة بشكل يدفعنا لصياغة قاعدة موازية تقول أن تكرار النجاح وارد إذا التقط المذيع ما الذي تغير في اهتمامات الجمهور وما ينقصه ولا يجده في البرامج الموجودة فعلا .
تؤكد منى الشاذلي القاعدة الثانية أسبوعا تلو الآخر من خلال برنامجها “معكم” المعروض على شاشة سي بي سي، والذي بدأته قبل خمس سنوات بحلقتين أسبوعيا قبل أن تقدمهم لثلاثة أيام متتالية، وذلك بعد تجربة عابرة في قناة إم بي سي مصر
تجربة ربما تأكدت من خلالها أن الجمهور لم يعد بحاجة لبرامج التوك شو اليومية وأن المناخ العام بات في حاجة للتوازن بين اليومي والأسبوعي في مرحلة كانت لبرامج التوك شو وقتها “شنة ورنة” فيما تصنف البرامج الأسبوعية – طالما ليست كوميدية- بأنها “درجة ثانية” حيث تفلت منها كل الانفرادات والمتابعات التي تستهلكها البرامج اليومية أولا بأول .
الشاذلي التي تصدرت برامج التوك شو لسنوات عدة من خلال برنامجها الأشهر “العاشرة مساء” لم تغير فقط من قاعدة عدم النجاح في حال تغيير المذيع للبرنامج، وإنما تصدت باستمراريتها وقدرتها على تجديد محتوى البرنامج لما يمكن أن أصفه بالإيفيهات المشروخة على وزن الإسطوانات المشروخة، أي تكرار البعض لإيفيهات بعينها تجاه أحد المشاهير وكأن لم يرى مما يقدمه إلا لحظة بكاء على الشاشة أو مقاطعة لإجابة الضيف، قد تجد عشرات التعليقات على هذا النحو منتشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي كل فترة حول أداء منى الشاذلي، لكن هؤلاء لا يمكن قياس تأثيرهم إذا قورنوا بملايين من المشاهدات تحققها الشاذلي وفريقها في “معكم” أسبوعا تلو آخر، وهي “ملايين” تحتاج الكثير من الجهد أولا للوصول إليها والمزيد من التجديد حلقة بعد أخرى حتى لا يمل الجمهور ويفقد رغبته في المشاهدة ثم المشاركة و هو ما تحقق بعدما اهتمت الشاذلي وفريقها مبكرا بالاستخدام الإيجابي للسوشيال ميديا فتم تفعيل الارتباط الدائم بين صفحات البرنامج والجمهور ليحقق مقاطعة أرقام قياسية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر وصول احدى أغنيات المطربة ياسمين علي لحاجز العشرين مليون مشاهدة، ودويتو بين محمد محسن وهبة مجدي تخطى حاجز الـ 13 مليون مشاهدة، والمقصود هناك فقط الفيس بوك وليس باقي منصات التواصل الإجتماعي .
الأرقام لا تكذب، خصوصا لو أن دلالاتها واضحة، فأرقام المشاهدة هنا لا تعتمد على إعلانات مدفوعة الأجر ولا عناوين غير مهنية أو لقطات إنسانية صعبة تدفع الجمهور للفرجة من أجل الهجوم ليس إلا، من خلال هذه الأرقام يمكن أن نحلل أسباب استمرار معكم وتطوره بهذا المستوى، وهو كما علمت أقل برنامج يوفر أجورا للضيوف، لكن النجم يعلم أن الجمهور سيشاهده بشكل مختلف وسيترك ذكرى مميزة في ذاكرة محبيه، ولن يواجه أسئلة محرجة ويفشل في الإنسحاب لأنه حصل مسبقا على عشرات الألوف من الدولارات كما يحدث في برامج آخرى .
كتالوج نجاح معكم يضم أيضا القدرة على جذب نجم نادر الظهور مثل “زكي فطين عبدالوهاب” والذي حققت مقاطع حلقته ومعظمها كان عن والدته ليلي مراد أكثر من خمسة ملايين مشاهدة، كذلك الجمع بين نجمين لا يربطهما شئ سواء الظهور في “معكم” وأحدثهم إياد نصار وإنجي المقدم في حوار طريف ملئ بالمسابقات والضحكات ليحقق مقطعي فيديو فقط من بين مقاطع الحلقة ما يتجاوز 4 ملايين مشاهدة، فيما مطرب ومنشد مثل وائل الفشني تتركه منى الشاذلي يعزف بيديه على الأرض فيحقق 2 مليون مشاهدة، ما سبق لا يعني أن نجاحات البرنامج تعتمد فقط على النجوم، فدائما ما نجد فقرات إنسانية واجتماعية وتعليمية، أحدثها مسابقة معلومات في تاريخ الفراعنة خاضها تلاميذ مدارس وكان المحكم دكتور زاهي حواس، كذلك تحرص الشاذلي استضافة القائمين على كل المراكز الطبية والبحثية في مصر وهو أمر يعود في ظني للرغبة في وجود دور إجتماعي للبرنامج الشهير .
ما سبق من أمثلة وأرقام مرتبط فقط بالأسابيع الأخيرة، بالتأكيد لا يمر شهر دون انفرادات يحققها البرنامج سواء كانت خبرية كتلك التي خرجت من استضافة كريمة الأديب الراحل نجيب محفوظ، أو ظهور ضيوف نراهم بشكل مختلف دائما في ستديو مني الشاذلي التي أكدت من خلال “معكم” أن تكرار النجاح وارد طالما كتب “الكتالوج” محترفون.
نرشح لك: إسلام وهبان يكتب: الكاتب فلان الفلاني!!
شاهد: يوم مش عادي في ضيافة الإعلامية رنا عرفة