قالت الناقدة جهاد الفالح، خلال كلمتها بملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي، بأن عصر التكنولوجيا الجديد أو عصر المعلومات قد ساهم في تكريس وسائط جديدة في التواصل والاتصال وتحول عميق إن لم نقل جذريا في رؤية العالم بأسره وفي كل المجالات على تنوعها وقد شمل هذا التحول كذلك الأدب عموما والرواية خصوصا (بما أن سياقنا هنا روائي).جهاد الفالح توضح تأثير عصر المعلومات
وأكدت جهاد الفالح بأن الرواية اندمجت في حراك العصر الالكترونيّ ومنه قد اتّخذت وجها جديدا ونظاما مغايرا في الكتابة، لكنّها لم تقطع كلّياّ مع النّصّ الرّوائيّ الورقيّ ولا مع النّظريّات النّقديّة المعاصرة، فالتّرابط النّصّيّ ليس بمبحث تطرّقت إليه التّكنولوجيا دون سواها إنّما هو امتداد للفكر البنيويّ الّذي يؤكّد على أنّ ليس للنّصّ مركز للقراءة واحد ولا هو إلى أحاديّة الدّلالة ينتهي. كما أنّ مصطلحي الشّبكة والرّوابط ليسا ناشئين عن التّوجّه الرّقميّ إنّما هما من ضمن المصطلحات الّتي تطرّق إليها البنيويون كدريدا وقد تطرّق إليهما في كتبه النّقديّة.
أشارت الفالح الى أن الرّوابط التفاعليّة تتيح للقارئ الإبحار في النّصّ وفق نسق قرائيّ خاصّ به ويتخيّر من الرّوابط ما يفعّل وما يتعداها، وبين التّفعيل والتّعدّي يقف القارئ امام تقنيات سرديّة كلاسيكيّة كانت من صلاحيّات المؤلّف لكنّها رقميّا بات القارئ وحده قادرا على تعيين مواطن الإضمار السّرديّ في حالة ما لم ينشّط الرّابط وتفعيل المسار السّرديّ في حال تنشيطها.
وخلصت جهاد الفالح بأنّ الدّعامة التّقنيّة في الرّواية الرقمية لم تلغ الخاصّيّة الورقيّة ، إنّما طوّعتها بما يتوافق مع الأساليب الجديدة في البناء النصّي الرقميّ الترابطيّ ومن حيث بعض التقنيات السردية الكلاسيكية الّتي استوعبتها الرّقميّة بتجليات جديدة. فأسّست الرواية الرقمية لنفسها ملمحا خاصا فاقترنت بمصطلحات تكنو أدبيّة وجعلت من مكوّنات النّصّ الكاتب القارئ والنّصّ تنفتح على مكوّن آخر وهو الشاشة الزرقاء وما تتيحه من إمكانات للفعل الإبداعيّ الأدبيّ.
نرشح لك: التفاصيل الكاملة لمجزرة عيد الفصح في سريلانكا
شاهد: هبة الأباصيري في حلقة جديدة من برنامج “مش عادي”: “لا يمكن أن أرتبط بهذا الرجل”