” بالرغم من استقبال برلين للسيسي على البساط الأحمر إلَّا أنها تستقبله بفتور “، هكذا جاءت عناوين عدد ليس بالقليل من الصحف الألمانية، اعتراض أو امتعاض من زيارة السيسي لرفض رئيس البرلمان الألماني مقابلة الرئيس السيسي، ولكن بالطبع وكعادة كل من يريد رؤية الحياة بمبي من أنصار السيسي سيُؤخونون وسُيُخوِّنون الألمان الذين وبالتأكيد لموقفهم هذا يدعمون الجماعة الإرهابية فذكروا السيسي بسوء في تقارير عن زيارته لألمانيا ..
” مصر تحتاج من 25 إلى 30 عاماً لأجل تطبيق الديموقراطية ” هكذا قال الرئيس السيسي، وقالت صحيفة ألمانية بناء على هذا التصريح : ” مصر بعيدة عن الديموقراطية “، فأين الكذب أو الإدِّعاء ؟!! أليس تصريح السيسي وتصريح الجريدة يحملان نفس المعنى ؟!! الصحف الألمانية عدَّدت وقائع وحقائق ولم تختلق أكاذيب، فالمشير السابق خلع وعزل مرسي بناء على ثورة شعبية، ولكنه لم يَكتفِ بذلك ولم يحفظ وعده بعدم الترشح للرئاسة حتى تولى رئاسة البلاد، الصحف الألمانية ذكرت شيئاً عن آلاف المعتقلين في السجون دون إدانة وعن مئات من أحكام الإعدام ومطاردة واعتقال الصحفيين وشباب المعارضين وعمليات التعذيب والقتل التي تقوم بها الداخلية دون أن تواجه أي عقوبات، أليس هذا ما نعيشه تحت اسم ” تجاوزات ” كمتطلبات الحرب على الإرهاب ؟!!
استاء كثيرون من وفد الفنانين المرافق للسيسي، وكأن السيسي وزير سياحة أو إعلام يسعى لتحسين صورة مصر الحضارية والفنية ولا علاقات ثنائية واجب تعزيزها إلا على أيدي الفنانين والإعلاميين، تساءل كثيرون أين العلماء في كافة المجالات المفترض اصطحابهم إلى ألمانيا بدلاً من شلة المطبلاتية، وصل الأمر بمرتضى منصور بنفسه أن يعترض على الوفد المرافق، ولكن لا عجب في هذا، فمصر لا تعرف تكريم أحد، ولا يحفظ شعبها قصة حياة أحد إلا الممثلين والمغنيين والراقصات ولاعبي كرة القدم، وأمهر شبابها يعمل بغير مؤهلاته أو يقبع في المقاهي بانتظار فرصة عمل أو أن يخرج بحثه أو اختراعه من أدراج الحكومة ..
يقول أحمد موسى أن الرئيس الأسبق محمد مرسي يريد التنازل عن الجنسية المصرية والحصول على الجنسية القطرية وبديع يريد الحصول على الجنسية التركية لكي يبعدا عن تنفيذ حكم الإعدام، ربما ذهب أحمد موسى أيضاً لألمانيا للحصول على الجنسية الألمانية للفرار من حكم الحبس، ماذا لو سأل أحد الصحفيين السيسي في اجتماعه مع ميركل عن المحكوم عليه بالسجن أحمد موسى وكيف له أن يسافر وهو تحت تنفيذ حكم قضائي ؟! ربما سيكون السؤال كمطب يقع فيه السيسي يظل يحوم كي لا يعطي إجابة شافية على ” أم السؤال ” ، أو تكون إجابة تاريخية أشبه بتصريح مرسي عن الدرانك اللي بيتسجن لم يتمسك وهو درايفينج ..
المطلوب أن نُكَذِّب إعلام ألمانيا الناقل لحقائق، وأن نصدِّق إعلامنا كصحيفة اليوم السابع التي ذكرت بأن من ضمن الوفد المشارك شباب الثورة، ونحن على يقين أن شباب الثورة إما مقتول أو مسجون أو مطارد أو مضطهد في الإعلام، يذكرون شباباً آخرين لا نعرف من أين أتوا بهم وعن أي ثورة يُنسبون لها ..
المطلوب أن نُكَذِّب إعلام ألمانيا الراصد لوقائع وأن نصدِّق إعلام مصري كصحيفة المصري اليوم التي حرَّفت عنوان تقرير ألماني عن زيارة السيسي مخالفة نص الترجمة بأن وصفته بالضيف الصعب بدلاً من الضيف الثقيل ..
المطلوب أن نصدِّق الكذب والتدليس والنفاق، ونغمي أعيننا ونصم آذاننا ونسبح بحمد السيسي ونمشي في زفة تسلم الأيادي وبشرة خير ونقف في صفوف الصييتة ونصفق مع المستأجرين، وإن لم نفعل ذلك فتلقائياً سنصبح ربعاوية وسنجد أنفسنا رغماً عنا إخواناً مسلمين حاملين الرايات الصفراء كما يريد السيساوية بكل معارض !