إيمان مندور الدورة السابعة لمنتدى الإسكندرية للإعلام
على مدار 3 أيام في الفترة من 18 وحتى 20 أبريل 2019، عُقدت فعاليات الدورة السابعة من منتدى الإسكندرية للإعلام بعنوان “التربية الإعلامية والتنمية المستدامة”، بالشراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة ممثلة في مركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة، وذلك بحضور 250 مشاركًا من مختلف الدول العربية. حيث تم مناقشة محاور التربية الإعلامية والمحتوى، والدراية الإعلامية، والتربية الإعلامية والتكنولوجيا، والتربية الإعلامية والبيانات، والتنمية المستدامة.
عقب انتهاء فعاليات المنتدى كان لا بد من رصد تأثير الدورة السابعة ومدى جدية الرؤى والموضوعات التي تم طرحها ومناقشتها خلالها، فضلًا عن تطلعات المشاركين واقتراحاتهم للدورات المقبلة، لا سيما وأن أحداث المنتدى هذا العام كانت “ساخنة” إن جاز التعبير، بسبب التطرق بوضوح لمصطلح “التربية الإعلامية” وهو ما شدد عليه وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، خلال مشاركته في افتتاح المنتدى، بأن التربية الإعلامية والرقمية لا بد من إدراجها في المدارس، وسيتم ذلك بالفعل، لأنه في حال غيابها تصبح الأخبار المغلوطة أكثر انتشارًا، خاصة مع شهية انتشار الأخبار السلبية وعدم تصديق الأخبار الإيجابية.
لذلك بالعودة إلى تفاصيل الدورة السابعة وكشف ما لها وما عليها، كانت آراء الحضور هي الوسيلة الأكثر شفافية لتوضيح هذه الجوانب.
“الدورة لسابعة كان عنوانها لافت للانتباه وجميل جدًا، لأن أكثر ما شد انتباهي هو التركيز على التربية الإعلامية والتنمية المستدامة، فالتنمية بشكل عام هي نوع من الفنون الصحفية اللي هي الصحافة الاقتصادية التي تنطلق حول التنمية المستدامة”.. هكذا علّق بسام القاضي الصحفي بجريدة “عدن” ومراسل صحيفة الشرق الأوسط البريطانية في عدن، موضحًا أنه في ظل الأوضاع التي يعيشها الوطن العربي فلا يزال إعلامنا بعيدًا عن المستوى المواكب للإعلام الغربي، لذلك كان اختيار المواضيع موفقًا جدًا، وكذلك اختيار المتحدثين. وأعرب عن أمنياته في أن يكون هناك تركيز على الصحافة الإنسانية بدرجة رئيسية في الدورة المقبلة، باعتبار أن الوطن العربي يعيش أوضاعًا إنسانية صعبة ومعقدة. وأيضًا التركيز على الصحافة الحساسة للنزاعات والتقارير المتخصصة في القضايا الإنسانية وفي قضايا النزاع الاجتماعي.
أما فيما يتعلّق بالطلبة، فكان لـ بسنت مدحت عبد الوارث الطالبة بكلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، رأي لافت في هذا الشأن، إذ أوضحت أنها كانت تتمنى وجود جلسات وموضوعات خاصة بالطلاب فقط، لأن معظم الجلسات التي حضرتها كانت تخاطب الصحفيين أو على الأقل الشباب الذين تخرجوا حديثُا، لذلك تمنت لو أن هناك جلسات لمناقشة الطلبة وتدريبهم خصيصًا. مستطردةً: “أتمنى الدورة الجاية يكون في اهتمام بـ ده ويعلموني كطالبة ازاي اشتغل على نفسي وازاي اوصل للناس اللي بتتشغل واللي الصحفيين دول وصلوا له.. يعرفوني إيه الحاجات اللي اضيفها لنفسي كمهارات أو اركز عليها عشان المستقبل”.
ورغم أمنياتها إلا أنها أشادت في الوقت ذاته بمدى التنوع في الجلسات واختلاف الموضوعات التي تم تناولها؛ “على الأقل أخدت فكرة عن كل موضوع”، هكذا تقول بسنت عن الجلسات التي شاركت بها في المنتدى، لافتة إلى أن التنظيم ككل كان جيدًا للغاية، رغم وجود تأخر بعض الجلسات عن الانطلاق في موعدها في بعض الأحيان.
غيداء عبد الحميد صحفية من اليمن، تقول إن محاور الدورة السابعة من المنتدى كانت مهمة وبها مواضيع ثرية بالمعلومات والنقاشات الجادة، لكن هناك جلسات كانت تحتاج لأن يُخصص لها وقت أطول حتى يتم تدريب المشاركين كما ينبغي، معبرةً عن آمالها في أن يتم تقليل عدد المشاركين في الدورة المقبلة لصالح زيادة إمكانيات التدريب بشكل عملي، كي تتعاظم الاستفادة ولا تكون مقتصرة على أخذ المعلومة فقط.
وعن أفضل الجلسات وأهمها، تؤكد هبة ياسين الصحفية بجريدة الحياة اللندنية، أن جلسة “التحقق من المعلومات من خلال التكنولوجيا الحديثة” للفرنسي دنيس تايسو رئيس ميديا لاب بوكالة الأنباء الفرنسية AFP، كانت هامة للغاية واستفادت من بشكل عملي إلى حد كبير. كذلك جلسة “البودكاست والتربية الإعلامية” لـ برتل بجورك، كان بها تدريبًا عمليًا لافتًا، مستطردة: “حسيت إننا كصحفيين هنفضل نتعلم على طول.. لأن كل يوم في جديد بيظهر، وكل يوم محتاجين نطور نفسنا بشكل أكثر جدية”. ولأن المنتدى يفاجئها كل عام بتقديم كل ما هو جديد، أعربت عن تمنياتها في أن يكون بالدورة المقبلة مزيد من الضيوف المؤثرين وعلى نفس القدر من الاحترافية كما كان موجودًا بالدورة الحالية.
وعن المتحدثين والمدربين، كان لـ محمد وليد بركات المعيد في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، توضيح هام، إذ أكد أن المدربين بالدورة الحالية كانوا أكفاءً ومتميزين وخبراء في تخصصاتهم، فضلا عن وجود تنوع كبير في الحضور بين أكاديميين وممارسين ومهنيين وطلبة، وهذا جيد بالتأكيد لأنه يساعد على تكوين علاقات جديدة بين فئات مختلفة، مشيدًا بالمائدة المستديرة للأكاديميين التي عقدت قبل الجلسة الافتتاحية، ومعربًا عن تمنياته لأن تكون هذه المائدة مُتضمنة في المنتدى بحيث يحضرها ممارسون أيضًا، لكي تُقرب الرؤى وتُضيق الفجوات بين التفكير الأكاديمي والتفكير المهني، لأن هذه الوظيفة من أهم الأدوار التي قد يلعبها منتدى كبير مثل منتدى الإسكندرية. واقترح “بركات” في الوقت نفسه زيادة وقت الجلسات، كي يتمكّن المدربون من الدخول لعمق المواضيع وتناولها من كافة الجوانب.
الصحفي السوداني محمد المختار محمد، يُشير إلى أنه كون المنتدى يقوم بالطرق على موضوع التربية الإعلامية وربطه بالتنمية المستدامة فإنه يُعد خطوة كبيرة و”جبارة جدًا” تُحسب له بلا شك، لأنه تطرق بحسم لموضوع هام لكل المجتمعات العربية، وليس المجتمع المصري فحسب، فالتربية الإعلامية لا تزال هامة لنا كعرب كي ندخل العصر الرقمي الحالي، مشيرًا إلى أن المنتدى يحتاج لفترة زمنية أطول في انعقاده لكي تُمكِّنه بسهولة من إثراء محتوى أكبر في المواد ومناقشة المواضيع الرئيسية والفرعية، التي تفيد الصحفيين والإعلاميين من الدول العربية المختلفة.
الخلاصة.. إشادات الحضور وملاحظاتهم واقتراحاتهم وأمنياتهم تؤكد للقائمين على منتدى الإسكندرية للإعلام أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم حاليًا، لتحقيق التطلعات المرجوة منهم خلال الدورات المقبلة، لا سيما وأنها تتزايد كل عام بسبب التأثير الجيد له لدى المشاركين، إذ يعتبرونه منصة قوية لمناقشة ما يحتاجونه في السوق الإعلامية. فهل يُحقق القائمون عليه هذه التطلعات الكبيرة المرجوة منهم؟!.. ننتظر الإجابة في الدورة الثامنة بالتأكيد.