فاتن الوكيل
“نجم القناة” هو دائمًا أشهر إعلامييها وأكثرهم خبرة وقدرة على إثارة الجدل، لكن ألبرت شفيق المستقيل من رئاسة شبكة قنوات ontv، استطاع أن يضع قانونًا جديدًا، أو بمعنى أدق يُعيد القانون الأصلي للشارع الإعلامي المصري، القانون الذي يقول أن نجاح اي قناة مرتبط بقائدها لا بوجه إعلامي يُطل من خلالها، ففي كل أزمة أو خبر يخص ontv، يُطل اسم ألبرت شفيق، في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، على عكس باقي رؤساء القنوات الفضائية، وبات نجاح ontv خصوصا بعد الثورة منسوب له قبل أن يرجعه المراقبون والمتفرجون لوجوهها الإعلامية البارزة .
ألبرت شفيق، الذي عمل في 15 قناة فضائية، على المستوى العربي والعالمي، تعتبر رئاسته لقناة ontv، منذ عام 2009، الانطلاقة الحقيقية له، حتى استطاع تكوين شبكة قنوات لها ثقلها الإعلامي، ففي عام 2011، تم تأسيس قناة ontv لايف، ثم أسس وكالة أونا للأنباء عام 2012.
وعند النظر إلى المشوار المهني لألبرت شفيق، نجده ينقسم إلى مرحلتين، منهما مرحلة نعرفها جيدًا، وهي فترة رئاسته لقناة ontv، ولكن بالطبع سبقها مرحلة أخرى، ساهمت في تكوين خبراته الإعلامية، فألبرت الذي ولد في محافظة أسوان، عمل في عدد من الوكالات الإعلانية المصرية والدولية وشركات الأبحاث، بجانب عمله كمدير تنفيذي لشركة فيديو كايرو للأخبار، والتي تعامل من خلالها مع عدد كبير من القنوات الفضائية العالمية ووكالات الأخبار التي تبث أخبارها من مصر، كما عمل كمدير لمكتب فيديو كايرو للأخبار في العراق في عام 2003 وتحديدا في قناة “نهرين”.
أما ما يجعل خبر استقالة ألبرت من رئاسة ontv، أمرًا غير عادي، هو أن القنوات التي تحتل مساحة في عقل المشاهد، غالبًا ما تقدم الدراما والمحتوى الخفيف، ولكن ontv استطاعت بتفوق أن تخطف عين المشاهد بمحتواها الإخباري، بالإضافة إلى بعض المحطات التي مرت بها القناة، وأبرزها بالطبع ثورة 25 يناير، والتغطية التي قدمتها أثناء الثورة، كما ان المشاهد لا ينسى حلقة برنامج “بلدنا بالمصري”، التي حل فيها الفريق أحمد شفيق ضيفًا، وقدمها وقتها الإعلاميان يسري فودة، وريم ماجد، وهي الحلقة التي أطاحت بشفيق من مقعد رئاسة الوزراء.
ontv في فترة رئاسة ألبرت شفيق، أصبحت محورًا للأحداث في كثير من الأوقات، من خلال إعلامييها، سواء الباقين في القناة حتى الآن، أو حتى الراحلين عنها، فالإعلامي يسري فودة والإعلامية ريم ماجد، أثارت أخبار توقفهما عن تقديم برامجهما الجدل لفترة طويلة، خاصة مع الأزمة الأخيرة التي صاحبت برنامج ريم ماجد “جمع مؤنث سالم”، ولا يمكن تجاهل أنها كانت أول شاشة يطل من خلالها نجم اليوتيوب في 2011 باسم يوسف، أما الإعلاميين الباقين في القناة حتى الآن، وتثير تصريحاتهم الجدل باستمرار، فهناك الكاتب إبراهيم عيسى، والإعلامي يوسف الحسيني، وذلك بسبب تصريحاتهما المنتقدة باستمرار لدوائر الحكم المحيطة بالرئيس السيسي، بالرغم من تأييدهما له، وثقتهما في شخصه، كما يؤكدان دائمًا، يضاف إلى كل ما سبق جابر القرموطي الذي حول برنامجه “مانشيت” من برنامج يهتم بالصحف فقط إلى برنامج تشغل مقدماته التي يفاجئ بها القرموطي المشاهدين مساحة واسعة في الصحف ومواقع الأخبار رغم الجدل الكبير حولها.
باختصار أكد ألبرت شفيق في ست سنوات أن الإدارة هي أساس نجاح أي مشروع إعلامي رغم غياب الإمكانات التي ربما تمتعت بها قنوات أخرى لكن الجمهور لم يهتم كثيرا بمعرفة من يقف ورائها، ونجح في أن يحفر الطريق لتأسيس أول قناة سياسية خاصة في مصر والصمود أمام محاولة خضوع ontv لقانون لازال ساريا بعدم تقديم نشرات إخبارية على قنوات غير حكومية، لتفتح القناة بعدها الباب لقنوات أخرى، لتأت استقالة ألبرت شفيق “الصادمة” بمثابة انعكاس للحصار الذي تعاني منه هذه القنوات حاليا وعودة الأصوات التي تطالب بأن يستقر الإعلام المصري عند حدود ما قبل يناير 2011 .
استقالة ألبرت شفيق من رئاسة ontv، تفتح بابًا من التساؤلات حول أسباب الاستقالة من جهة، ومستقبل القناة وسياستها من جهة أخرى، فهل ستؤثر استقالة ألبرت على استمرار بعض الإعلاميين داخل القناة؟، وهل كان لأزمة وقف برنامج ريم ماجد “جمع مؤنث سالم”، دورًا في استقالته؟، وهل عجّلت الأنباء المتداولة عن قرار إغلاق قناة ontv لايف بإنسحابه؟ و الأهم كيف ستدير الإدارة الجديدة لقناة نجيب ساويرس الإرث الكبير الذي تركه ألبرت شفيق.