سؤال للمتخفية وراء صور الوَرد في البروفايل ، لصاحبة الشعر الطويل في بروفايل يتكدّس فيه كل ما يحمل إسم ذكر في تويتر ، سؤال لتلك التي تدفن الموبايل تحت شعار “إكرام الموبايل دفنُه ف الطرحه” ، سؤال لأُم العيال التي اختبأت في المطبخ فأصبحت رمزاً للطعام لا أكثر ولا أقل ، سؤال لكل من تحمل صفة التأنيث علي الكوكب والكواكب المُحيطة ، أنتِ التي كتب عنها وعن مكرها أنيس منصور في الأهرام “أول ما بدأت أقرأ ” أم التي غنّي لها عبد الحليم غزلاً ثم رماها ب “لاتكذبي” بعد ما غنتها نجاة ، تلك المخلوق الضعيف الرقيق أم الوحش الكاسر الكامن داخل تلك الملامح البسيطة البريئة ، الطفلة الجميلة التي يداعبها الكل ويلتقط معها الصور في العُرس ، أم التي قرأت “كيف تصطادين عريساً” ثم جاءت لتطبقه حرفياً في عُرس بنت خالتها ، أُم كُلثُوم وفيروز أم أمينة وبوسي
صاحبة الدعوات وصور الكعبة علي فيسبوك ، أم صاحبة صور ما بعد منتصف الليل علي إنستجرام ، الطفلة البريئة ، أم القطة الجريئة ، آثار الحكيم “ظريفة” في “ترويض الشرسة” النصف الأول أم النصف الثاني……….
الأسئلة لن تنتهي ومعها التفكير والحيرة ، المؤسف ليس في المرأة ولا حقوقها ولا مناقشة القضية ، المؤسف هو طريقة الطرح المُسفة والمتاجرة بالمرأة كما المتاجرة بكل الأشياء ، التعامل مع قضية المرأة في مصر مثير للسخرية مثله مثل التعامل مع مشكلات الأقباط في الصعيد ، عبارة عن مُسكنات ومجموعة من عواجيز الفرح علي التلفزيون الرسمي وتقرير خارجي قمئ يُعبر عن سعادة مينا بالإفطار مع محمد وجيرته طوال عشرين عاماً في نفس العقار
ومجموعة من السيدات الفاضلات متشدقات بكلمة المرأة في كل الجُمل
المرأة ليست كائن فضائي مثل “كوزي” الذي هبط لبكار من عشرة أعوام لتسليته ووجده بكار كائن لطيف ومرح
المرأة نصف المجتمع حقاً دون ركاكة أو إسفافٍ أو مبالغة ، لكن التشدُق بحقوق المرأة في مجتمع يتعرض فيه الرجل لقهر في كل الأوساط حتي في “عشرة الطاولة” يحتاج لمراجعه وموضوعية ، لا اعتراض علي تواجد المرأة في ميادين العمل المختلفة ، لكن من حقي ان أجد تدخينها للشيشة في الكافيهات والمقاهي أمراً مُقززاً وخروجاً عن نصها الذي هو الرقة واللطف والحياء ، لها كل الحقوق أن تكون في مواقع التواصل ، لكن من حقي أن اعتبر أن السُباب نقيصة فادحة لها وليس مساواة بالرجل في الخطأ لأن السب مرفوض أخلاقياً ودينياً للجميع
من حقها أن ترتدي ما تشاء من ملابس وتضع الموبايل في الطرحه وتضحك بصوتٍ مرتفع في الأماكن العامة ، وحقي أن أخرجها من قائمة الإناث اللاتي يخضن معركة البناء والتربية
أعتقد أن المطالبة والإصرار والقتال علي تغيير نظام التعليم في مصر هو قتال ضمني لحق المرأة ، دخول الدين في المجموع هو دخول لقدر المرأة في قلب كل طفل ، الطفل الذي يتخطي سور المدرسة ببراعة تخطي احترام أُمه قبلها وسيتخطي أي حق لأي أُنثي يقابلها لأنه تعلم من رفقاءه انها الكائن الضعيف في تلك البلاد البعيدة
لماذا تسكت المرأة عن إستخدامها كسلعة رخيصة في أفلام المراهقين ، لماذا لاترفض الزج بها في إعلانات السيراميك والكاوتش والمياه الغازية وحتي ماكينات الحلاقة !
لماذا لا ترفض إستخدامها كدروع بشرية في مظاهرات معرضة لكل الخطر بينما يقبع الرجال في آخر المظاهرة !
الحديث عن حقوق المرأة منفصلاً عن حقوق العُمّال وحقوق الطفل والشهداء والمعتقلين والطلبة والفلاحين وكل الحقوق حسبة خسرانة بكل بساطة ، الحديث عن كوتة المرأة في مجلس الشعب وعن وزارة ضمن 20 ما هو الا محاولة رخيصة بائسة ضمن الكثير من المسكنات التي فقدت السيطرة علي الألم الشديد
مع حقوق المرأة والمبادرات والندوات والأمسيات لكن تلك التي تجعل من المرأة الكريمة الجميلة التي كرمها القرآن بسورة كاملة كبيرة “النساء” مُفصلاً كل حقوقها ، مع كل ما يجعلها تدخل في تعبير النبي العظيم “القوارير”
لن تجد تعبير أكثر رقة ولطفاً وعظمة من هذا التعبير
ستبني المرأة المجتمع بأخلاقيتنا وسلوكيتنا دون أن تكون سلعة لإعلام هابط وأفلامٍ مُسفّة ، ستُحب كما كانت تُحب بصفاء ونقاء دون أن تتاجر ودون أن يكون حبها مشاعاً علي الكباري ومدرجات الكليات ، ولن ترضي أن تكون جرافيتي علي حائط أو بوست أو تويتة سيمسحها الكائن الكارتون بعد قليل ، ستحب لتكون مديرة وملكة في منزل تجلس بعد الخمسين لتحكي أمجادها وأسطورتها وكفاحها فيه دون رومانسية و”تاتش Mbc 2″
ولو نظرت لكل امرأة في الشارع نحت الزمن وجهها لصُنع اسطورتها الشخصية ، لتمنت ورضيت أن تكون أسطورة مصرية جديدة………..لن تتكرر في العالم