محمد جمالمنتدى الإسكندرية للإعلام
عقد منتدى الإسكندرية للإعلام في دورته السابعة، 18 أبريل الجاري، على مدار 3 أيام، حاملاً على عاتقه عدة محاور وهي التربية الإعلامية والدراية الإعلامية والتنمية المستدامة، وأيضا البيانات والمحتوى والتكنولوجيا، وكان لنا عدد من الملاحظات على المنتدى والمحاور التي تمت مناقشتها فيه، نتناولها فيما يلي:
1- “الناس دلوقتي في أشد الاحتياج إنها تعرف يعني إيه إعلام وازاي تتعامل معاه!”، كلمات نطق بها أحد المتحدثين، اعتبرها من وجهة نظري تعريفًا موجزًا لمصطلحات التربية الإعلامية، فلا شك أن السنوات الأخيرة أثبتت تغير وسائل الإعلام قلبًا وقالبًا يومًا تلو الآخر، وكان لها في تغيير المفاهيم نحو القضايا المجتمعية السياسية أثراً لو تعلمون عظيم، لذا فإن اختيار المحاور الرئيسية للمنتدى ما بين التربية الإعلامية والتنمية المستدامة في هذا التوقيت يُحسب للقائمين على المنتدى.
2- مثّل المنتدى في أيامه الثلاثة حلقة وصل يلتقي فيها الإعلاميون من عدد من الدول العربية والأكاديميين وممثلي الوزارات المعنية والطلاب، كما تم توفير مساحات للنقاش وفتح قنوات اتصال بين المشاركين.
3- أبجديات الحديث عن التنمية المستدامة تدعو للنظر في محاورها الثلاثة؛ الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، والواقع يشير إلى أن الإعلام المحلي لم يبذل جهدًا كافيًا في تبسيط المصطلحات الاقتصادية ولا في التوعية بأهمية القضايا البيئية، فيما يحاول البعض أن يفعل ذلك على استحياء.
4- ما زال مصطلح “التنمية المستدامة” مبهمًا لدى كثير من الجمهور العربي، على الرغم من أن أهدافه هي ذاتها محور حديث العامة، مثل القضاء على الفقر والجوع…إلخ، وهنا يجب الحديث عن ضرورة ترسيخ الإعلام التنموي، إعلام واع ومطلع على مختلف أفرع المعرفة، وقد لا يؤمن الإعلام التنموي بمقولة Bad News is Good News التي تتطلب تغطيات لعدد كبير من الساعات، حيث تتجه وسائل الإعلام التنموية إلى مفهوم التغطيات الإيجابية نظرًا لكون أولويات هذا النوع من الإعلام هو ترسيخ الثقافات المحلية والتوعية بقضايا المجتمعات.
5- تتمثل استراتيجية التنمية المستدامة في بناء اقتصاد تنافسي متوازن يعتمد على الابتكار والمعرفة، وهو ما يتطلب ضرورة تفعيل الهدف السابع عشر وهو الشراكة لتحقيق الأهداف التي يندرج تحتها الإعلام، غير أنه ليس من الأهداف الصريحة ولكنه يتقاطع مع جميعها.
6- أجمع أغلب المتحدثين على عزوف النسبة الأكبر من الجمهور عن وسائل الإعلام التقليدية، وأن مواقع التواصل الاجتماعي صارت هي المحرك لكل من الجمهور وصناع القرار وتبعهم في ذلك وسائل الإعلام التقليدية، وهنا أتساءل: أليست مواقع التواصل الاجتماعي لا تزال تحمل اسم “وسائل اتصال”؟ لماذا جذبت كل هذه الملايين من الجماهير على الرغم من معرفتنا بأن كل وسيلة لا تطغى على الأخرى؟ هل استعادة الثقة في وسائل الإعلام باتت غير ممكنة؟ والأهم من ذلك، ما الآليات التي تعمل وسائل الإعلام بها الآن لاستعادة ثقة جمهورها؟.
7- لو لم يحرك منتدى الإسكندرية ساكناً سوى أنه شجّع وزارة التربية والتعليم لإعلان ضم “التربية الإعلامية” كأحد المقررات في مراحل التعليم الأساسية لكفاه نجاحاً، ففي مجتمعنا العربي نحظى بمئات المكتبات التي تعج بالمؤلفات الإعلامية والدراسات البحثية ومثل هذه الملتقيات النقاشية، لكن يتبقى لنا سرعة البدء في اتخاذ الخطوات لتنفيذ نتائج وتوصيات هذه الجهود.
نرشح لك: “كشف حساب” الدورة السابعة لمنتدى الإسكندرية للإعلام