زي كل سنة، مع قرب بداية شهر رمضان المبارك في كل عام، تشتد المنافسات بين صناع الأعمال الدرامية والأعمال التسويقية الإعلانية، حيث إننا أصبحنا بشكل رسمي في عالم المنافسة القوية في هذا الشهر المبارك من كل عام، فأصبحت المنافسة يحكمها فقط البقاء للأقوى اقتصاديا و”سوشيال ميديا” إلا القليل، ومن ثم يتم الإعلان عن الفائز النهائي مع نهاية الشهر.
في شهر رمضان اعدتنا في السنوات الماضية على مشاهدة كم هائل من المسلسلات والإعلانات، وكأن هذه الأعمال الدرامية والإعلانية ليس لها مجال سوى في هذا الشهر فحسب، والغريب في الأمر أن أغلب هذه الأعمال سواء الدرامية أو الإعلانية تظهر بشكل غير لائق أو غير جيد، نظرا لأن أغلب الأعمال يتم الانتهاء من تصويرها أثناء الشهر الفضيل، والذي يتم فيه عرض المنتج على الجمهور، بل أن هناك عدة أعمال لم ينته كتَّابها من كتابة الحلقات النهائية لها إلى هذا الوقت.
الملفت في الأمر بالنسبة لي، أن هذه المنافسة الغالبية العظمى منها يفوز بها، حيث إن كل بطل من الأعمال الدرامية يصف نفسه بالأعلى مشاهدة خلال الشهر الكريم، وذلك يطبق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصداقات بينه وبين القائمين على بعض المواقع الإخبارية الفنية، وإذ لم ينصب الأعلى مشاهدة، سيتم الإشادة به بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة لإثبات أنه كان ضمن قائمة الأعلى مشاهدة ونجاح، أما على مستوى الإعلانات، فكل الشركات تنافس بعضها لبعض من خلال تواجد أكبر عدد ممكن من النجوم، ومن الممكن أن تشاهد هؤلاء النجوم في عدة إعلانات مختلفة لكن بشرط ألا يكون ظهوره لشركتين منافستين لبعضهما.
الخاسر الوحيد في كل هذه القصة هو الجمهور والمتلقي أمام الشاشات خلال شهر رمضان، حيث إن هذا الكم من المسلسلات بالتأكيد لن يستطيع أحد متابعته بشكل دوري ومستمر في هذه المدة، أما الإعلانات فستكون ضخمة ومبهجة بالاحتفال بشهر رمضان مثل كل عام، لكن إذا ركزت فيما يتم تقديمه ستكتشف بنفسك أنه مثل الأخر بل أنه شبه بعض الإعلانات التي قدمت منذ سنوات في نفس الشهر، فماذا لو تم التجهيز للأعمال الدرامية والإعلانية بحيث يتم تقديمها خلال العام بشهوره وكل عمل يأخذ حقه كاملًا متكامل، ويكون المتلقي في لحظات هدنة واسترخاء تجعله يشاهد هذه الأعمال بصدر رحب وتأني، ففي النهاية لا يسعني سوى أن أقول “كل عام وأنتم بخير”.
نرشح لك: هشام صلاح يكتب: لماذا لا يعود أحمد حلمي لبرامج الطفل؟