بالرغم من كل ما يحيط بك من ألم وإحباط، بالرغم ما يجول بخاطرك من احتمالات الفشل، بالرغم من كل علامات الضجر التي تبدو على الوجوه التي تقابلها بشكل يومي، بالرغم من الياأس القاتل من أي إجراءات لإصلاح الأحوال، بالرغم من ضغوط الحياة ومتطلباتها وأحلامك المبتسرة وأمنياتك المحطمة، بالرغم من الزحام والكثير من الكلام الذي لا يسوى، أطالبك بالتفاؤل.
نعم تفائل .. فكل ذلك أمره سهل!، نعم أمره سهل، فلتتخيل معي هل يوجد من هم أتعس منك … الإجابة “نعم ..أكيد” هل هناك من هم أوفر منك حظاً أيضاً “نعم..وبكل تأكيد، هل قام من هم أتعس منك أو من هم أسعد منك حالاً بعمل شيء ما ليصبح حالهم كذلك؟ ربما .. قد يكون ذلك صحيحاً، وربما لا، فهم لم يفعلوا شيئاً. فلنأخذ الحالة الأولى وهي أنهم لابد وقد قاموا بعمل ما لم تفعله أنت، وهل ما قاموا به ليكونوا أتعس حالاً يرضيك أن تفعله، قد تتهمهم بالجهل أو بالتسرع أو بعدم الأمانة حيث قادهم قيامهم بذلك الفعل إلى واقعهم التعس … إذن أنت أوفر حظاً منهم… فأنت لم ترتكب مثل تلك الأفعال التي أدت إلى تلك النتيجة التعسة. أما من هم أسعد منك حالاً، فمن المؤكد أنهم قاموا بفعل ما لم تقم أنت به من تصرف ذكي، أو اغتنام لفرصة في التوقيت السليم، وأنت لم تقم بفعل مماثل. إن كنت ترجع ذلك للحظ فلا تكمل قراءة هذا المقال، لأنه من الأهمية بمكان أن تكون على يقين أننا من نصنع حظوظنا ونحن من نصنع تعاستنا بأنفسنا وبأيدينا، نحن من نضع مقياساً لرضانا عن حالنا وكذلك نضع لأنفسنا مقياساً مماثلاً لسخطنا وعدم قناعتنا بما نحن فيه. فكر مرة أخرى فيما تفعله وفيما تقتنع به بانه سيء أو جيد. أما القدر فلا مهرب منه ولكن يتوقف الأمر دائماً على مدى إيمانك ورد فعلك وتفاعلك مع الأمر سلباً وإيجاباً.
بالرغم من كل احباطاتك أطلب منك أن تتشبث بالأمل، نعم وإن انحسرت نسبة احتماله، تشبث بكل ما أوتيت من قوة وعزم بالأمل فالأمل من عند الله، وإن لم يكن لديك أمل فلتصتنع أملاً يجعلك تحاول، اخلع عنك ثوب اليأس وضع نصب عينيك هدف ما حتى وإن كان بسيطاً ولا تتوقف عن المحاولة للوصول إليه ستصل إليه يوما ما، وفي رحلة الوصول ستتعلم الكثير والذي قد يجعلك تعرف أن عدم الوصول إلى هذا الهدف ليس بنهاية العالم بل هي بداية لرحلة أخرى في الوصول إلى هدف أكبر. فليكن لديك أمل لا ينقطع. الأمل هو الوجه الآخر لعملة الإيمان.