لا شك أن هناك أزمة وخلط بين عمل العلاقات العامة والتسويق على مستوى الممارسة بالشركات والمؤسسات، وعدم فهم مهام كل منهما بشكل واضح، وهذا الخلط هو أحد الأسباب الرئيسية التى تعوق عمل العلاقات العامة.
فيعتقد البعض بأن العلاقات العامة أداة تسويقية وتندرج تحت المزيج الترويجي، وهذا اعتقاد خاطئ فهناك اختلافات جوهرية بينهما من حيث المفهوم والرسالة والأدوات المستخدمة لكل منهما؛ فالتسويق كما تعرفه جمعية “التسويق الأمريكية” بأنه نشاط يهتم بتدفق السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك، فهو المسئول عن العلاقة بين المنتج أو الخدمة والمستهلك، من خلال المزيج التسويقي الذى يشمل المنتج والسعر والمكان والترويج.
بينما العلاقات العامة هي الجهود الاتصالية التى تهدف إلى بناء السمعة والصورة الذهنية الجيدة للشركات والمؤسسات، فيقع على عاتق العلاقات العامة بناء وتعزيز وتحسين الصورة الذهنية للمؤسسات، وبالتالى تسهم العلاقات العامة في زيادة نسبة المبيعات أو الإقبال على الخدمة أو المنتج، نظرًا لانعكاس الصورة الذهنية الجيدة للمنظمة على منتجاتها والخدمات التى تقدمها، ومن هنا فإن أى تطور فى الجانب التسويقى قد يعد انعكاسا لسياسات وجهود العلاقات العامة وأنشطتها
كما أن بحوث العلاقات العامة تساعد التسويق على مدى تقبل الجمهور للخدمات والمنتجات؛ فالعلاقات العامة مسئولة عن العلاقة بين المؤسسة والجمهور، فجمهور العلاقات العامة أوسع وأشمل من جمهور التسويق، ويضم الجمهور الخارجى من مستهلكين ومجتمع محلى ووسائل الإعلام والهيئات الحكومية وغيرهم، وكذلك يشمل الجمهور الداخلى من العاملين بالمؤسسة والمستثمرين. بينما يرتكز التسويق على الوصول إلى المستهلك النهائي ودفعه إلى معرفة المنتج وشراءه باستخدام الاستراتيجيات التسويقية المختلفة.
وأخيرًا وليس آخرًا فالعلاقات العامة بمثابة الاستثمار الذى تقوم به الشركات لبناء سمعتها والحفاظ عليها، كما أن العلاقة بين التسويق والعلاقات العامة هي علاقة تكامل وليست صراع، فالترويج للمؤسسة والمسئول عنها العلاقات العامة بطبيعة الحال يساهم فى الترويج للسلعة، كما أن الترويج للسلع والخدمات والمسئول عنها التسويق يساهم فى الترويج للمؤسسة.
نرشح لك: محمود الشافعي يكتب: لا لتهميش العلاقات العامة
شاهد| أين اختفى هؤلاء