من علامات النضج عدم التدخل في اختيارات غيرنا الشخصية، وهل هناك ما هو شخصي أكثر من ملابسنا؟! زوجة محمد صلاح
تابعت خلال اليومين الماضيين كم الدلاء التي انهالت علينا عبر البوستات المفصلة والمطعمة بصور “أم مكة” حول إطلالتها الأخيرة برفقة زوجها محمد صلاح، وعلى الرغم من رغبتي في عدم الجنوح إلى شخصنة المواقف والأمور إلا أن هذا الموقف تحديدا حمل بين طياته الكثير من التفاصيل المضحكة المبكية التي تعكس حالنا على السوشيال ميديا مؤخرا خاصة حين تحول المشهد إلى جدل وسجال وتراشق بالبوستات والكومنتات بين ثلاث فئات:
– أنصار “الفاشون” المعترضين على ستايل ملبسها الذي لا يتناسب مع وضعها كزوجة لاعب عالمي وتحتاج إلى أن تطور من نفسها كونها تمثل مصر أمام العالم (هذا العالم الذي أراهنكم أنه لا يشغل نفسه بأمر ما ترتديه أم مكة على الإطلاق)
– المدافعين بشراسة وعنف عن مظهرها الوسطي الكيوت الغالب على مجتمعنا باعتبارها ممثلة للإسلام الوسطي (الإسلام نفسه زهق منكم والله من كتر التلزيق).
– فرسان الشريعة وأصحاب الإسلام “الحق” والذين انهالوا بتعليقات جارحة منتقدين “فخادها” التي أظهرها البنطلون واصفين إياها بالكاسية العارية وأنها لا تمثل الإسلام (وهؤلاء بالطبع من طائفة هل استخدمت الشطافة اليوم؟).
أحيانا ما يكون الطريق إلى التنمر مدجج بالنوايا الحسنة، خاصة حين يصبح التنمر مجاني في صورة نصيحة أو وعظ أو رغبة ملحة ومستميتة في تحويل الآخرين إلى نسخة مطابقة لنا في أذواقهم وميلولهم وحتى توجهاتهم، وهكذا حولنا عالمنا الافتراضي إلى “سلخانة”!! أسرفنا فيه في جلد غيرنا لتعويض نواقصنا من خلال الوقوف على مسارحنا الافتراضية التي تلهبها السياط.
نسينا أن هناك فروق فردية وشخصية وأن هناك خصوصية للغير وجب احترامها، ونسينا أن رأينا في مظهر غيرنا “مش مهم أصلا!”
ونسينا القول المأثور الذي حملته الفنانة منه شلبي على لافتة كتبت عليها بخط الرقعة “خليك في كوزك لحد ما نعوزك”!!
نرشح لك: أوباميانج: فوزي بالحذاء الذهبي مع محمد صلاح وماني “فخر لأفريقيا”