لاحقت اتهامات الغرور الفنان عادل إمام منذ بداية مسيرته الفنية وحتى الآن، رغم أنه يؤكد دومًا أنه بريء من ذلك، بل ويتهم منتقديه بأنهم السبب، لذلك لم يلتفت إليهم.
البداية في هذه القصة هي مسرحية “أنا وهو وهي”، والتي حقق فيها نجاحًا كبيرًا من خلال شخصية “دسوقي أفندي”. فبعد انتهاء المسرحية انهالت عليه العروض، وكانوا لا يخاطبونه باسمه بل كانوا يقولون: “تعالى ومعاك البدلة يا أستاذ دسوقي”. لكنه رفض كل هذه العروض، انتظارًا لأدوار أفضل منها.
وجهة نظر “إمام” في هذه الأمر لم تتغير خلال السنوات الماضية، حيث أكّد من قبل أنه منذ أن رفض تكرار شخصية “دسوقي أفندي” لم تكف هذه التهمة عن ملاحقته، فقيل: “ده طالع فيها.. يركب الأتوبيس من كتر الفقر وبيرفض الأدوار في نفس الوقت!!”.
يدافع إمام عن نفسه بأن الفقر لم يكن عيبًا، ولكن العيب أن يكون مجرد شخصية ”هايفة” في عالم الفن، لذا قرر أن “يبدأ كبيرًا ليظل دائمًا كبيرًا”. والكبر في وجهة نظره لا يعني البطولة، بل يعني القدرة على الرفض والقبول، أن يدرك الفنان ماذا يريد ولماذا يمثل. أما التمثيل لمجرد التمثيل والتواجد ودفاتر الشيكات فيزعم بأنه لا يعرفه ولن يعرفه.
استمرت الاتهامات تلاحق عادل إمام حتى الآن، لكنه يستشهد دومًا بالمقربين منه، وأنهم يعرفون حقيقته، أما من يكتبون عنه على صفحات الجرائد وما يقال من البعض فلم يلتفت إليه.. “أعلم جيدًا أن الغرور غباء ولا أظنني غبيًا”.
نحن لا ننفي التهمة عن عادل إمام أو نثبتها بل نسردها من وجهة نظره هو، وهو بالتأكيد لن يُثبتها على نفسه لو كانت فيه، فقد رد من قبل على منتقدي عدم مقابلته لأي شخص بعد العروض المسرحية، بأنه في بعض الأحيان يكون مصابًا بمرض في معدته التي كانت تتأثر غالبًا بأي حالة عصبية يتعرض لها.. “لم أكن أستطيع أن أقابلهم بعد العرض لأنني أكون في غاية الإرهاق والتعب والألم.. وليس كما يتهمني البعض بالغرور”.
قيل أيضًا إنه لقّب نفسه بـ”الزعيم” ليثبت التهمة عليه أكثر، لكنه يُصرح بأنه لم يُلقّب نفسه بأي شيء وإنما يُفضل التعامل معه باسم “عادل إمام” فقط، لأن “الزعيم” مجرد اسم عمل فني، لا شأن له في من يلقبونه به.
اللافت أن الزعيم يهاجم المغرورين أصلا في حواراته دومًا، ويؤكد أن الغرور لو أصاب أي إنسان ينتقص من هذه المكانة ويضعه في حافة النهاية. لكن يبدو أن صدى هذا الاتهام أوسع وأكبر بكثير من ردود ودفاعات عادل إمام عن نفسه فيه.. ولا يزال.
شاهد: أين اختفى هؤلاء