مدرسة المشاغبين عادل إمام
ظل الفنان عادل إمام متربعًا على عرش النجومية منذ أواخر السبعينيات لعقود طويلة، حتى في فترة الركود السينمائي وقلة عدد الأفلام في التسعينيات، نجحت أفلامه في تجاوز هذه الأزمة، وتصدرت إيرادات شباك التذاكر وطوابير الجمهور.
ويعد الزعيم من عمالقة السينما بوجه خاص؛ نظرًا للكاريزما الفريدة التي تميزه، وتنوع أدواره والقضايا التي تطرحها أفلامه، وتغيير جلده في أكثر من مرحلة خلال مشواره الفني، مما يجعل الكثيرين يعتبرونه “النجم الأوحد”، مهما جاء بعده من نجوم مبدعين.
كل ذلك يجعل اسم الزعيم على أفيش أي فيلم، البوابة لنجاحه وإقبال الجمهور عليه، ولا يحتاج إلى نجوم كبار يساندونه حتى ولو كضيوف شرف داخل العمل، ولكن عادل إمام كما عوّدنا دومًا لا يرضى بالسائد ويقرر كثيرًا الخروج عن المألوف، من خلال الاستعانة بأصدقاء عمره من النجوم الكبار، ليظهروا معه في بعض أفلامه، حتى ولو بمشهد وحيد.
بالتأكيد ظهور هؤلاء مكسب لهم لأن العمل مع الزعيم يكفي، ولكن بالنسبة للزعيم نفسه ماذا يجني من هذه المشاركة؟ هل تعتبر مكسب أم خسارة؟ ذكاء عادل إمام يجيب على هذا السؤال..
ببساطة كان يمكن أن يستعين بفنانين آخرين غير أصدقاء عمره، ولكنه نجح في استغلال “الكيمياء” بينه وبينهم لتظهر على الشاشة فتضيف للمشهد جاذبية ومذاق خاص، خاصة إذا كان هذا النجم بحجم سعيد صالح في مشهد وحيد بفيلم “زهايمر”.
برع الصديقان في أداء المشهد لدرجة أبكت قلوبنا قبل أعيننا، فمحمود يزور صديقه عمر في دار المسنين، ويفاجأ بإصابته بالزهايمر لدرجة أنه نسي اسمه وعشرة سنوات بينهما، أتقن سعيد صالح تقديم دور مريض الزهايمر الذي أودعه أبناؤه دار مسنين وتركوه وحيدًا، وسط بكاء الزعيم الحقيقي في نهاية المشهد، الذي يصعب تخيل أدائه بدون سعيد صالح، ويعتبره الجمهور أفضل مشاهد الفيلم.
استعان عادل إمام بـ سعيد أيضًا كضيف شرف في فيلم “أمير الظلام”، ولكن ليس بمفرده هذه المرة وإنما شاركهما رفيقهما الثالث في مدرسة المشاغبين يونس شلبي، إذ ظهرا ضيفي شرف في مشهد مباراة كرة القدم للمكفوفين، حيث تزعّم عادل إمام فريقه من الشباب، بينما تزعّم سعيد صالح الفريق المنافس له، وأدى “شلبي” دور حكم المباراة، في مشهد ينفجر بالكوميديا بين ثلاثي الضحك.
هذه المرة لجأ عادل إمام للفنان الكبير ناظر مدرسة المشاغبين حسن مصطفى، ليؤدي معه أول مشهد بفيلم “مرجان أحمد مرجان”، يحكي ”مصطفى” أنه رفض الدور أكثر من مرة عندما عرضه عليه الزعيم، ولكنه وافق على أدائه بعدما أوضح له “إمام” أهمية دوره المتمثل في مشهد وحيد.
وجهة نظر عادل إمام في الاستعانة بحسن مصطفى فيها الكثير من الوجاهة والذكاء، فمشهد البداية هذا هو مفتاح الفيلم إذا نجح فتح الباب لنجاح الفيلم، وإذا فشل لم يعد لباقي المشاهد معنى ولا أهمية، وهذا ما قاله الزعيم لصديقه وأستاذه.
حسن مصطفى في هذا المشهد ببساطته ورزانته وصدق أدائه؛ لخّص فكرة الفيلم وأوصلها للجمهور بسهولة، فهو مأمور ضرائب نزيه لا يقبل الرشوة، ولكنه أمام ضغط مرجان أحمد مرجان ونقوده رضخ في النهاية لمطالبه، واضطر لشرب “الشاي بالياسمين”، وهو ما يفعله مرجان طوال أحداث الفيلم.
نرشح لك: من أرشيف الصحافة.. حوار مع “الزعيم”
شاهد: أين اختفى هؤلاء