معتز عبد الرحمن: الفيس أصدق أنباء من الـ "توك شو"

كانوا يقولون ( إن كان المسئول يعلم فتلك مصيبة، وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أعظم).. الآن يمكن صياغة نفس العبارة بكلمات أحدث (إن كان المسئول يعلم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يتابع مواقع التواصل الاجتماعي فالمصيبة أعظم) ..

فلم تدع مواقع التواصل الاجتماعي مجالاً للاحتجاج بعدم العلم أصلا سواء أعتبر عدم العلم مبررا مقبولا أم لا، في السنوات الماضية كان أصحاب المشكلات سواء كانت مشكلات تخصهم أو مشكلات عامة يلحظونها يتمنون الوصول لأي برنامج من برامج ال (توك شو) ليعرضوا تلك المشكلات التي عادة ما تحل ولو مؤقتاً لأن المواطن أقام الحجة بوصول المعلومة للرأي العام ، هذا إذا افترضنا حسن النية وأن هذا المواطن وصل إلى البرنامج دون وسائط، أما الآن فلم يعد صاحب المشكلة أو الملحوظة يحتاج للبحث عن واسطة أو لتكرار محاولات الاتصال عشرات المرات كي يفتح له الخط ليتحدث إلى الكنترول أولا ثم إلى البرنامج ثانيا إن سمح له، مئات المشكلات العامة والخاصة تطرح يومياً على صفحات التواصل الاجتماعي وتحقق انتشارا كبيراً مدعوما بالصور والفيديوهات في كثير من الأحيان ناسفة احتمالية جهل المسئول بما يحدث وراء ظهره بعد طي السجاد الأحمر ورفع أحواض الزرع والزهور.

وإن كان المهندس إبراهيم محلب كمثال فوجيء بما شاهده في معهد القلب من تقصير وإهمال كان معلوما عند الناس بالضرورة فقد دشن بعض الشباب صفحة بعنوان (عشان لو جه ما يتفاجئش) وبلغ متابعوها 40000 في وقت يسير ، توفر الصفحة على المسئولين عشرات الزيارات المفاجئة وتحضر لهم الواقع إلى مكاتبهم موثقا بالصور، إن ما تقدمه مثل هذه الصفحات خير من ألف زيارة ، فهي تنقل الصورة والحدث في وقت تكون الزيارة فيه فعلا مفاجئة ، وليست كالزيارات المفاجئة التي تسبقها الكاميرات المفاجئة لتلتقط الصور للمسئول من الداخل عند وصوله وأحيانا يصاحبها ميكرفون مفاجيء أيضا ، فهل سيعتد بمثل هذه القنوات الجديدة للبدء في إتخاذ الاجراءات المناسبة ، أم ستظل تلك الصفحات مجرد جهاز يحول المصيبة الأعظم إلى مجرد مصيبة، هل مشكلة المسئول أنه لا يعلم فعلا، أم أنه لا يريد أن يعلم، أم يعلم وسعيد بما يعلمه طالما ظل خارج نطاق الشاشات الصغيرة…

اقرأ أيضًا:

معتز عبد الرحمن: لا تجادل ولا تناقش يا “برينجي”

 معتز عبد الرحمن: ناسا العربية.. وكالة من غير بواب

معتز عبد الرحمن: ماذا خسرنا بتشويه الدراما لكفار قريش؟!

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا