رضا الشويخي
رحلة صعبة بدأها الشاب أحمد فريد منذ سنوات عديدة بحثًا عن النجاح والتفوق، وبالإصرار والمثابرة تمكّن من الوصول لما يريد، فأصبح المصري الوحيد في الوكالة الفضائية الألمانية ورئيس رابطة الأفريقيين في فيدرالية الملاحة الدولية IAF.
عن هواياته والمصاعب التي واجهته وكيف تغلب عليها، كانت له هذه التصريحات عبر إعلام دوت أورج.
- بدأت رحلتي بصعوبة، وحاولت التغلب عليها بالصبر والعمل، فعند تخرجي، بحثت عن الفرص المتاحة وأرسلت الكثير من الرسائل الإليكترونية لشركات مختلفة، وتم اختياري من بين 4500 متقدمًا في منحة لشركة IBM، أضافت لي الكثير في تخصصي علوم الحاسب وإدارة التكنولوجيا، وانتقلت بعدها لمعهد الاقتصاد والإحصاء الألماني IFO في فرصة تدريبية بأجر رمزي لمدة شهرين اثنين.
- هذه الفرصة مثلت لي ضربة البداية، فرغم تنافسي مع شخص ألماني يملك خبرة أكثر، ولم يتم اختياري من البداية، ولكن تلقيت رسالة من معهد الاقتصاد والإحصاء بقبولي متدربًا لمدة شهرين اثنين، وكان علي أن أثبت جدارتي بأن أكمل، وهو ما ضاعف المجهود المبذول، وبالفعل في نهاية الشهرين، اختارتني الشركة لأن أكمل في المكان الذي لم يتم قبولي فيه من البداية، وكان علي باعتباري المصري الوحيد في المكان أن أعكس صورة المصري المجتهد والناجح في آن واحد.
- الطريق لم يكن مفروشا بالورد؛ هناك عقبات كثيرة منها اللغة، واختلاف الثقافات، والصورة النمطية السائدة عن العرب بشكل عام، وما يستدعيه ذلك من مجهود لتغييره للأفضل.. كثير من الفرص والمحاولات كانت نتيجتها الرفض، ولكن بالمحاولة ستجد فرصة أخرى بالتأكيد، ونتيجة ذلك أن شاركت في كثير من المشروعات الفضائية الناجحة مثل إطلاق المكوك أطلانتس، بجانب العمل في محطة الفضاء الدولية بالجزء الألماني، والآن أترأس مجموعة أفريقية من خبراء الفضاء من جنوب أفريقيا، والمغرب، ونيجيريا، وغانا، بالإضافة لعملي في الفيدرالية الدولية لعلوم الفضاء.
- الألمان يقيمون بالعمل، لا يفرق اللون أو الخلفية. المهم هو عملك وما تبذله لكي تنجح، هناك من يعمل بوكالة الفضاء الألمانية من المغرب ومصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وأوروبا وغيرها.. العمل وحده هو الفيصل
- دخول مصر المجال الفضائي خطوة مهمة للغاية، فهناك استفادة عظمى في العديد من المجالات إذا استعنا بالأقمار الصناعية في الاستكشاف للموارد والأراضي الخصبة والمياه وغيرهم، هذه الخطوة جاءت متأخرة؛ فهناك دول لديها وكالات فضاء على مستوى عالمي مثل جنوب أفريقيا، وأثق أن مصر لديها القدرة على التطور سريعًا سواء في الاستفادة من وكالة الفضاء المصرية، أو السعي لتدشين وكالة الفضاء الأفريقية في مصر.
- علوم الفضاء من الممكن أن تسهم في بناء أقمار صناعية صغيرة لاستخدامات متخصصة cube sat؛ لتحليل البكتيريا في المياه بتكلفة أقل كثيرا ودقة أعلى، وتلافي مخاطر وتهديدات أمراض قد تهدد حياة الملايين، بالإضافة إلى استخداماتها في توقع الفيضانات والسيول، ودراسة الشواطيء وما تتعرض له من عوامل النحت والتعرية وتأثيرات ذلك على البيئة والحياة، وغيرها من المجالات المتخصصة.
- أتمنى أن يهتم الإعلام المصري بالتثقيف العلمي، وتحديدًا في مجال الفضاء؛ لأن الكثير من المواد التي تعرض في الإعلام المصري، محتوى ترفيهي في المقام الأول؛ أنا على المستوى الشخصي أتابع الإعلام العالمي، ولكن هناك عدد كبير من المصريين بالخارج يتابعون الإعلام المصري، يريدون معرفة حقيقة الأوضاع في مصر، وندرك جيدًا أن الإعلام يستطيع تحريك االمياه الراكدة، بجانب تقديم محتوى مبدع وخلّاق للجمهور المصري والعربي، حول البحوث العلمية والاستكشافات بطريقة شائقة وبسيطة؛ فالإعلام المصري هو هوليوود الشرق الأوسط، ونحتاج للتنوع في الفترة الحالية.
- أتمنى من كل شاب أن يحاول.. يتعلم.. يطور نفسه؛ النجاح ليس منحة من أحد، إنما نتيجة السعي والصبر والتعلم المستمر، وأن تعمل بحب لمجالك، وتطور نفسك فيه، الفرص كثيرة ولكن عليهم أن يستعدوا باللغات والتفوق في دراستهم واكتساب الخبرات الفنية. وأن يتشبثوا بحلمهم، ويبذلوا كل جهدهم في سبيل تحقيقه، وأن يضعوا نصب أعينهم الجملة التي كتبها محمد صلاح على قميصه في مباراة فريقه مع برشلونة: «Never Give Up »؛ فالأحلام ليست سهلة المنال، بل تحتاج لمزيد من الجهد والصبر.
- وجود والدي في حياتي علمني الكثير، كان جراحًا وكثيرا ما كان يفعل الخير، وكنت أسمع دعوات المرضى له أن يبارك له في أولاده وبيته، وكذلك والدتي التي تعبت كثيرا في حياتي، وهم فعلًا أصحاب الفضل بعد الله فيما أنا فيه.
- أحب القراءة للعالم العبقري «جون ناش» البروفيسور جون ناش عالم الرياضيات والحائز على جائزة نوبل والشخصية التي يدور حولها الفيلم الشهير A Beautiful Mind.، وفي الحقيقة، كتاباته أضافت لي الكثير. كذلك أهتم كثيرًا بقراءة السير الذاتية، ففي كل رحلة لشخص ناجح تجد دروسًا تستفيد منها في حياتك، وتتعلم منها.
- أحب التمثيل جدًا، وشاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات في ألمانيا؛ قمت بلعب العديد من الأدوار بين شرطي، مخبر، رجل إطفاء، مهندس، موظف استقبال، رجل إطفاء، وغيرها من الأدوار الصغيرة في التليفزيون الألماني. أحب أيضًا التوزيع الموسيقى، وقابلت الكثير من الفنانين في مصر، وأعتبر الموسيقى معشوقتي الأولى.
- ركوب الخيل من هواياتي وإعادة توزيع الموسيقى، أجد متعة خاصة في ذلك، بجانب القراءة في المجالات المتعلقة بالعلوم والرياضيات وغيرها.