محمد سلطان محمود
عكست صفحة ” عشان لو جه ميتفاجئش” حاجة مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي إلى النماذج الإيجابية التي تعيد لهذه المواقع دورها المفقود منذ زيادة حدة الإستقطاب السياسي في السنوات الأخيرة .
الصفحة التي خرجت كرد فعل على زيارة المهندس إبراهيم محلب لمعهد القلب بإمبابة بدأت “تتفرع” ويخرج منها صفحات أخرى سنوضح بعد قليل.
اهتمت الصفحة بكشف الحال المتردى الذي وصلت إليه منشأت قطاع الصحة في مصر، و تتميز حتى الأن بالتركيز علي إعتبار الصورة تغني عن 1000 كلمة، حيث اكتفي القائمون علي إدارتها بنشر الصور مع توضيح مكان تصويرها، و خلال ساعات من إنشاء الصفحة إنضم إليها الألاف من المتابعين، و شهدت نشاط مكثف في نشر عشرات الصور للمستشفيات و المستوصفات في محافظات مصر المختلفة.
و خلال 48 ساعة من إنطلاقها، وصل عدد متابعي الصفحة إلي 200 الف متابع، و لاحقاُ قام القائمين علي إدارة الصفحة بنشر توضيح يؤكد أن جميع الصور تم تصويرها بواسطة أطباء يعملون في تلك المؤسسات التى تظهر بالصور الموجودة بالصفحة.
و يعكس محتوى الصفحة أزمة كبيرة يعانى منها قطاع الصحة في مصر، من إهمال للصرف الصحي بالمستشفيات، و ضعف الإمكانيات و الأدوات، و تهالك المبانى و اماكن سكن الاطباء، و كذلك إنعدام النظافة و إنتشار القطط الضالة بالطرقات و الغرف.
و بعد نجاح صفحة “عشان لو جه مايتفاجئش” ، إنطلقت صفحة أخري تستكمل نفس هدف الحملة، و لكن في مجال التعليم باسم “عشان لو جه مايتفاجئش المدارس”، و بدأت الصفحة بنشر صور خاصة بمبانى المدارس من فصول و دورات مياه، لكن بعد ساعات قليلة من إنشاءها قام القائمون علي إدارتها بنشر بيان يوضح نية الصفحة نشر صور من الجامعات المصرية، بعد وصول العديد من الرسائل التى تحتوى علي صور توضح الإهمال في الجامعات أيضاً.
و إنضم إلي الصفحة الجديدة 14 الف متابع خلال الساعات الاولي من إطلاقها، كما ظهرت صفحة أخرى مخصصة للعشوائيات.
الجدير بالذكر أن حملات كشف الإهمال عبر مواقع التواصل الإجتماعى ليست جديدة، و سبقها محاولات سابقة من خلال صفحات قامت بنشر صور الإهمال في المستشفيات الحكومية في مصر، إلا أن زيارة محلب الأخيرة إلي معهد القلب، أعطت المجال لإلقاء الضوء حول الأزمة، و محاولة مستخدمى موقع فيسبوك إيصال رسالتهم للمسئولين، و إستخدام مواقع التواصل الإجتماعى كوسيلة للإعلام البديل.
و كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كلف تكليفه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة إعادة تأهيل معهد القلب القومى خلال شهر، كما قام عادل العدوى وزير الصحة بنقل مكتبه لمقر معهد القلب القومى.