اقترب شهر رمضان من نهايته، مما يجعل الحكم على الأعمال الدرامية الرمضانية هينا ونهائيا، من الأعمال التي لفتت الانتباه وسط كل هذا الكم من الأعمال مسلسل”خمسة ونص”، وأعتبره العمل الأفضل والمتكامل على الإطلاق من حيث القصة “الغير مقتبسة”، والحبكة الدرامية، والتناول، والأداء، واختيار كرو التمثيل، إلى آخره. إيمان سراج الدين
العمل يحكي الصراع بين المال، والسلطة، والحب، ومن منهم الأقوى من خلال سياق درامي مميز ويقال أن أحداثه واقعية، مستوحاه من أحداث مشابهة، تدور تلك الأحداث حول وفاة الوريث السياسي لأحد السياسيين الكبار فيبدأ باستدعاء ابنه الآخر من سوريا “غمار” وهو ابنه من زواج سابق ويقوم بدوره الفنان “قصي الخولي”، يقع هذا الإبن في غرام طبيبة تجمع بين قوة الشخصية والإنسانية تدعي “بيان” وتقوم بدورها الفاتنة “نادين نجيم”، تتكلل هذه العلاقة التي كانت تبدو مثالية بالزواج، لتكتشف الحبيبة بعد ذلك أن زواجها ماهو إلا سلم لاستكمال زوجها الشكل الاجتماعي، والسياسي المبهر، الذي تمناه الأب وأن هذا الزواج كان بناءً عن رغبته ونصيحته للابن، ومن هنا يبدأ الصراع واللعب علي المكشوف.
الماضي دومًا لا يموت.. هذا ما أكده غمار الغانم، من خلال الأحداث حينما بدأ بالانتقام من كل من تسبب في الإيذاء النفسي له ولأمه منذ كان طفلا صغيرا، مكتوف الأيدي، لا يستطيع الدفاع عن أمه حتى في لحظات قتلها، الذي أظهرته الأحداث فيما بعد، حتى والده لم ينجو من هذا الانتقام.
إذا تركت نفسك للانتقام لن تتوقف الدماء.. هذا ما حدث بالفعل حينما سلم “غمار” نفسه للحقد الذي نما في داخله منذ أن كان طفلا، فبدأ ينتقم من كل من حوله حتى زوجته التي يحاربها في منصبها السياسي، ولم يعد يرى في حياته سوى الانتقام والمال، عندما يقصر أحد الأطراف في علاقات الحب، تتحول العلاقات الثنائية إلي ثلاثية.. سيتأكد المشاهد من ذلك حينما تتحولة مشاعر البطلة إلي حارسها الخاص “جاد” الذي يقوم بدوره معتصم النهار ويذكرني هذا بويتني هيوستن في فيلم” بادي جارد” العمل ملئ بالأحداث الشيقة المفاجئة المتصاعدة، التي بالطبع لا يمكن سردها كلها هنا، فمنذ الحلقة الأولى يتميز بالإيقاع السريع الذي يخلو من البطء “آفة بقية الأعمال”، وأعتبر أن البطل الأول فيه كان أداء الممثلين الطبيعي الغير مفتعل بالإضافة إلي الحوار البطل والحبكة الدرامية الممتازة وقفلات الحلقات الشيقة التي تضع المشاهد في حالة انتظار للحلقة التالية، حركة الكاميرا، وتقنيات التصوير وتقطيع المشاهد، كان مثاليًا وكل ذلك أدى إلي أن يحصل العمل على أعلى مشاهدات.
نادين نجيم، طبيعية غير مفتعلة، لم تعتمد علي جمالها أو أنها وجه مريح علي الشاشة، لكننا في كل مرة نشاهدها في عمل ما نجد أنها تثبت نفسها بموهبتها في التمثيل وبقدرتها العالية على أداء دورها، مرة بعد مرة من خلال أعمالها المختلفة نلاحظ نضوجها أمام من معها في المشهد مما يؤهلها أن تكون في مصاف النجوم العرب وسيدة التمثيل اللبناني قصي الخولي، غول تمثيل، لم يحتاج للصريخ ليصل للمشاهد، لكن بأداء هادئ في بدايته متصاعد أحيانًا، وفقا للحوار، استطاع ترك تأثير إيجابي لدى المشاهد.
معتصم النهار، للمرة الأولى يحصل على مساحة دور مثل ذلك، وكان قدها سنيتيا صموئيل “ابنة خالة نادين” رغم أنها عارضة أزياء لكن أداءها مبهرا وحقيقيًا جدًا الأب” رفيق علي أحمد” يكفي أن المشاهد صدق أنه بالفعل رجل سياسي وأن هذه شخصيته الحقيقية.
تحية لكل فريق العمل، الكاتبة إيمان السعيد، شركة الصباح، والمخرج فيليب أسمر، أحسنتم.