ظللت سنوات لا أعرف وزيرا للزراعة إلا يوسف والي، ووزيرا للإعلام إلا صفوت الشريف، حتى ظننت أنه هذه الوزارات شركات خاصة يملكونها أو أنها تركة ورثوها عن آبائهم، ورغم تعاقب الوزراء إلا أنني حتى الآن عند ذكر وزارة الزراعة يقفز في ذهني اسم يوسف والي، وعند ذكر الإعلام فورا يأتي اسم صفوت الشريف، وأحيانا عند ذكر الثقافة يأتي في ذهني فاروق حسني.
ولا أتذكر أسماء الوزراء الحاليين مع الأسف، وحتى إن تذكرتهم فلن أشعر بأي فرق، فقد تعاقب وزراء كثيرين من بعد 25 يناير ونحن لم نعتاد على هذا التغيير السريع لأن ايقاع الحياة في موضوع تغيير الوزراء كان بطيئا جدا في الحقبة الماضية.
والوزراء هذه الأيام يدخلون الوزارات ويخرجون منها كما دخلوا، ولا توجد أي بصمة لهم أو تأثير يذكر، وكأن مصر لم تتغير، وأن العالم كله يتغير من حولنا، لكنهم لا يشعرون بما يحدث حولنا.
ولو استعنا بنماذج من الجرائد اليومية في كل من الستينيات، السبعينيات، الثمانينات، التسعينات، ثم السنوات الأولى من الألفية سنجد نفس العناوين ونفس الموضوعات، ونفس المشكلات ونفس كلام المسئولين ووعودهم كما هي دون تغيير.
لقد أصبحنا نجيد لعبة إعادة التاريخ حتى لا يموت، ونظل نكرر المشهد مرات عديدة كأننا في مسلسل من المسلسلات المملة، فلا البطالة انتهت ولا الزيادة السكانية قلت، ولا الفساد توقف، ولا الإعلام انصلح ولا الأراضي الزراعية رجعت، ولا حتى الثقافة انتشرت بين الشعب ولا مشكلة الأمية حلت، أليس هذه هي مشكلاتنا الأساسية التي تعاني منها منذ عقود من الزمان وسنظل نعاني منها مهما تغير الوزراء.
واسمع عن تغيير وزراي وشيك خلال الأيام القادمة، فهل الوزراء القادمون سوف يقدمون ما لم يقدمه السابقون؟.. لا أظن، ستتكرر الوعود والتصريحات، وهلم جرا، ولذلك أرى أن نرجع الحق لصاحبه ونرجع وزارات الإعلام والزراعة والثقافة ليوسف والي وصفوت الشريف وفاروق حسني، وهم أولى من غيرهم، وكمان حتى لا نضطر لحفظ أسماء جديدة، وكل عام وأنتم بخير.