محمد الحلواني
ما زال بإمكان “ديك كافيت” مقدم برامج الحوارات التلفزيونية الأمريكي تذكر ذلك اليوم في عام 1963 عندما التقى للمرة الأولى بالملاكم الأسطوري للوزن الثقيل محمد علي كلاي، الذي ما زال يعرف باسم كاسيوس كلاي يوم أن كان البطل الجديد يجذب حشودًا من جماهيره ومحبيه خارج مسرح إل كابيتان في هوليوود بوليفارد.
ووفقًا لصحيفة ديروت نيوز الأمريكية، قال كافيت، الذي يبلغ من العمر 83 عامًا: “كان الأمر أشبه برؤية أيقونة فريدة”، وتابع: “كان الناس يقفون هناك خارج المسرح في رهبة، وكأن على رؤوسهم الطير.. كان أمرًا رائعًا حقًا أن نشاهده ونشعر به”.
وبمجرد دخوله إلى المسرح ، ظهر محمد علي على شاشة منوعات شبكة إيه بي سي حيث كان يعمل كافيت، ككاتب ومقدم برامج، وقدم كافيت للملاكم الأسطوري قصيدة ليقوم بإلقائها. كانت هذه بداية علاقة طويلة ومتبادلة المنفعة بين الرجلين الموضحة كما أكد فيلم وثائقي حمل عنوان “علي وكافيت – قصة الأشرطة”، الذي تم عرضه لأول مرة يوم الثلاثاء الماضي.
يناقش مضيف برنامج حواري ديك كافيت علاقته مع محمد علي في الوثائقي الجديد، فبالنسبة لعشاق الملاكمة لفترة طويلة، لا يزال الاهتمام مستمرًا بصعود محمد علي الجذاب من النجومية الأولمبية إلى بطولات الملاكمة في الوزن الثقيل واعتباره اللاعب الرئيسي في الخطاب الوطني حول حرب فيتنام وأيقونة إضافية يعتز بها الأمريكان المناهضون لعدم المساواة بين البيض والزنوج، خلال الستينيات. يحكي الفيلم انتماء علي إلى الإسلام، ورفضه الانضمام إلى الجيش الأمريكي- الذي جرده من رتبته ثم عودة كلاي إلى صفوف الجيش في السبعينيات حيث حولته معاركه الملحمية وشخصيته الجذابة إلى نجم عالمي.
كان محمد علي لاعبا اساسيا في دائرة البرامج الحوارية التلفزيونية في أيام ما قبل الكابل في الستينيات والسبعينيات ويوضح فيلم “علي وكافيت” للمخرج روبرت بدر، أن العرض الذي قدمه كافيت في وقت متأخر من الليل – والذي بثته شاشة إيه بي سي في عام 1969 وفر منصة إعلامية مريحة لمحمد علي، وخاصة قبل أن يصبح شخصية محبوبة. واستقطب علي الجمهور بقراره الدفاع عن انتماءه للإسلام ومناهضة الفصل العنصري في العالم، وكانت العلاقة المتميزة بين نجم الملاكمة محمد علي ونجم التوك شو كافيت الأبيض المتعلم في جامعة ييل، مثيرة للاهتمام، وفي الفيلم الوثائقي يشيد القس ألشا ربتون بكافيت الأبيض الذي حوّل برنامجه إلى منتدى للضيوف السود خارج التيار الرئيسي السائد في ذلك الوقت في أمريكا، بما في ذلك محمد علي بعد تجريده من لقبه في الوزن الثقيل.